news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
أشواك في الغربة... قلم : د . نزار بوش
syria-news image

لمن السرور و وافر السعادة أن يلتقي المرء إخوانه في الاغتراب فيتكلم معهم بلغته الأم ويفتح قلبه المليء بأسى الغربة والبعد والفراق عن اللغة، وأيام الطفولة، ومكان ترعرعه في حارته التي طالما سكنت قلبه .


 لكن ما إن تبدأ اللقاءات المتعددة، ليخرج إليك بعض من آل جلدتك يبدؤون بالتشهير بك ورميك بحجارة من نار ، في كل الحانات والجلسات والاجتماعات ، حتى و لو كنت قابعا في بيتك و لست آبها فيما يدور في حاناتهم ، التي أصبحت مطاعم تقدم لروادها أشهى صحون اللت و العجن ، بدل أن تكون ملتقى لتخفيف الظمئ الثقافي و المعرفي و مكان لالتقاء الأصحاب و الأصدقاء ، و الترويح عن النفس في غربة مزينة بالأشواك ، حتى تلعن تلك اللحظة التي التقيت ببعض هؤلاء .

و في كثير من الأحيان تكون مرتاحا في ذلك المكان الذي قذف بك القدر إليه بعيدا عمن تشترك معهم باللغة والتاريخ والوطن. وتبقى تلك الأشواك في النفس تؤلمنا لما نحن عليه في كل بقعة رزمة هشة ؟ و نتساءل دائما لماذا الجسور بيننا ضعيفة و تنهدم بسرعة؟ رغم أن مواد البناء موجودة لدينا ، والكوادر من كل الأطياف متوفرة، و بإمكاننا تشييد منها جسور أبدية غير قابلة للهدم والزوال .

 

بالطبع لا يمكن تعمير ناطحات سحاب بالتمني، إنما يحتاج الأمر لتأسيس ، ومهندسين لهذه الأبنية، فإذا توفرت المواد والكوادر والمخططين إذا ماذا ننتظر؟ غير تسهيل الأرض واقتلاع الأشواك التي تعثر مشينا للوصول إلى الهدف بأن نكون مع بعض لنمثل الإنسانية في أعلى قيمها ونترجم الوطنية في أبهى صورها وندخل مجتمع الاغتراب من أوسع الأبواب، علنا ننتصر ونتغلب على ما آلت إليه أوضاعنا وعلاقاتنا في بلاد الاغتراب من تشرذم و انحدار البعض إلى الحضيض ، فينتشر الأمل في أركاننا ويتحرك الوفاء في ضميرنا ، فترتسم رؤى واضحة و حلولا حاسمة لا تقبل مساومة، أو الخضوع لمحسوبيات وتقبيل ذقون .

 

 

2010-11-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد