يعد الحوار أسلوباً راقياً لتبادل وجهات النظر والارتقاء بها وإيضاح مواضع الضعف فيها, وها هو يبرز اليوم كحاجةٍ ملحة ترفد العمل الساعي إلى بناء الوطن وتدعمه.
وعندما نقول أننا بحاجةٍ إلى حوارٍ وطني فإننا نقصد أي حوار بين أطراف وطنية تتناقش في موضوع يخص الوطن إذاً الرابط الأساسي هنا يجب أن يكون الوطن.
وهنا أسأل, هل يمكن للشوارع والساحات أن تكون حاضناً للحوار؟
أظن أن المظاهرات السلمية المراعية للقوانين أثبتت منذ زمن بعيد قدرتها على إعطاء استفتاء شعبي حول موضوع محوري, أو على طرح عناوين عريضة لموضوع معين. ولكن كيف لها أن تتبنى حواراً يطرح آراءً مختلفةً ويسعى بها لتكمل بعضها بعضاً وتصبح جاهزة للتطبيق العملي ؟
وإلى من يقول أن الحوار الوطني لا يشمله أقول
لا بد أن تكون للأطراف المتحاورة هويةً واضحةً وأفكاراً منظَّمة وممثلين مختارين عن كل طرف بحيث تؤدي نتيجة الحوار إلى الاتفاق على وحدة الوطن وبالتالي قوته لا أن تسعى به إلى الانقسام والضعف .
فالتنوع يغني ويفيد على أن يوجه لحفظ الوطن لا لتقسيمه إذاً هو يعطي سبلاً مختلفة لهدف واحد لا بد أن كل الوطنيين يتفقون عليه ألا وهو الوطن.
وإلى من يقحم أطرافاً خارجية في أمورنا الداخلية أقول
نحن أبناء الوطن ولا أحد أحرص منا عليه وهذا ما أثبتته تجارب سابقة لدول عربية كالعراق وما تثبته التجارب الحالية لدول أخرى مثل ليبيا.
في الختام أؤكد أن حرية المتحاورين هي حق ويقابلها واجب ,هي مسؤولية ويقابلها التزام , هي أخلاق ولا تقبل الفوضى.
وأتمنى أن نرتقي بحوارنا ليسمو إلى مستوى ينسب فيه إلى الوطن.