من سفح قاسيون أرى الشموخ ....فيغريني.... أصعد قاسيون لأرى الشام تحاكيني ... تقول :
يا ابنتي
عمري من عمر التاريخ بدا ... وعلى أرضي كم من ناس مروا وسقاهم بردى ... ومن ترابي جبلوا بيوتهم فصارت قلعة في وجه العدا ... والى أرضي أرسل الله كلمة حق فصارت شعلة نور تضيء طريق من آمن واهتدى ..لأصبح قبلة الأنظار ومطلب العلماء والأحرار ... وأقدم عاصمة في التاريخ ... منارة حق... وللحضارة والعلم صدى ...
صمتت دمشق ...لم تكمل .. فسألتها وصمتها يخنقني :
وأين أنت الآن يا شام ..؟
كنت لي ملجأ" كلما ضاقت بي الأيام .....كلما اختلفت معك وزعلت منك .. تخنقني زحمتك وتزعجني أخطاءك .. كرهتك وتمنيت أن أهرب منك .. . فلا أجد نفسي الا هنا ...اعتلي قاسيونك ... فأغرق بسحرك من جديد ويذهلني جمالك ... أنسى حزني ويأسي.... وأسامحك ... وأجدد عهد حبي لأعود اليك وأغرق فيك من جديد .. أين أنت يا شامة..؟؟
أه يا ابنتي أنا حزينة
كبرت كثيرا ....جف نهري... وضاقت قلعتي بأهلها فبنوا بيوتا مشوهة .. دمروا غوطتي وبساتيني... سرقوا رائحة الياسمين بدخان سياراتهم.... صادروا حرية الأخر و تاجروا بدينهم و معتقداتهم ...صرت قبيحة ...وعاجزة أمام عجرفتهم وأنانيتهم ..
أين أبنائي...؟؟؟ اللذين احتضنتهم في أشد الأزمات وحميتهم من ضعفهم أمام الفتنة والخلافات....
أبكتني كلماتها وأذهلني شموخها .. فقلت: جئت اليك تواسيني لأراك أشد مني حاجة للعزاء ...؟؟؟ ..
تمسح دمعتي .. بنسيمها الدافئ :
لا تحزني يا ابنتي قلبي كبير يسع الجميع... مهما اختلفوا وتخالفوا.... لقد حميتكم منذ مئات السنين الى الأن وسأبقى...
أرضي مقدسة وترابي طاهر رواه أبنائي بدمائهم الطاهرة ... جف نهري لكن عروقي لم تجف. ما زالت دماؤكم تحيني ..وقلبي ينبض بمحبتكم ..لو نسيني أبنائي فأنا لا أنساهم ...وهل تنسى الأم أبناءها..؟؟؟
نزلت قاسيون وكلي ايمان ... (الشام شامة على جبيني... وايماني بحبها رح يحميني .... ( والشام الله حاميها ) ...
سامحيني يا دمشق فكل ذرة فيك عشق ...