صفةُ التَّواضعِ التي يتحَلَّى بها القائد العظيمُ بشار الأسد، هيَ صفةٌ تفرَّدَ بها عن غيرهِ من الرُّؤساءِ العربِ، وحتَّى الغربِ، لأنَّها من الصِّفاتِ الأساسيَّةِ التي يتحَلَّى بها المؤمنُ، وهذا ما تَجلَّى في قولِهِ قبلَ بدءِ خطابهِ اليوم عمَّا رآهُ من التَّرحيبِ: (أصعبُ مِن أن أجيبَ على هذا الموقفِ).
وصفةُ الهدوءِ هي الصفةُ التي كشفَتْ صفاءَ سريرتِهِ وطمأنينةَ نفسهِ من خلالِ ابتسامةٍ هادئةٍ رسمَتْها ثقتُهُ بربِّهِ وبشعبهِ على ثغرِهِ، كغيمةٍ أودعَتْ ما لديها للأرضِ المتعطِّشةِ.
هو القائدُ العظيمُ الذي أخلصَ لبلدِهِ سوريَّةَ، وأحبَّ شعباً لوطنٍ اسمهُ سوريَّة، ورفعَ اسمها عالياً، وأكَّدَ على كرامةِ هذا الشَّعبِ وعزَّتِهِ بعباراتٍ تَختزلُ كلَّ معاني الرُّقيِّ، كما أشارَ إلى امتنانِهِ وتقديرهِ لموقفِ شعبِهِ الصَّامدِ ووقوفِهِ بجانبهِ ليحملَ رايتَهُ ويقودَ سفينتَهُ مقدِّراً لهُ هذا الموقفَ ومشيراً إلى أسفهِ على ما حدثَ بكلِّ صدقٍ وشفافيَّة، مؤكِّداً على تحمُّلِ المسؤوليَّةِ الكاملةِ في قيادةِ هذهِ السَّفينةِ إلى برِّ الأمانِ بقولِهِ: (وتبقى مسؤوليَّتي عنِ السَّهرِ على أمنِ هذا الوطنِ وضمانِ استقرارِهِ، الشُّعور المُلِح الحاضر في نفسي في هذه اللَّحظة).
وعلى عكسِ ما توقَّعه الجميعُ من أنَّ ما نمرُّ بهِ هو مصابٌ جللٌ، كانَ توصيفهُ الدَّقيقُ لما نمرُّ بهِ أنَّهُ: (امتحانٌ لوحدَتِنَا وغيريَّتنا، امتحانٌ تشاءُ الظُّروفُ أنْ يتكرَّرَ كلَّ حينٍ بفعلِ المؤامراتِ المتَّصلةِ على هذا الوطنِ، وتشاءُ إرادتنا وتكاتفنا وإرادةُ اللهِ أنْ ننجحَ في مواجهتهِ في كلِّ مرَّةٍ نجاحاً باهراً يزيدنا قوَّةً ومنعةً).
فالقائدُ المؤمنُ يؤكِّدُ من خلالِ ثلاثِ مقوِّماتٍ (إرادتنا وتكاتفنا وإرادة الله) أنَّ الأعمالَ لا يمكنُ أن تُقبلَ إلاَّ بالنوَّايا الحسنة في قولهِ (إرادتنا)، والأعمالُ هي ما حدثَ من (تكاتفنا) لمواجهةِ هذهِ المحنة، واللهُ هو الذي يريدُ أنْ يتقبَّلَ عملَ العاملين، لقولِهِ تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، خاصَّةً إذا ارتبطَ القولُ بالعملِ، والعملُ بالقولِ، لأنَّ الرجلَ المؤمنَ هو الذي يربطُ عملَهُ بقولِهِ، وهذا ما أكَّدَ عليهِ تماماً بقولِهِ: (لكي يكونَ هذا الحديثُ اليومَ بعيداً عن الإنشاءِ العاطفيِّ الذي يريحُ النَّاسَ ولكنَّهُ لا يبدِّلُ ولا يؤثِّر).
وفي إشارةٍ منه إلى ما تمَّ تخطيطهُ لضربِ القلعةِ السوريَّةِ الصامدَةِ، وإلى الأعداءِ الذين تورَّطوا في التَّخطيطِ لهذا الأمرِ قالَ في لفتةٍ رائعةٍ: (نحنُ نقرُّ لهم بذكائهم في اختيارِ الأساليبِ المتطوِّرَةِ جدّاً فيما فعلوهُ، ولكنَّنا نقرُّ لهم بغبائهم في الاختيارِ الخاطئِ للوطنِ وللشَّعبِ حيثُ لا ينجحُ هذا النَّوعُ من المؤامراتِ)، مترجماً ما وردَ عنِ السيد المسيح بتوصيفِهِ لهم بقوله (ع): (الأحمقُ هُوَ المعجبُ برأيهِ ونفسِهِ) لأنه لا يتعلَّمُ من أخطائِهِ، على عكسِ العاقلِ الذي قال فيه الإمام علي كرم الله وجهه: (العاقلُ مَن اتَّعظَ بغيرِهِ)، فالقائدُ بخطابِهِ البليغِ قد وجَّهَ صفعةً لكلِّ المتورِّطينَ الحمقى بقولِهِ: (نقولُ لهم: لا يوجدُ أمامكم خيارٌ إلاَّ أنْ تستَمرُّوا في التَّعلُّمِ من فشلكم، أمَّا الشَّعبُ السُّوريُّ فلا خيارَ لهُ إلاَّ أنْ يستمرَّ بالتَّعلُّمِ من نجاحاتِِهِ).
ولأولئك النَّاشطينَ الذين يطالبونَ بالحريَّةِ والديمقراطيَّةِ من وراء الفضائياتِ المغرضةِ، ويردِّدونَ ما يردِّدونَ من شعاراتٍ برَّاقَةٍ هم أبعدُ النَّاسِ عنها وأجهلُ الناسِ بها، ويرمونَه من خلالِ الاتِّهاماتِ الباطلةِ بمصادرةِ حريَّةِ الرأيِّ والتَّعبيرِ، كانَ الجوابُ حاضراً بأبلغَ ممَّا يتوقَّعونَ في قولهِ: (إنَّ ما حصلَ يعبِّرُ عن إجماعٍ شعبيٍّ، وعندما يكونُ هناكَ إجماعٌ شعبيٌّ يجبُ أنْ نكونَ مرتاحينَ سواءَ كنَّا نوافقُ أو لا نوافق على كثيرٍ من النِّقاطِ)، فالإجماعُ الشَّعبيُّ اختارَ بشار الأسد ليكونَ رئيساً له عندما نادتِ الجموعُ الغفيرةُ على أسماعِ الغربِ والشَّرقِ: (الشَّعبُ يريد بشار الأسد).
وإلى الحاقدينَ الذينَ يتشَدَّقونَ من خلفِ أوهامِهم بأنَّ النِّظامَ في سوريَّةَ استبداديٌّ ودمويٌّ ولا يلبِّي طموحاتِ ومطالبَ الشَّعبِ، ويطالبونَ بتقديمِ التَّنازلاتِ، كانَ الرَّدُّ متوافقاً مع ردِّهِ على مطالبِ أمريكا والغربِ في تقديم التنازلاتِ بقوله بعبارة مقتضبةٍ: (حتى لو قبلتُ بهذا الطَّرحِ فالشَّعبُ لن يقبلَ بِهِ..) مؤكِّداً أنَّهُ لمْ يكنُ يوماً إلاَّ النَّاطقَ بلسانِ وقلبِ وعقلِ الشَّعبِ.
وإلى أصحابِِ أضغاثِ الأحلامِ الذينَ راهنوا وما زالوا يراهنون- أو بالأحرى يحلمون- بأنَّ سورية كغيرها من الدولِ التي سقطَتْ أنظمتُها، وأنَّها ليست بمعزلٍ عمَّا حولها، فصلَ السيد الرئيس بينَ التَّأثرِ والتقليدِ حين قال: (سورية ليست بلداً منعزلاً عمَّا يحصل في العالم العربي، نحن جزءٌ من هذه المنطقة، نتفاعلُ ونؤثِّرُ ونتأثَّرُ، ولكن- بنفس الوقت- نحن لسنا نسخةً عن الدول الأخرى، ولا توجد دولةٌ تشبه الأخرى، لكن نحن في سورية لدينا خصائص أخرى في الوضع الداخليِّ وفي الوضع الخارجي).
وخصائصنا الداخليةُ كما نفهمها نحنُ لا هم هي الإصلاحُ المستمرُّ لا الآنيُّ، فالاستمراريَّةُ بالنجاحِ لا تكونُ إلا باليقظةِ والعملِ على المحافظةِ على هذا النجاحِ، لا بالتَّقاعس والتَّكاسل حيث قال السيد الرئيس: (كنت دائماً أحذِّر من النَّجاحات، لأنَّ النَّجاحاتِ تدفعُ للاطمئنانِ، تدفعُ للشُّعورِ بالأمانِ... بعد كلِّ نجاحٍ علينا أن نعملَ أكثر لكي نحافظَ على النجاحِ ونحمي أنفسنا من أيَّةِ مؤامرةٍ قد تأتي من الخارج).
وفي الوقت الذي كانت اتِّهاماتُهم تشيرُ إلى أنَّ النظامَ يقوم بتخوينِ كلِّ مَن طالبَ بالإصلاحِ خيَّبَ آمالَهم بقوله: (كان مِن السَّهلِ التَّغريرُ بالكثير من الأشخاصِ الذين خرجوا في البداية عن حُسنِ نيَّةٍ، لا نستطيعُ أن نقولَ بأن كلَّ من خرجَ متآمرٌ. هذا كلامٌ غير صحيحٍ).
وأشارَ بلفتةٍ واضحةٍ تؤكدُ أنَّه على اطلاعٍ واسعٍ بكلِّ ما يحصلُ باهتمامٍ ودرايةٍ، وَرَدّاً على مَن يتَّهموننا بأننا دائماً نفكِّرُ بنظريةِ المؤامرةِ قال: (في بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن محدَّدةٍ عامَّةٍ قبل تخريبها بساعةٍ كاملةٍ، كيف عرفوا؟ هل هي قراءة بالمستقبل؟) وهذا ما أكَّدَ وجودَ المؤامرةِ حقيقةً.
وإلى الذين يتشدَّقونَ بإشعالِ الفتنةِ واتِّهامِ النِّظامِ بالطائفيَّةِ أوجزَ، فخيرُ الكلامِ ما قلَّ ودَلَّ، وقال بهدوء: (لا أقول: طائفتين مختلفتين، بل أقول: شقيقتين).
أمَّا بالنسبةِ لمَن أشاعوا الفتنةَ في درعا وحاولوا النَّيلَ من انتمائها إلى سورية، وحاولوا تأليبَها على النظام، فكان لهم نصيبهم من الرَّدِّ الشَّافي بقوله: (إذا كانت محافظة درعا هي محافظة حدودية فهي في قلب كل سوري، أما إذا لم تكن محافظة درعا في وسط سورية فهي قلب الوفاء لسورية ولكل السوريين، هذا هو تاريخها وهذا هو حاضرها. درعا محافظة نسق أول مع العدو الإسرائيلي، النسق الأول يدافع عن الأنساق الخلفية، النسق الأول مع محافظة القنيطرة وجزء من ريف دمشق، هم يدافعون عن الأنساق الأخرى في الخلف، ولا يمكن لشخص أن يكون من موقعه يدافع عن الوطن، وبنفس الوقت يتآمر على الوطن أو يضرُّ بالوطن).
وأكَّدَ على عدم تخوين أهل درعا، لأنَّ البعضَ من أهل الفتنةِ حاولوا النَّيلَ من العلاقةِ بين الشَّعبِ والقائدِ حين أوهموهم بأنَّ القيادةَ تصفُهم بالمندسِّين، فقال: (أهل درعا لا يحملون أيَّةَ مسؤوليَّةٍ فيما حصلَ، ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأدِ الفتنةِ) في إشارةٍ إلى احترامهِ لهذا الشعبِ وثقتهِ الكاملةِ به، ثم استرسلَ في وصفهم بقوله: (أهل درعا هم أهل الوطنية الصادقة والعروبة الأصيلة، وهم أهل النخوة والشهامة والكرامة، وهم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت إثارة الفوضى وتخريب اللحمة الوطنية).
وعلى عكس ما تناولته الجمعيات المدَّعية بأنها تدافع عن حقوقِ الإنسان، بينما تدافع في الحقيقةِ عن مصالح الأعداءِ وتنفِّذُ مخططاتهم، إذ كانت تصفُ الشهداءَ بالقتلى في حين اعتبرهم كل مواطنٍ سوريٍّ شريفٍ شهداءَ، وكرَّمهم السيد الرئيس بقوله: (الدماء التي نزفت هي دماء سورية، وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا، والضحايا هم إخوتنا وأهلهم هم أهلنا، ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب، وإذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم، من أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه، من أجل ضرب الفتنة وليس من أجل تأجيجها).
هذا هو القائد العظيم بشار الأسد، قائد المراحل الصعبة، وربَّانُ سفينةِ النَّجاة، فهو الذي يقودُ السَّفينةَ إلى برِّ الأمان، وليس للرِّياحِ دورٌ في تغيير اتجاهها، وقد أكد ذلك بقوله: (هل تقودنا الموجة أم نقود الموجة؟... نحن فاعلين.. نحن لسنا منفعلين).
أمَّا الشعبُ الذي قال كلمته، واختار قائده، وبايعه إلى الأبد، فيستحقُّ كل احترامٍ وتقدير، ويستحقُّ أن يأخذَ حقَّهُ كاملاً، فوعدَهُ بقوله: (حاجات المجتمع هي حقٌّ لهذا المجتمعِ، ومن واجبِ الدَّولةِ أن تستمعَ لهذهِ الحاجاتِ، وتعملَ على تلبيةِ هذه الحاجاتِ، الحاجاتُ هي حقوقٌ للمواطنينَ، وعندما يطالبُ المواطنُ بحقوقٍ فَمِنَ الطَّبيعيِّ ومن البديهيِّ أن تستجيبَ الدَّولةُ لهذه الحقوقِ وهي سعيدةٌ)، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنَّ القرارات التي تمَّ إصدارها كانت مسبقةَ الإعدادِ في خطةٍ ممنهجةٍ، لا استجابةً لحاجةِ شارعٍ ثائرٍ، أو خوفاً من مصيرٍ يتمنَّاهُ الحاسدون.
وأكدَ مراراً وتكراراً على أولويَّات كانت نصبَ عينيهِ، وهي التي يحتاجها الشعبُ، ويحمدُ الله عليها في كل لحظة، وهي كما عبَّرَ عنها: (الأولويَّةُ الأهمُّ هي استقرارُ سورية، والأولويَّةُ الثانية هي الحالةُ المعاشيَّةُ).
وردًّا على الذين ساهموا بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ بإشعالِ فتيلِ الفتنةِ وإشاعةِ الفوضى وبثِّ الرعبِ في صفوفِ المواطنينَ الآمنينَ من خلال جماعاتهم المخرِّبةِ التي أرسلوها، متناسين حاجةَ الناسِ للأمانِ والاستقرارِ، وحاجتهم إلى العيشِ الشريفِ، باحثينَ عن مصالحهم الشخصيةِ ومصالح أعوانهم الذي خانوا الوطن ونكثوا العهود إذ لم يتذكروا من الحاجات إلا رفع قانون الطوارئ، وهو من الثانويات لا من الأولوياتِ في نظر الشعب السوري الآمنِ، قال السيد الرئيس بإنسانيَّتهِ المعهودة: (نستطيع أن نؤجل بياناً يصدره حزب، ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاماً يأكله طفل في الصباح. نستطيع أن نؤجل معاناةً معينة قد يسبِّبها قانون الطوارئ أو غيره من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن، ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأن لا يمتلك الأموال، والدولة لا يوجد لها هذا الدواء وهذا العلاج)، مؤكِّداً على أن قانون الأحزاب وقانون الطوارئ موجودان في القيادة القطرية كمسودة.
أمَّا بالنسبةِ للإصلاح، هذا المصطلح الذي صار لهم سلعةً ينادون بها ويتسلقونَ من خلالها إلى غاياتهم الشخصيَّةِ، فهو حركةٌ مستمرَّةٌ مدروسةٌ لا ردَّةُ فعلٍ عبثيَّةٍ، وهنا أوضح السيد الرئيس قائلاً: (الإصلاح ليس صرعةَ موسمٍ، فعندما يكون مجرَّدَ انعكاسٍ لموجةٍ تعيشُها المنطقةُ فهو مدمِّرٌ بغض النظرِ عن مضمونه... وعلينا أن نتجنب إخضاعَ عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية... فإصلاحنا اليوم يجب أن يعكس عشر سنوات للخلف وعشر سنوات للأمام، لا أن يعكس هذه المرحلة ولا الموجة في الخارج ولا الموجة في الداخل).
واقتداءً بالحكمةِ القائلةِ: (في التَّأني السلامة وفي العجلة الندامة) كانت طريقته في التعاطي مع الأمور، مؤكداً على الإخلاص في العمل اقتداءً بقول الرسول (ص): (إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، وهذا هو نهجُ القائد الشاب الواعي لمصلحة شعبه، وقد عبَّر عن ذلك بقوله: (أعتقدُ أنَّهُ من واجبنا أنْ نقدِّم للشَّعب السوري الأفضلَ لا الأسرع، نحنُ نريدُ أنْ نُسرعَ لا أنْ نتسرَّعَ).
ولأنه يعلم الحرب الاستباقية والمخططة، ويعرف أساليبهم، ويدرك تماماً أنهم لا يريدون أن يسمعوا ولا أن يفهموا ولا أن يعقلوا، وجَّهَ إليهم كلمةً موجزةً بقوله لهم: (هناكَ من سيقولُ في الفضائيَّاتِ اليوم: لا يكفي، نقولُ لهم: لا يكفي، لا يوجَدُ لدينا ما يكفي لكي ندمِّرَ وطننا..... ولأنَّ البعضَ ذاكرَتُهُ قصيرةٌ على الفضائيَّات فنعودُ ونذَكِّرُهُم أن ليسَ كلُّ ما يحصل هو مؤامرة، لكي يتذكَّروا، فإنَّهم الآنَ مستعدُّونَ في الاستديوهاتِ للتَّعليق على الكلمةِ)، وبوعي كبير وسعةِ صدرٍ وحِلمٍ وصبرٍ وأناةٍ وتسامٍ وترفُّعٍ، وامتثالاً لقوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً)، وجَّه رسالةً إلى شعبهِ المحبِّ النَّاقمِ على أصحابِ هذه الحملة الإعلامية الشَّرسةِ قائلاً لهم: (لا تَغضبوا مِمَّا قامتْ بهِ بعضُ الفضائيَّاتِ لأنَّهُم يقعونَ في نفسِ الفخِّ، هم يحاولونَ التَّشويشَ علينا وعلى الشَّعبِ السُّوريِّ، والحقيقةُ أنَّهُم يعتمدونَ مبدأ: اكذبْ اكذبْ حتَّى تصدِّق، فيصدِّقوا الكذبةَ ويقعوا في الفخ).
وتأكيداً على أنَّ تحقيقَ مطالبِ الشعبِ وتأمينَ الازدهارِ والحياةِ الكريمةِ لهم من أهمِّ أولوياته قال لإحدى أعضاء مجلس الشعب موجِّهاً كلامه إلى كلِّ موظفٍ مسؤولٍ في هذا الوطن: (أنتِ توفيني هذهِ المحبَّةَ عندما تعملي من أجلِ كلِّ مواطنٍ سوريٍّ، هذا ما أريده).
ولأنَّه إنسان مؤمنٌ متفائل بشرُهُ في وجههِ، يعرفُ أن للهِ مشيئةً وأنَّ الله لا يريدُ بالمؤمنِ إلا خيرًا، تمثَّلَ بقوله تعالى: (وعسى أنْ تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم)، وقال: (الأزماتُ هي حالة إيجابيَّةٌ إنْ استطعنا أنْ نسيطرَ عليها وأنْ نخرجَ منها رابحين)، إلى أن قال: (هذا المشروع سوفَ يسقُط).
ولأنَّ القضيَّةَ ليست قضيةَ مركز سلطويٍّ أو كرسيٍّ كما يحاول البعض أن يروِّجَ، فقد أكَّدَّ أنَّ المبدأَ الحق هو الوطن وأننا مستعدون للدفاع عن مبدأنا لأننا لا نخشى في الله أحداً بقوله: (القضيَّةُ ليست الدولة بل الوطن... ونحنُ لا نسعى إلى معارك، الشَّعبُ السُّوريُّ شعبٌ مُسالمٌ وودودٌ ولكنَّنا لن نتردَّدَ يوماً في الدفاعِ عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا، وإذا فُرِضَتْ علينا المعركةُ اليوم فأهلاً وسهلاً بها).
ولأنَّه كما قالَ: (سيبقى دائماً الابنَ البارَّ بشعبِهِ، والأخَ والرَّفيقَ الوفيَّ لأبنائِهِ، يسيرُ معهم وفي مقدِّمَتِهِم لنباءِ سورية التي نحيا ونفخرُ بها، سورية العصيَّة على أعدائها، سورية المقاوِمَة والمقاوَمَة) قابلَ بكلِّ حبٍّ واحترامٍ شِعارات الشعبِ المحبِّ بقوله: (إنْ كنتم قد هتفتُم: "بالروح بالدم نفديكَ يا بشار"، فالسَّليم هو أنَّ الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه... وأنا أقول: "الله.. سورية.. شعبي وبس").
حماكَ الله أيها القائد العظيم.. فنحن شعبٌ نفخرُ أنك قائدنا، ونفخر أننا من ورائكَ ماضون في طريقِ الحقِّ، وواثقون بالنصرِ المبينِ لقوله تعالى: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).