لقد عدت إلى فلسطين أجل لقد فعلتها
عدت إلى أرضك يا جدي وشممت رائحة الوطن عن قُرب
جلستُ معهم في الحافلة و لم أخف لقد أخافوا أهلي وجعلوهم يهجرون الأرض أما أنا فلن أخاف بعد اليوم
لن أتراجع كما فعل أهلي
الأرض لنا عشت عمراً بلا هوية بلا أرض
سوف أذهب إلى يافا
وصلت يافا أجل
هذا الحلم المستحيل تحقق
اْه لو رأيتني يا سميح القاسم ويا محمود درويش
وأين أنت يا غسان كنفاني ؟ لقد عدت مع بطل روايتك أجل عدت
أعرف يا توفيق زياد أنّك ناديتنا وشددت على أيادينا أنا و رفاقي عندما عبرنا الأسلاك لا بل قبلّت التراب معنا
لكن يا نزار يبدو أنّ خيبات العرب لا تنتهي فهم مشغولون عنا منذ زمن بعيد و الان زاد انشغالهم
نسوا أوطانهم و تقوقعوا في طوائفهم و إماراتهم
تقاسمتهم الشاشات وقسمتهم إلى فرق مع و ضد وبالكاد يذكرون اسم فلسطين وحلّ محلّه الضفة والقطاع
دخلنا فلسطين من مجدل شمس و مارون الراس وغزة وكم تمنيت لو أنّ نهر الاردن شهد عرسنا
كنا جميعاً نركض ونتسابق من سوف يقتحم السور اولاً
دقات قلوبنا كانت أقوى من صوت الطلقات
قتلوا مّنا لم نكترث
جرحونا لم نتوجّع
كأنّ الروح لا تحس هناك إلا بالفرح والانعتاق
كنّا نقترب ونقترب لم يستطع شيء إيقافنا
كان يوماً من العمر عدت إلى يافا وحدي و يا ليتكم كنتم معي
الآن ولأول مرّة سقط عني لقب لاجئ ولو لساعات قليلة ولكنّها ساعات تساوي العمر كلّه
تذكرت حينها شباب ساحة التحرير في مصر لوحدهم كانوا استطاعوا أن يطوقوا كل فلسطين
شباب العرب المتعطش للثورات كم تمنيت لو شاركتمونا الثورة الحقيقية
نحن أهل القضية
نحن الثورة
وسوانا وهم