تخطر في بال الإنسان أفكار كثيرة منها ما هو حقيقي وعميق ويستوجب الوقوف عنده ومنها ما هو أضغاث أفكار نتيجة الهوس أو الغريزة أو الخوف أو الانتقام أو الحقد و بيننا نحن البشر من يستطيع التعبير عن أفكاره ويحولها إلى كلمات بلغة أدبية بأجناس الأدب المختلفة من الشعر إلى المقالة إلى الخاطرة . . الخ
وهؤلاء هم الأدباء والقلة منا من تستطيع التعبير عنها بالسلوك والكلام وهؤلاء هم الحكماء أما معظمنا فمن لا يستطيع التعبير عن أفكاره بكلمات مهما كانت هذه الأفكار قوية وعميقة وعندها تظهر تلك الأفكار من خلال السلوك الإنساني كالطيبة والنخوة والشهامة فهؤلاء هم البسطاء الشرفاء والمجتمع بأطيافه المختلفة يتشكل من الحكماء والأدباء والبسطاء أما الشرذمة الخارجة عن نواميس المجتمع والتي تدفعها أهوائها لنشر الأفكار المخربة و الدنيئة مستندة على الخبث في استغلال الرغبات والحاجات لدى باقي أفراد المجتمع للوصول إلى غايات تخريبية أو تدميرية متلاقية في مصالحها المعلنة أو المبطنة مع مصالح أعداء الوطن
ولأننا نعيش في مجتمع يحوي مختلف الشرائح غالبيتها الطيبة والشريفة والقلة منها المأجورة والمتآمرة فنستطيع القول إن الإنسان من حيث أفكاره مهما كانت قدرته على التعبير عنها ينقسم إلى الإنسان الوطني والإنسان اللاوطني أما التمايز بينهما فيتم بالإجابة على التساؤلات التالية :
• هل هذه الأفكار هن من بنات أفكاره أم أن هناك من دسها في فكره فهو ببغاء أو بوق فكري يردد مقولات الآخرين ويضخمها لما لذلك من تأثير سلبي على تماسك وانسجام المكونات المختلفة للمجتمع .
• هل طرح هذه الأفكار كان بهدف النقد من أجل الإصلاح وهذا ينعكس إيجابا على المجتمع والوطن أم بهدف التفرقة والتخريب والتركيز على عوامل الاختلاف
• هل هناك من دفع لطرح هذه الأفكار وبالتالي تحول مرددها إلى تاجر للأفكار تتغير أفكاره تبعاً لتعليمات من يدفع وطبعاً أهل الخير والنوايا الحسنة والشرفاء لا يشترون الأفكار استنادا إلى أن الأفكار الشريفة لا تباع ولا تشترى فوحدهم الأشرار من يشترون الأفكار ووحدهم الضلاليون يبيعونها ولا مانع من الإفتاء بالأمر ونقيضه طالما أن هناك من يدفع لهذه الفتاوى المتناقضة كأن يكون التظاهر في بلد ما حرام شريطة أن يكون المال المدفوع لهذه الفتوى يستحق التعب في الاستنباط والاستنتاج من الكتب السماوية والسنن وهو أيضاً في بلد آخر واجب وطني على أن يتضاعف الثمن لما في ذلك من إعمال للفكر من أجل الشر والفتنة ومرة الحض على طاعة أولي الأمر والكبار وتارة عدم الاستماع للكبار والتمرد على أولي الأمر و"مالو " طالما أن كل شيء بثمنه .
أما المضحك المبكي فهو:
1. كلام أولئك المثقفين المدعيين عندما يتحدثون عن الحرية المدعومة من محطات اغتيال الحقيقة لاسيما الجزيرة حينما تأتيها التعليمات من الأمير بعد كل زيارة يقوم بها ليس إلى فلسطين بل إلى إسرائيل وأي حرية تلك التي تطالب بها إسرائيل لشعب سوريا
2. كلام أولئك المثقفين المدعيين عندما يتحدثون عن الحرية والثورة في سوريا وهم يستغلون صلاة الجمعة والخطبة التحريضية وأي حرية تلك التي ستأتي عن طريق التحريض واستغلال الدين للوصول إلى الغايات الدنيئة
3. كلام أولئك المثقفين المدعيين عن الحرية عندما يتم قتل الأطفال والمدنيين والتمثيل في أجسادهم بعد قتلهم بلا ذنب لهم إلا أنهم كانوا على أرض وطنهم عندما حاول الغرباء زرع الفتنة فقد يبرر قتل حماة الديار أثناء تأديتهم واجبهم في الدفاع عن أمن واستقرار الوطن وإن كان الأجدر والأرقى ادخار تلك الدماء لتراق على حدود الوطن عند تحرير الأرض المغتصبة وقد يبرر قتل عناصر الأمن انتقاماً من الأمن والآمان الذي تعيشه سوريا أما مالا يبرر فهو قتل الأطفال والتمثيل بأجسادهم وقتل المدنيين لزرع الفتنة
وكما لأولئك المدعيين مطالب غير محقة فنحن لنا مطالب محقة ومطالبنا هي :
1. فمن رأى من قتل الأطفال وصمت فليعدم بتهمة اغتيال الوطن
2. من حرض على الفتنة فليقتل بتهمة خيانة الوطن
3. من رأى أو سمح بقتل المدنيين فليعدم
4. من هرب الأسلحة أو ساعد على تهريبها لقتل أبناء شعبنا فليعدم
5. من دفع للقتل فليعدم
6. من تظاهر ليخفي ورائه قاتل الأطفال أو المدنيين فليعدم
7. من نادى من على المآذن "حي على الجهاد " ضد أبناء الوطن فليحاسب
8. من نشر الرعب والترويع فليحاسب