قصيدة مهداة للأم الحنون أم مازن (أديبة عيسى)و التي انتقلت إلى رحمته تعالى بتاريخ 20/03/2011
يا زهرة الربيع قد حل الشتاءُ
فهل حان موعد الرحيل؟
نادتكِ الملائكة لموعدٍ مستعجل
و في الفجر كان الفراقُ
في غفلة ضاع العمرُ منّا
فأين منا الذكريات اليوما
و كان الدفء بين أحضانك منزلا
و في كل زاوية عطرٌ من الحنان
في الخزانة تبكي الفساتينُ شوقاً
لحبيبة في عمر الصبا ترحلُ
حتى الشالُ من الوجد متعبٌ
فاتركيه على كتفيّا يرتاحُ
و هنا الهدايا من حزنها ترجف
فغداً عيدك ينتظرُ
قد حمل غيرنا لأمهاتهم الورودا
و قُدِّر لنا أن نحمل الريحانا
يا عيد قد عدتِ مثقلاً بالجراح
و تركت في القلب ذكرى من نارِ
أم مازنٍ قد أتى عيدك يدقُّ بابنا
و دمعه على خده أنهارُ
ماذا نقول له إن يسألنا
قد غصّت الحناجر بالجوابِ
أم مازن دعينا للبكاء يشفينا
فجرحك في القلب مُوجعُ
يا طيبَ جنةٍ حللتِ بها
و تركتنا للنيران في الصدورِ
قد صاحت الحناجر لا تذهبي
فردي علينا السلاما
حملناكِ على الأكتاف نعشاً
و قبلها ياما حملتنا أطفالا
قولي للأحفاد لا تحزنوا
فلي موعد في السماء ينتظرُ
يا حنونة ضاقت بنا الصدور
من فراقٍ بلوعة النار يكوينا
فأين من كان يشفينا بقبلةٍ
على الجبين تنسينا التعبا
أين يدٌ كانت بالحنان تغمرنا؟
أين عيونٌ من رقتها تغار المها؟
يا مسكناً لها تحت التراب هنئتَ
فلكَ من طُهر الجنة نصيب
تبارك ما حملت اليوم وردةً
فقدنا شذاها بيوم أسودِ
يا قدراً سرقت أغلى ما عندنا
فيا ليتك نسيت الموعدا
قالوا ننسى الأسى بعد حينٍ
و يطيب الجرحُ من العذاب
من قال نريد أن ننسى
أماً من الطهارة أنقى
قد عذبتكِ الأيام و الأنواء
فاستريحي في الجنان يا مليكتي
و لك منا عهدُ بالوفاءِ
عهداً عهداً لن ننساكي