رغم كل النداءات والمقترحات والاستجداءات .. التي طالب بها الكثير من أفراد الشعب السوري الواعي لضرورة التهدئة وحقن الدماء وانقاذ الوطن .. ما تزال حالة الغليان والترقب واللا أمان تعم الشارع السوري وذلك بسبب المصادر اللا محدودة للأخبار والمعلومات والصور التي تشوه العقل السوري قبل ان تشوه الحقائق .. هنا نتوقف عند سؤال هام جدا" ما دورنا نحن من كل ما يحدث الآن .. رغم اليقين السائد بوجود الكثير من المغالاة والتضخيم والكذب وعلى كل المستويات ..
يبقى السؤال .. هل بدأ العالم يفقد مصداقيته .. عن طريق تزوير المعلومات والحقائق .. وهل بدأت حرب الإبادة الفكرية وقتل الحس الإنساني عند البشر من خلال اللعب على أوتار الشعارات البراقة والأحلام المسلوبة للشعوب العربية المضطهدة منذ عقود إن لم يكن عن طريق احتلالها واستغلالها خارجيا" عن طريق بعض من فئاتها المتسلطة والاحتكارية والتي تعمدت نشر ثقافة الفساد والقمع والدونية .. اضافة الى استغلال الطائفية والعرقية والمذهبية والتي لا تتطابق مع حقوق الإنسان وقبلها مع المبادئ والمفاهيم التي سنتها الشرائع السماوية والتي جاءت لتشذب الحس والعقل البشري وترتقي به لمرحلة التعايش والاحترام وتقبل الأخر ..
ان ما نعايشه الآن من فقدان لمصداقية الفكر عن طريق العولمة ووسائل الاتصال والإعلام والنت .. التي حجمت ليس فقط المكان.. بل والعقل أيضا" من خلال الخلل في بث الرسائل وتحريفها لتتناسب مع مصالح محددة لفئات محددة على حساب الحقيقة .. يجعلنا نتساءل حول مصير القيم والمبادئ الإنسانية التي أسستها الحضارات على مر العصور لتخرج منها بقوانين لحماية الانسان وحقوق الانسان
ان الدور الرائد والأساسي للاعلام بإعتباره السلطة الرابعة وصاحب الجلالة بدأ يفقد مصداقيته .. وأصبح الشعب يعتمد بمعلوماته على الشائعات أو على قناة واحدة تلبي له الحاجة للاحساس بالصدق والأمان بما يتناسب مع حالته النفسية ورغباته الشخصية . وأصبح يرفض أي مصدر أخر للمعلومات قد يخدش لديه هذه الحالة من القناعة التي بناها لنفسه ليشعر بأن الأمور بخير .. وكلو تمام حسب ما يتمنى ..
اننا هنا بصدد المطالبة بحماية انسانية الانسان .. عن طريق حماية عقله واحترام طاقاته والابتعاد عن التعبئة والتجييش اللاواعي من خلال تشويه الحقائق والاساءة للعقل .. فمن يراقب ؟؟ ومن يتابع.. ومن يحاسب ؟؟ وكيف سنخلق جيلا" انسانيا" ونحن الأن بحرب ضد الانسانية والصدق والعدالة .. سؤال برسم الحقيقة .