قالت ودمع الحزن يملأ عينها
هناك من أخبرني عنك كثيرا
وسمعت عن اتقانك لأصول الهوى
وأنك في فنون العشق كنت خبيرا
وجعلت من عيون الفاتنات لك مسكنا
وأقمت في قلوب الحالمات سريرا
واتخذت من الحواري لك خلائلاً
وألهبت في صدور العاشقات سعيرا
وبنيت قلاع العشق وقصور الغوا
ونُصبت على عرش القلوب أميرا
اعذرني على شكي وكثرة شكوتي
فما سمعت عنك كان مريرا
فتح في قلبي جروحاً نازفة
وجعل الكون في عيوني صغيرا
مددت يدي إليها برقةٍ
ومسحت دمعاً كالشتاء غزيرا
ومررت أصابعي على جبينها باسماً
وجففت خداً ناعماً وحريرا
وقلت لها كفى بكاءً يا حلوتي
وانسي ماضياً ماجناً ومثيرا
فمذ عرفتك نسيت كل تجاربي
وصار غرامك في حياتي كبيرا
وتأكدي أني فتنت بسحرك
وأني بقلبك قد أصبحت جديرا
لقد أصبحت بنور حبك مبصراً
وقد كنت قبلك في الغرام ضريرا
وبعد أن أُرقت بجنون الهوا
في حضنك نمت هانئاً وقريرا
واحتال الفرح في ضلوعي قصائداً
واحتال العشق في عروقي غديرا
ورسمت وجهك في عيوني لوحةً
وغدا لأجلك فراش قلبي وثيرا
فغرستِ عمري كالجنان جنائناً
وملأتِ روحي كالزهور عبيرا
فاحرقي تاريخي وكل دفاتري
فالماضي ماضٍ أولاً وأخيرا
ودعيني أغفو بكنف حضنٍ دافئٍ
فعمر الغرام مهما طال قصيرا