عندما تتزاحم سحابات البرد فوق احضان السماء
كأطفال هاربة من دفئ ممتد من رحم المشرق الى رطوبة المغرب
تبكي السماء فوق وجه الارض مطرا حزين
فيثمر الحزن بساتين من حب وياسمين
فوق تراب القلب شرايين لسماء منهكة
وسحب متراكمة من الم
هاربة من مشرق الكلمة الى مغرب الصمت
ويبقى المطر والحزن سيدان في عالم واحد
ثمة هناك مطرا اخر ينزف كدمي داخل اروقة الروح
مطر يلامس اعماقي بلطف دون ان يخدش صفاءك داخل روحي
مطرا يلامس وجهك بحرارة الاشتياق فلا يشعرك ببرودة النسيان
مطرا يعانقك مثل قطرات الندى بكل لطف اصطفيته من مطر قلبي
لأرسله الى روحي خاليا من الحزن كي لا تشعرين
ثمة هناك رياح لأنفاسي تحركك كسنابل القمح فوق هضبة الامنيات
اتنفسك هناك أيتها الخيّرة بعيدا عن الهواء القطبي الذي لا يحتمل وقوف السنابل فوق تراب الارادة
واحميك بروح لا تهتم بالنبضات التي يصدرها قلب حزين كقلبي
اتنفسك هناك حيث لا موت للروح
بعيدا عن عزاء القلوب وانتحار الانفس
احفظك هناك
بعيدا عن العتمة بعيدا عن الثرثرة بعيدا عن تقلبات الوقت
هنا داخل روحي التي تبقى طاهرة بعيدا عن رجس القلب ودناسة الرغبة
احفظك واشعر بك ابتسم وسط دموعي وانتفض كأي ثائر في عتمة الليل يثور ليعانق وجه القمر
لا يهم يا سيدتي لا يهم كيف اثور لن تشعري بثوراتي ولا برصاصات عذابي التي اطلقها على صدور الوحشة
سيدهشك فعلا صمتي حين انتصر وسيدهشك فعلا صراخي حين يسلبون انتصاري
سيدهشك فعلا شموخي امام همجيتهم وسيدهشك انكساري امام ألمك
ستشعرين يا سيدتي انني احببتك وسيشعرون ايضا انهم كاذبون