news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
موت يا حمار ... بقلم: أماني جعفر

فتح عينيه فجأة بسبب اهتزاز الحافلة التي كانت تقله عند عودته  توقفت الحافلة ، فقام من مقعده متثاقلا ، ومشى باتجاه بيته ، وكان كلما صادف أحدا في الحارة سأله عن الوظيفة 


فيجيب قائلا: موت ......... يا حمار .

في البيت استقبلته أمه بالسؤال نفسه , فأجابها دون أن يلتفت إليها :  موت ........... يا حمار .

لقد تخرج من الجامعة منذ أربع سنوات ، ولم يحظى بعمل إن كان بشهادته أو بغير شهادة . أكثر ما كان يغيظه إعلانات المسابقات في الصحف ، حيث سعى غير مرة إلى تقديم أوراقه علٌه يحظى بوظيفة ، ولكنهم ينامون على طلبه شهوراً ،  ثم تتبخر في الهواء ، كما يتبخر معها حلمه.

ذات صباح باكر ، لفت نظره فتى صغيراً يجلس على حافة الرصيف ، يبيع نظارات شمسية وساعات وبعض الحاجات البسيطة ، فقال لنفسه : لم لا ؟ أليس عملاً.

في البيت بادر أمه بالقول قبل أن تبادره بالسؤال :  أمي .... أريد منك أن تقرضيني بعض النقود؟؟؟؟؟؟ .

ومن أين ؟

أعرف ، ولكن لو بعت ذهبك ........!!!!

فقاطعته محتدة :  ماذا تقول ؟ أنا أحتفظ  به للأيام السود ولا أستطيع التفريط به لأي سبب كان .

 ولكن أعدك أنني سوف أرده لك .

 وماذا تريد أن تعمل .. ؟

 سوف أشتري بعض الحاجيات وأبيعها .

 يعني بائع جوال ........ !

بالضبط ، وان شاء الله إذا فرجت علي أكثر فسوف أفتح محلاً .

ونظرت إليه بأسى وهي تقول :  أنت تحلم يا بني .

 أرجوك يا أمي أنت تعرفين أنني فعلت ما أستطيع من أجل الوظيفة .

صباحاً باع ذهب أمه ، و أحضر ( بسطة ) صغيرة عرض فيها أشياء متنوعة ، كانت مصفوفة أمامه بشكل مرتب وأنيق .

أحس بالسعادة تغمره وهو يستقبل أول زبائنه ، حتى إنه لم يهتم لسماع الباعة الجوالين وهم يصرخون :  لقد جاءت الشرطة ؟؟؟!!!!!

أصيب بالهلع ، وهو يجد دورية الشرطة تأخذ منه بسطته ، فصاح بهم غاضباً :  دعوني و شأني سوف أرحل من هنا حالاً .

ولكن أحداً لم يسمعه ، فأخذوا بضاعته وألقوها في الحجز ، عندها أدرك أن عليه أن ينتظر حتى يموت الحمار ...

 

 

2010-10-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد