يا جمالاً للسُّمر فيك ابتدى
و فيك المُحال و فيك انتهى
يا رقّة الندى في عينيك
تحكي عن أسرارٍ في الهوى
كوردة تفتحت رغم أنف العدا
و فيكَ من عُطر الزنابق نارٌ
فمن يحمل لقلبي السلامَ
جئتَ في عمري ربيعاً
فعمرتَ باللهب أحلامي
أحرقت قلباً جنّنه الظلامُ
و كان من قبلك يتعبُه المساءُ
كيف يا نسمة العمر جئت
فسرقت منّي حتى سهر الجفون
عزائي إن زرتني في الأحلام ملاكاً
و مسحت جبيناً عانى من السُّهد ليالي
خبرني عن أيام الهوى الحكايا
و تذكر كيف كنا نحرقُ الأيام سهرا
ما كان حبنا كذباً ولا وهما
لكنّما الأيام طبعها الغدر
فكان للعذّال فينا نصيبٌ
وكان للهوى منّا الضجرُ
و لسهام الغدر موطنٌ بصدورنا
بعد أن أشبعت بظهورنا التّمزيقا
حملوا الحقد لنا هدايا مزينةً
تخفي خلف الشرائط السُّموما
فكان أن حدث الفراقُ يومها
و تهدّمَ ما بنيناه بدمع الجفون
يا أتفه حبٍ في أجبن قلبٍ
هل هذا جزاءُ الوفاءِ؟
سيف الكلمات يذبح الحب إن عشقنا
و يكتم حتى الآهات في الحناجر
لاموا قلباً لم يشفَ من جرحه
و لأيام الهوى لا يزال ذاكراً
لا تسألوني كيف أبقي صوره
على جدران ذاكرتي كالوشمِ
لا تقولوا نعرفُ و نحسُّ ما الهوى
من ذاق لوعة النَّار يصرخُ
و من اكتوى بجمر الخيانة يكفُرُ
فيا قلبُ ابكِ حبّكَ الماضي
و اعزف على أوتارِ الجنون مواويلا
هذا نصيبكُ من الدنيا فلا تحزن
و ادعِ لمن باعكَ بنفس المصيرِ