news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
إذا أردت أن تكون فرنسيا فما عليك سوى الإنتظار بضع ثواني ... بقلم : أحمد يزبك

يوم الأمس كنت في حديث على النت مع صديق لي يكمل دراسته في تولوز الفرنسية ..كان يروي لي تفاصيل حياته اليومية في تولوز راسما لي من خلال حديثه روعة المكان وتميز الإنسان هناك..


روى لي أنه في أحد الليالي الباردة وفي طريق عودته لمكان إقامته  صادفه تقاطع لأربع  شوارع  فيه أربع إشارات مرورية ..طبعا كان يقود دراجته الهوائية ولم يكن أحد في الشارع (لاهابوب ولا دابوب) سوى فتاة فرنسية على دراجتها الهوائية أيضا  تسبقه بخطوات ...وعندما وصلا للإشارة الحمراء كان صديقنا مستعجلا بردانا يريد قطع الإشارة بسرعة (كعادته)علاوة على ذلك فإن الوقت ليلا والبرد شديد ..ولكن الذي حصل أن الفتاة توقفت فجأة ؟؟؟!!

 

فما كان عليه سوى الإنتظار خجلا مع هذه الفرنسية التي لم تعره إنتباه طبعا طوال ال120 ثانية التي  إستغرقتها الإشارة كي تصبح خضراء...وبعدها مضى كل إلى سبيله ..

هذه الواقعة جعلتني أستذكر يوم كنت أقضي الإجازة الصيف المنصرم في مدينتي حمص (أنا طبيبا مغترب في السعودية منذ أربع سنوات)..

كنت في نفس الموقف تماما (تقاطع _أربع إشارات_ الإشاراة حمراء)ولكن الفرق هو أني كنت في سيارتي الخاصة وكان الوقت نهارا والطقس صيفيا وحولي الكثير والكثير من السيارات العامة والخاصة ...

 

ولكن الذي حدث هو أن كل السيارات أنطلقت بسرعة(وأولها السرافيس طبعا) على الرغم  من الخمس ثوان التي تبقت من عمر الإشارة الحمراء ..؟؟!!

إن الثواني المعدودة هي القاسم المشترك في كلتا الحالتين ..والإنسان طبعا

ولكن السؤال المهم هو :هل الوقت ثمين لدنيا لدرجة أننا خرقنا القانون لكسبه وهو ليس كذلك بالنسبة لتلك الشابة الفرنسية ؟؟!!

 

وهل أن بإنتظارنا تلك الأعمال الهامة والتي لا تحتمل التأجيل بضع ثواني لإنجازها ..أما تلك الفرنسية المسكينة لا ينتظرها سوى النوم والأكل والثرثرة!!

هل حقيقة أننا نجسد قول الأعراب الشهير (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)أما العجم فلا ؟؟

هل نحن حقيقة بحاجة لثورة في الشارع تزيدنا فوضى ..على فوضى أم إننا نحتاج ثورة في الذات والعقل معا ..قبل كل شيء؟؟

هل أن ما يفصلنا عن العالم المتحضر آلاف السنين ..أم هي بضع ثواني؟؟؟؟!!!!!!!

2011-03-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد