news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
رسالة مفتوحة إلى من يعرف نفسه ... بقلم : سامر عوض

  سمعت كثيرين ممن يعدُّون أنفسهم من رجالات الدولة يقولون: (على سوريا ألا تقمع الاحتجاجات السلمية بالعنف، أو عليها ألا تقمع الاحتجاجات السلمية، أو عليها ألا تقمع الاحتجاجات بالعنف. أو ليس في سوريا من حاجة لدخول قوات التحالف، أو أن الوضع السوري مشابه لغيره من الأوضاع في باقي الدول العربية، أو أنه غير مشابه).


  يتكلم كثيرًا، أناس كثيرون. كالسكرتير في منظمة الأمم المتحدة (بان كي مون). ذاك الذي على ما يبدو، قد أُُمِر بأن يدعو الرئيس بشار الأسد إلى استخدام السلم، أو عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين. لا أذكر تماماً ما قال؛ لأني لا شعورياً بدأت أتقهقه ضاحكاً عندما سمعت ذاك الرجل يتكلم وينصح. فقد قال العرب القدماء: (كل ديك على مزبلته صيَّاح)، أمَّا (بان كي مون) فليس بديك صيَّاح؛ لأنه عموماً في الازمات والشؤون اللإعتيادية الغير طبيعية، لا يوجد أمم متحدة، بل ولايات متحدة  فالولايات توجه الأمم.

 

 وأنت يا سيد (بان كي مون) أصغر من أن تخاطب رئيس دولة  أنت أصغر من أن تخاطب وزير خارجية، أو حتى نائب له. كفاك الله، أن تهتم بمصالح أسيادك ممن يتزعمون الولايات أمَّا الامم المتحدة، فإن لم تكن تعرف بأنها مجرد أداة، فالآن أنا المواطن السوري البسيط، سأقول لك: أنت كسكرتير أو أمين عام لست إلا أداة طوُّعة، لا تمللك أن تغيِّر ساكناً، دون الرجوع إلى من تتبع لهم. لذا لن أطالبك بالإهتمام بالأمم؛ لأن القرار في ذلك الشأن ليس قرارك. ولن أطالبك، بأن تهتم بالوضع الإنساني، والصحي، واللوجستي لجياع إفريقيا، أو مشردي زلازل اليابان؛ لأنك لا تملك القرار، ولا القدرة على تنفيذ القرار في ذلك الشأن. بل أريد أن أطالبك بأن تتيقن بأننا كعرب عموماً، وكسوريين خصوصاً، لن نسمح لأمثالك، ممن أفتكر نفسه فظنَّها ليس كما هي تماماً، لا بل لم يعرفها أبداً، أن يتكلم كما يشاء دون أي  رادع، أو وازع. فتعال هنا، واعرف من هم المحتجين الذين تتكلم عنهم، وعندها تكلم بالطريقة التي تشاء.

 

 أم أنك تخاف من أن تسمع دويِّاً للإنفجار، فتتهاوى كأوراق الخريف كما جرى معك في العراق في يوم من الايام. حينها يا (مون) كنتُ أربأ بنفسي أن أشاهد يوماً (مون) امين عام الأمم المتحدة، يتساقط كالركام من جراء دويّاً يتردد مرات كل يوم، وكل ساعة في عراقنا الحبيب. ولكنني فرحت أيضاً؛ لأنني أعرف كم تخطُّ يدك وتدبج من مقالات، وكلمات، تكاد تنافس فيها خطباء كثيرين، لكنك في ساحة الجد، لم تحتمل. لكنك سقطت، لكنك لست بعظيم كما أبمير قائد شاول، بل أنت ذليل، وظهر ذلك جلياًَّ، أذ تهاويت من وراء المنبر.

 

هل تعلم يا (مون)، بأن ذلك الصوت، الذي أسقطك في العراق، هو نفسه قد تردد مرَّات عدة، في مدن وقرى مختلفة، من أنحاء الوطن العربي السوري. هل الدعوة للإصلاح برأيك تكون بالقنابل والدمار؟ آسف لأني أسألك رأيك؛ لأنه لم تعتد أن تُسأل رأياً، بل أنت مجرد منفذ لسياسات اسيادك، مَن ذَكَّاك لتكون أميناً عاماً... إلا أني أحترمك، كإنسان وليس كأمين عام؛ لأن الأولى بنظري أهم بكثير. وأعلم يا (مون) أن (بونابارت) عندما قيل له أجلس في الصدارة، أجاب: (حيث نابليون، هناك تكون الصدارة)، ولكن: (حيث مون لا يكون الصدارة...). أنت الذي عوَّدتنا ألا نحترمك؛ لأنك لم تحترم يوماً نفسك، ولم تحترمنا.

 

  خصيتك دوناً عن الوزراء، والآمراء، والزعماء الآخرين ممن اتصلوا؛ لأنهم يعكسون مصالح دولهم الخاصة، بصرف النظر عما إذا كانت تناسبنا أم لا. أمَّا أنت، كسكرتير للأمم المتحدة، فيجب من الناحية النظرية أصلاً، ومن الناحية العملية فرضاً، أن تراعي مصالح الشعوب، وألا يشغلك المنصب. كما هو أجدى وأنفع لخير البلدان والعمران. عليك أن تتعب على نفسك؛ كي تتكون لك شخصية مستقلة، وألا تسمح بأن تبقى أداة طوُّعة، يقود دفتها، ربَّان أكتع.

2011-04-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد