الى كل من يحاول الاصلاح ،ويبحث عن حرية التعبير، لا تصادروا حرية الطرف الآخر...
لاحظت مؤخرا ظهور الكثير من المصطلحات والتعابير المؤاتية للمرحلة الراهنة التي نعيشها في سوريا، وهي مرحلة التغيير والاصلاح،والتي آمل كما كل السوريين أن تكون سلمية قدر الامكان .. وتحقق الأهداف التي نطمح اليها جميعا ،وعلى رأسها حرية التعبير.
و هنا استوقفتني ملاحظة هامة جدا وهي ... محاولة بعض الأشخاص (والذين لم يكتفوا بالتعابير) ليتجاوزوها الى مرحلة متقدمة ، وهي استصدار قوائم ومنها (قائمة العار ) والتي اعتبرتها مسألة غير صحية أبدا بالنسبة لوطن يبحث عن حرية خاصة حرية التعبير، ويطالب بالديمقراطية، واحترام الرأي الآخر، فكيف يمكن لأي شخص أن يضع قائمة عار ضد مواطنين سوريين ويصادر آراءهم ويطعن معتقداتهم وانتماءاتهم المذهبية أو السياسية ويتهمهم بالعمالة للنظام أو الخيانة للثورة وما الى ذلك لمجرد أنهم أخذوا موقفا محايدا .. وما الى ذلك من مصطلحات يكرس الشعب الآن كل جهد، ويبذل دما غاليا،، ليتخلص منها، اضافة الى المطالبة بإنهاء احتكار الرأي والوطنية ،والاعتراف برأي الآخر واحترام الاختلاف، ولفت نظري أن من يضع هذه القوائم اضافة الى الشباب المتحمس للثورة والتغيير والذين نكن لهم كل الاحترام .. هم رموز طالما احترمنا توجهاتها وانتقاداتها واستمتعنا بكركاتيراتها المعبرة الساخرة ..
فأرجوا من جميع الأحرار والمطالبين بالحريات والتغيير والاصلاح ،الابتعاد قدر الامكان عن الأخطاء التي نحاول معا تصحيحها ،وعدم الانجرار الى فخ تقييم الأخر، ووضعه بخانة الصح أو الخطأ، فلكل منا حق الاختيار، وعلينا واجب احترام الاختلاف .
فلا أفضلية لمواطن سوري على أخر كلنا أبناء سوريا وشركاء في الوطن واختلافنا هو ما يمنحنا القوة والأمل ..
هذه الديمقراطية التي نسعى جاهدين لنصل اليها وهذا الوطن الحر الذي سنبنيه معا باختلافنا ..