news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
قصص من هذا الزمان ــ الحلقة الثانية .. . بقلم : سمو المشاعر

هي قصة من واقعنا ــ اشبه بما نراه في الروايات والقصص


سنطرحها من خلال باب المساهمات على شكل سلسلة من اكثر من حلقة

والان نترككم مع القصة ...... وامل ان تنال اعجابكم وتحضى بتعليقاتكم

صدفة على شواطئ غرناطة

كان يستلقي هناك على احد الأطراف المترامية لسواحل الشاطئ; لم يكن ملفتا للانتباه .. بل كان شابا عاديا من جنسية عربية ..

طويل القوام .. طويل الشعر أشقر ..ابيض البشرة مائل للاحمرار ..

ربما يسال البعض ما الذي ذهب به إلى هناك ..

القصة بدأت بمرض أختا له كانت تعاني من مرض عضال..

لم يكن الطب وقتها في الدول العربية قد وصل لعلاج ذلك المرض واكتشاف العلاج

فتوجه لأخيه المقيم بتلك الدولة والذي كان مالكا لتلك الشواطئ ..

لعله يجد علاج لما تعانيه أخته من مرض وعرضها على الأطباء لتلقي العلاج .

طبعا أخوه كان مقيما وزوجا لامرأة اسبانية من أصول ألمانية نازية..

وبعد اجراء الفحوصات لأخته المريضة كان يعود ليستلقي على السواحل بأحد الشاليهات التي يملكها أخوه ..

 

بينما هو مستلقي لمح تلك الفتاة الجميلة التي كانت تبادله النظرات تارة والهروب بنظرها عنه تارة أخرى..

كانت فتاة ممشوقة القوام بيضاء .. ذات شعر اصفر ذهبي.. زرقاء العينين ..

ذات وجه دائري وانف مدبب وشفتين صغيرتين

 

ــ استمر الأمر بينهم بالنظرات والمتابعة لأيام ..حتى جمعتهم الصدفة بمكان كان سببا بتلاقي الأنظار عن قرب وتبادل الحديث ..

الفتاة كانت من جنسية فرنسية تتكلم ثلاث لغات الانجليزية والاسبانية بالإضافة للغتها الأم الفرنسية..

بينما الشاب كان يحسن التحدث بالانجليزية كونه كان قد درس للمرحلة الجامعية التي لم يكملها ..

 

من خلال الحديث تم التعرف على بعض فأخبرها بأسباب قدومه وانه يجلس هنا في الشاليه التي يملكها أخوه بينما كانت الفتاة تقضي فترة الصيف على سواحل غرناطة مع أبيها وأمها وأختا لها صغيرة .. حيث كانت الفتاة تدرس في المرحلة الجامعية .. والتي كانت لا تنتمي لديانة سماوية..

وهنا يستمر اللقاء بين الشاب والفتاة لمرات كثيرة وساعات طويلة ..

يتحدثان فيها عن أمور الحياة ومشاغلها وكثير من المواضيع التي عادة ما تنفتح ببداية إطراف الحديث الأولى..

مع أنها كانت تعاني من تكسر لغته الانجليزية إلا أنها كانت ترتاح للحديث معه ..

وتعطيه أذنا صاغية ..لكي لا تذهب منها أية كلمة ينطقها ذلك الشاب..

لم يكن يعرف أن كلامه البسيط ومفرداته التي يستجمعها كانت سبيلا لدخوله إلى قلب الفتاة..

ولا نعرف إن كان ارتياح أم إعجاب أم انه الحب الذي ملأ قلبها تجاه هذا الشاب.

والذي لم يمانع من مبادلتها الحب على الرغم من انه كان متزوج وله بنتا وحيدة ذات السبعة أشهر تركها خلفه بين أهله ..

لم يعد العشيقان يأبهان بكثرة لقاءاتهما التي كانت تثير دهشة من حولهم..

بل كانا يعيشان على تلك الشواطئ أجمل قصة حب ولدت ضاربين بالفوارق والعادات والتقاليد والديانة عرض الحائط..يخرجان ويعودان بكل حرية وبكل ثقة لم يكن لها مثيل

هل هو طيش شباب أم إن الحب لا ينتمي لوطن أو جنسية أو فوارق . ولكن هذا ما حصل.

 

لم يكن الخبر سريا فقد ذكرنا إنهما لم يأبهان بأي احد حولهما يحاول إفساد حبهما وشملهما المولود على تلك الرمال .. كي يصل لزوجة أخيه التي لم تبدي ارتياحها لذلك الأمر ..والتي أخبرت أخيه المنشغل بإدارة شركته وأموره الاخرى..

تفاجأ الأخ بما سمعه عن أخيه القادم مع أخته للعلاج ..

 

وأي وضع يستدعي أن يغرق في قصة كذلك ..إصابته الحيرة والجنون بنفس الوقت من إصرار أخيه على الارتباط بتلك الفتاة .. كان إصرارا غير طبيعيا حبا لم يرى الوجود مثله..

سأله اخوه ان كان قد شرع في عمل شيء يجعله بهذا الإصرار ..ولكن الأخ لم يبدي أي كلام غير حبه وشغفه بتلك الفتاة

 

لم يستطع الأخ الأكبر ثني أخيه عن تلك الفتاة رغم انه حاول تذكيره بأنه أب لبنت وهناك فوارق دينية وانه هنا زائر وكثير من العوائق الملموسة التي تقف عائقاً أمام هذا الحب

ولكن لم يبدي الشاب أي اهتمام لما ذكره أخوه .. فلم يجد الأخ الأكبر حلا سوا إخبار أبيه بالقصة لينظر في أمر ولده ..

 

حين علم الأب بالقصة طلب على الفور من الأخ الأكبر أن يصدر له تأشيرة خروج بأي ثمن وتحت أي ظرف حتى ولو طردة ..وبالفعل هذا ما تم

رحل الشاب إلى بلاده تاركا محبوبته وقلبه مفطور لفراقها..

 

وتاركا بينهم سرا لم يفصحوا عنه ..فقد ترك زوجة خلفه !!!! ..نعم تزوجها سرا دون إخبار احد بهذا الزواج

كان زواجا سريا قضيا فيه الحبيبين أياما جميلة على تلك الشواطئ التي شهدت ولادة حبهما أو طيشهما ؟؟؟

في الحلقة المقبلة سنرى ما آلت إليه الأمور بعد تفريق الحبيبين ..

لتفاجأ الفتاة بحملها وطفلها الذي يسكن أحشائها بعيدا عن أبيه ..

لتعاني من جديد لوعة فراق حبيبها وترجيها لأخ زوجها بإخبار أخيه بذلك ..

وإنكار الأخ الذي يزيد الفتاة آلاماً وحسرة وويلاً أمام أبويها اللذان يبحثان عن تفسير منطقي لما حدث .

........................................

...... يـتـبــــــــع ......

2011-02-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد