بدمعة العين . . . وغصة الحلق . . . و جرح القلب . . . و الآه النازفة . . . منتصر أنت يا وطن
ودمعة العين ليست هي الدمعة الأولى الممتزجة بالزغاريد والفخر لأم الشهيد بل هي دمعتك تلك المثقلة بالقهر وأنت ترى أن مجرد خلع جعبة وعباءة يطهر القاتل من دم أبناءك
وغصّة الحلق ليست غصة أهله ألماً على الفراق وخسران شبابه بل غصة حلقك لأنّ من يمسح تلك الدماء عن يدي القاتل يمسحها بعلمك
وجرح القلب لأن الحذاء الذي يدوس على الجثمان الطاهر يطعن قلبك بخنجر أثناء خروجه ويغرزه أكثر حينما يعود مكللاً بالغار كالفاتحين إلى حضنك
وأما الآه فهي آه وأه وأه . . .
أه من النار في قلبك يا أمّه
وأه من وصمة العار على جبيننا لأننا رضينا أن ننسى دمه
وأه مما سيقول عنا أيتامه بعد أن وثق القاتل للأجيال جرائمه
ورغم الدمعة والغصة والجرح والآه . . . منتصر أنت يا وطني . . . منتصر لأنك الحقّ . . .
منتصر لأن السوء لا يقارن بالإجرام
منتصر لأن أبناءك لم يبخلوا بتقديم التضحيات . . . ودموع أمهاتهم تروي ما زرعوه بدمائهم ليزهر الياسمين . . .
منتصر لأن كل ما في الكون من منطق وعقل وعدل الأرض والسماء يقولون أنك منتصر
منتصر لأن الكرامة هي كرامتك والقداسة هي قدسيتك وما من أحد يستطيع أن يسلبك الكرامة والقداسة . . .
منتصر لأنّ الحق لا يضيع إلّا إذا تخاذل دعاته ورعاته أو انعدم وعيهم بأنّه من دمائهم أغلى
منتصر برغم كل هذا الفساد
منتصر برغم كلّ الحقد و الدعم لأعدائك بالمال والسلاح والإعلام والسياسية
منتصر ومنتصر ومن غير أن نتعاقد مع الشر
أمّا من تحالف مع الشيطان فهو إمّا غير مؤمن بعدالة قضيتك فلا يمكنه أن يدافع عنها أو أنّ قضيته التي يدافع عنها هي قضيته وليست قضيتك
وإني إذ أراك تعلن النصر فلن تقبل بالمجرمين ولا بالمتحالفين معهم بين أبناءك . . .
دمت لنا أملاً ووطناً منتصراً أبداً . . .