يجب أن ننظر إلى حل المشكلة لا إلى المشكلة ذاتها بالحلم : الذي يعني ضبط النفس عند ثورة الغضب حال وجود ما يدعو إليه, وتملّك عنانها حذر الاسترسال في هيجانها, فيحدث ما لا تحمد عقباه, فالحلم سيد الأخلاق وأنّه يكمل صاحبه بجميل الخصال.
والصبر هو تحمل النفس مكارة الحياة, وعدم الجزع لنوائب الدهر ونكباته,, وهو الدواء الشافي لمن ملك الحزنُ على نفسه والبلسم المعافي لمن قبض الجزع على زمام عواطفه, بل هو عين الراحة وينبوع الفرح, ومبيد الهموم, ومزيل الهموم.
قال الله تعالى: " واصبر على ما أصابك إذ ذلك من عزم الأمور".
كثيرة هي أيام العربي, وكلها تعبر عمّا في النفس العربية, وأيامنا هذه هي أيام انعكست فيها شهامة هذه الأمة, وقدرتها على الكفاح والصبر عليه, إلى أنْ بشّر فجر النصر عن انبلاج شمسٍ جديدة يطل منها يوم جديد مشرقٍ بالعطاء والبناء.
سننتصر وسنتجاوز المحنة, إنّ العمل الصبور والمستمر يحقق النتائج المرجوة والكبيرة.
سننتصر وسندحر كل معوقات التقدم التي تعترض طريقنا
وتحد من مردود جهودنا, وهي عوائق حملتها إلينا المعاناة وسياسات التجهيل والظلم التي مورست علينا خلال العصور الاستعمارية المظلمة.
سننتصر لأننا نحن العرب من أنار ظلمات العصور الوسطى في أوروبا بعلمنا وحضارتنا.
سننتصر لأنّ الانتصارات التي حققناها رائعة ومفخرة من مفاخر تاريخنا العظيم, انتصارات أضافت إلى تاريخ أمتنا العظيم صفحات رائعة ومجيدة.
سننتصر لأنّ وطنيتنا تعني أن نكون غيارى على كلِّ ما في الوطن , على الإنسان والأرض, على كلِّ شجرة على كلِّ قطرة ماء, على كلِّ بيتٍ ومدرسةٍ, على كلِّ دربٍ وشارعٍ و في كلِّ مدينة, على كلِّ زهرة ووردة في طريقٍ أو حديقةٍ. أن نحفظ ونصون ونحسّنَ كلَّ شيء فوق أرض الوطن, وتحت سمائه.
سننتصر لأنّ بين الإنسان ووطنه رابطة وثيقة متينة لا ينقصم عُراها, ولا تنقطع أواصرها لأنّها نسيج الروح ونتاج العاطفة المنبثقة من صميم الفؤاد. لقد خلقنا الله لنعمّر أرضنا بالحب والإخلاص, ونجعلها جنة الله على الأرض.
إنّ الوقفة في هذه الأيام ليست وقفة عادية مع حدثٍ عادي, فالحدث العادي يمرُّ مروراً عادياً قد يؤثر بعض الشيء, وقد لا يؤثر أبداً.
إنّما هذه الأيام التي نمر بها ليست بالأحداث العادية, وإنّما نحن أمام منعطفٍ تاريخي يحدد خطوات مسيرة التطوير والتحدث نحو الأمام والأعلى, هذا المنعطف هو تصحيحاً جذرياً.
نحن أمام مؤامرة هدفها تقسيم الوطن العربي حسب ما قاله شارون: يجب إعادة خلق شرق أوسط جديد. أخيراً إذا كان أحد يظن أنّه قادر على قسر إرادتنا, واغتصاب قرارنا, فبئس هذا الأحد لأنّه خائب جاهل لا يفقه بالتاريخ العربي شيء.
والله إنّ النصر لحليفنا إنْ شاء الله.
إذا كان الله معنا فمن علينا.