تصبحون وتمسون على وطن فيه خير للجميع
تمسي وتصبح على وطن
أمد لك يدي
اصفح عني
لأقول لك كل عام و نحن بخير
نحن معا في ليل بهيم
نحن معا نهيم
الريح عاتية تعزف لحن الثلج
طريقنا في الغربة والوطن دون معالم
سماؤنا متلبدة
فأنا ليس لي سواك ، وليس لك سواي
شد على يدي أشد على يدك
زادي هو أنت
شرابك أنا حين الظمأ
عيبنا أننا لا نفيق إلا بعد فوات الأوان
ننام طويلا في كل مكان
أخطأت أنا، وأنت أخطات
أخطاؤنا كثيرة والسماحة قلب واسع
أوطاننا تتسع لأكثر من اثنين
وثلاث و .... و
لأكثر من دين و طائفة وعائلة
أمد لك يدي مد لي يدك
ونحن بألف خير
تلومني ألومك
تصفعني أصفعك
تدميني أدميك
كل هذا لا بأس
فنحن معا الجرح والبلسم
ننتهي نحن ، نموت نحن
يبتهج قلب العدو
لكن أخبرني إلى أين المصير ؟
هل نعيش في حقل المنية؟
لينمو فينا البؤس ويفرح اليأس
نجعل من بعضنا فرائس
أنا لست قويا من دونك
أنت لست قويا من دوني
أمد لك يدي ، مد لي يدك
اخطأنا معا
الأخطاء حيز ضيق
السماحة أوسع من الفضاء
والله يغفر للجميع
تعال معا نشتم رائحة الوطن ، قرب صفصافة على بردى
أو نخلة على ضفاف الفرات، أو دجلة أو قربة زيتونة أو شجرة تبن
أو بجانب القدس لتنبعث فينا الحياة
تعال معا نسأل السنين عن شجيرات الياسمين في بيوت الشام
و نوافير الماء التي يتدفق منها الحب
أمد لك يدي مد لي يدك
و نحن بألف خير
حتى لا نضيع اليوم ونخاف الغد
حتى لا نتحسر فيما بعد
كي لا يفترس الشك أحدنا بالآخر ، ولا نصبح ضعفاء بهذا القدر
حتى لا ينطفئ الجسد ويخور العزم وننتظر على قارعة الزمن
أمد لك يدي مد لي يدك
لنتحدى الزلازل والبراكين ويبقى بيتنا قويا في وجه الزمن لا تدخله سموما لأفاعي
حتى لا يمحونا التاريخ ونبقى عراة في صدر العراء نستغيث بلحاف لا يقبله جسد وطننا الجميل
حتى لا يهرب من قلوبنا حب البيت والوطن ، والوطن والبيت
فأنت مسؤول وأنا مسؤول
وأنت مواطن وأنا مواطن
ومصير الوطن فوق كل الآراء وكل الأسماء
ورائحة العلم هو الطعام والشراب والهواء
أمد لك يدي ومد لي يدك فللعفو مليون باب
وهو من شيم الكرام
أمد لك يدي مد لي يدك
حتى لا نصبح كموت الصحراء
وأشواك البادية التي تتضرع للسماء
فأنا في غربتي ووطني لك نداء
وأنت لي نداء
وتصبحون وتمسون على وطن فيه خير للجميع