في بلادي .....
أطفأوا نور القمر
أعدموا حلم الطفولة
أحرقوا ظلّ الشجر
في بلادي .....
أصبح الموت مصيراً منتظر
وغدا صمت القبور ريشةً
تحصي أعداد البشر
في بلادي .....
قتلوا حتى الحجر
استباحوا الطير والأنسان
والسنونو في مخابئه احتضر
في بلادي .....
أوقفوا هطل المطر
أشعلوا في الغيم ناراً
والرصاص كالرذاذ انهمر
في بلادي .....
غيروا طعم الثمر
وغدا للبارود طعماً
ولم يعد للفرح رسمٌ أو أثر
في بلادي .....
مزّقوا كل الصور
أضرموا الذكرى لهيباً
حطمّوا الأفكار وبيوت الشعر
والآن ......
هل عرفتم ما اسم بلادي
هل علمتم لما الليل تسربل بالسواد
هل فهمتم غروب الشمس في وقت الحداد
أرأيتم لما النيران تشظّت حرقةً تحت الرماد
ببساطة .....
لأن سورية الحبيبة
قد أصابتها المصيبة
وأصبحت الدماء نهراً في أراضيها سكيبة
والأشلاء تهاوت تحت أنقاضٍ كئيبة
وانغمسنا في أمورٍ عن ثقافتنا غريبة
فامتهنّا القتل واحترفنا الذبح واختبرنا الخطف
وانخرطنا في متاهات مريبة
نامت ضمائرنا وباتت الأخلاق في مجالسنا سليبة
وتحولنا مغولاً أو وحوشاً أو حتى أقواماً عجيبة
وغدا الأخ عدواً ونسينا القربى إن كانت قريبة
وملأ الحقد نفوساً حتى الأمس خلناها أديبة
لم يبق لنا يا بلادي إلا أن نمسح دمع المآقي
ونطلق الصرخة الرهيبة
سامحيهم يا بلادي يا زينة البلدان
يا جوادأً شامخاً على مرّ العصور والأزمان
ضمدي جرح أبناءك واصبري وتحملي لوعة القبور والأكفان
انفضي غبار الألم وتعالي عن الشقاء والأحزان
ولتعودي كما كنت دائماً .. لوحةً مميزة الألوان
نموذجاً للأمن والسلام وتعايش الأعراق والأديان
جميلة السهول والهضاب ساحرة الجبال والوديان
عذبة الينابيع عليلة الهوا رائعة البحار والشطآن
خفاقة القلوب رقيقة المشاعر ذواقة الأنغام والألحان
عودي كما كنت ... جنة الله على الأرض ومقصداً لكل إنسان
واطمئني ... بسواعدنا الفتية سنعلي من دمارك الصروح والبنيان
لتكوني فردوس الشرق وعروس البحر ونجمة الأزمان والأكوان