كشرت عن أنيابها وزمجرت لكنها على صخرة صمود ووعي أبناء الوطن انهارت وتحطمت إنها المؤامرة ومع ما كان لنا من دور في القضاء عليها إلا أننا كنا بشكل ما من ضعفنا أو سوءنا مساعدين لها فكيف ساعدنا المؤامرة :
إن علاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى وصلت إلى مرحلة الاتكال على مغفرة الخالق الرحمن أكثر من العمل على اتقاء نقمة المنتقم الجبار بالتزام الفروض والطاعات واكتساب الحسنات
إن علاقتنا مع أبائنا وأمهاتنا قامت على المن والشكوى أكثر من رد الجميل والشعور بالسعادة لرضا الوالدين إن علاقتنا مع إخوتنا شابها التعالي والجفاء أكثر من التواصل والنصح والحب والمساعدة
إن علاقتنا مع أولادنا قامت على تبرير تصرفاتهم والشعور بالسعادة لما يبدر منهم من تصرفات ذكية خارجه عن النواميس بدلاً من العمل على تصويب تصرفاتهم ومعاقبتهم على أخطائهم .
إن علاقتنا مع أصدقائنا استندت إلى المجاملة والمسايرة حتى في ارتكاب المعاصي فلم نعد نحاسب أصدقائنا على رشوتهم أو على سرقتهم المال العام
إن علاقتنا مع الوطن قامت على اللامبالاة بمن يسرقه أو يخربه طالما أن ذلك لا يؤثر على مصالحنا ورغباتنا
إن علاقتنا مع المجتمع بفعل الخير قامت على التباهي والبذخ والترف أكثر من فعل الخير ابتغاء رضا الله جلا وعلا
ومسؤولونا السابقون تجار اعتبروا أن الوطن من الممتلكات التي ورثوها عن أبائهم فراحوا يبيعون ويصرفون مقدرات وخيرات البلد كيفما شاءوا وكي ينجحوا في ذلك اختاروا معاونيهم والمدراء من الفاسدين كي يساعدونهم فأصبحوا بحكم الدفاع عن مصالحهم ومعاونيهم الفاسدين مضطرين لمحاربة الشرفاء
ومنفذي مشاريعنا فاسدين وأجهزة الإشراف عليهم افسد والمسؤولين عنهم يجب أن يثبتوا فسادهم وارتباطهم بالمسئولين الأعلى حتى يتم تعينهم
والموظف اعتبر أن الوظيفة هي وسيلته للإثراء
وقس على ذلك رجل الأمن والشرطي وعنصر الجمارك
والمواطن ساعد على الفساد بمخالفة القوانين واعتياده دفع الرشوة وترسيخ ثقافة الفساد في المجتمع وفي أبنائه أما الشريف فقد استسلم بعد عدة محاولات فاشلة بالإصلاح فآثر الانزواء بعيداً عن المشاكل والمناصب والإشراف والتنفيذ وسكن صوته مع الوقت حتى لم يعد يسمع به أحد
أما برغم كل ذلك لماذا لم تنجح المؤامرة
فاللفسحة البيضاء الخيرة في قلب الإنسان السوري تجاه خالقه فهو مع اعتماده على المغفرة ليس سيئاً إلى درجة الجحود والنكران
وللنقطة البيضاء المتمثلة بالرأفة والرحمة في علاقتنا مع أبائنا وأمهاتنا
وللشعلة البيضاء المتمثلة بحب الآخرين من أخوة وجيران وأصدقاء
وللبصمة البيضاء المتمثلة بتمني الخير للآخرين والوعي بالتعامل الأخوي مع الشركاء في الوطن
وللنقطة البيضاء في إرادة فعل الخير حتى مع وجود الكثير من الفاسدين مسؤولين وموظفين ومواطنين
إنها الفسحة البيضاء المتمثلة بالخير في قلب كل سوري
وإنها البصمة البيضاء المتمثلة بالوعي في فكر كل سوري
فعلى صخرة الخير في قلبنا وصخرة الوعي في عقلنا تحطمت وستتحطم كل المؤامرات فنحن السوريون مع اعترافنا بأخطائنا وضرورة الاعتذار للوطن نستحق النجمتين على العلم