كثرت في الآونة الأخيرة التشبييهات الموسيقية لأشياء لا تشبه الموسيقى فالموسيقى لغة عالمية يفهمهما الجميع فلا أحد في الكون يختلف على جمال مقطوعة الفصول الأربعة لفيفالدي أو على سيمفونية القدر لبيتهوفن أو مقطوعة moonlight للياس الرحباني .
وتحدث زياد الرحباني مرة في العقل زينة عن صوت بيانو يصدر من إحدى الشقق في الحي الذي يسكن فيه مخترقا هدوء الحي ما قبل (عجقة المجتمع) و ماّسي لبنان في ذلك الوقت وقد قال زياد في السكتش أنه يكاد يجن لمعرفة من أين يصدر صوت البيانو فلا يخطر بباله سوى فتاة صغيرة و نحيلة عمرها تسع سنوات ونصف تدرس بيانو ثم يصفها أنها فظيعة لأنها تتعلم شيئا ليس له أحرف أو تهجئة أو طائفة
ولأن الموسيقى ليس لها طوائف أو مذاهب فقد استعملوا تعابيرها في الآونة الأخيرة للإشارة لخطورة التمذهب فصرنا نسمع كثيرا العزف على وتر الفتنة الطائفية وكأن الفتنة الطائفية اّلة تطرب لها الاّذان و نسمع أيضا النفخ في بوق الفتنة و الذي باعتقادي لو سمع هذا االتشبيه المرحوم سمير سرور لكسر الساكسفون و اعتزل العزف ثم يأتي دور تقسيم المنطقة وهل هذا التقسيم على العود وعلى أي مقام نهاوند صبا أم هو على مقام كوندي رايس و شرقها الجديد و لهذا نرجو جهابذة المحللين أن يعتقوا الموسيقى و تعابيرها من أشياء هي بعيدة كل البعد عنها لأن المثل يقول أن الشيء بالشيء يذكر إلا الموسيقى لا يمكن أن ترتبط بالفتنة و الطائفية فهي كما قال عتها الإمام علي عليه السلام غذاء الروح وبهجة النفس