قبل أن أغادر هذا المكان الذي يجب أن أشكره لاحتضانه كلماتي عند أول تكوّن لها أحببت أن أقول هذه الوصية:
مخالب الغدر تفعل أفعالها المؤذية و القتالة...
تمتدُ إلى قلب صغير جدا و تطعن ما أمكنها نقاء الصدق
و تدوس على كل ما خُلقه الله من براءة فيه ..
ربما كانت نفوسكم سوداء لدرجة أنكم لا تستطيعون تخيل النقاء الذي قد تحتويه أرواح غيركم...
و لأنني العنقاء فرماد الحزن الذي نويتم تحويلي إليه سيخنق أمام النار التي تتوهج في روحي كجذوة حق ..
هذا المد الجارف من الكآبات و حالات الرماد و الوهم لا تنفع مع أحلامي
لذا لابد من النهوض من جديد طفلة للمستحيل كنت ولازلت ..
كأن الكون كله مصاب بسوء الاستبصار و جرح الأرواح النقية التي تتخبط في حلكة الليل بحثا عن جذوة حق
و لكن لا جدوى فالنفوس مريضة ولا تحترم ذاتها و لا تصدق مع روحها ..
لذا لا داعي للبحث فجذوة الحق تلك أخمدت منذ زمن و الصدام مع العتمة الموحشة من أجل فجر ينساب
سأصنعه بنفسي و بإيماني بروح الله التي لا ييأس منها إلا القوم الكافرون..
طائر الفينيق العائد من حرائقه إلى حضور الحياة علمني دائما و مذ كنت صغيرة على مقاعد الدراسة روح التجدد
و هاهو الآن يهدي حواسي صحوة هائلة لأدرك ظلمة كوني و الأبعاد الحقيقية لقلوب كل الذين أحترمهم
و أخاف عليهم بدءا من أول رحم حضنني إلى آخر أستاذ علمني ..
إنها روح الفينيق أيها الكبار..
تلك الروح التي تسكنني و تعلمني في ظل اندثار كل المعلمين ..
و يعود الاخضرار في خيال الروح و حنينها و حقيقتها معاندا اليباس الذي يحاول أن يقنع بالخيبة الأغصان و الأحزان
يا أبنائي مرة بعد مرة سأقول يجب أن نحول صدامنا مع رماد الغطرسة إلى نار تضيء دروبنا
و تهدينا إلى فضاءات البصر و البصيرة و التجدد المحتكم إلى الخير و الاحسان..
في النهاية أنا لا أتخلى عن إسمي البشري لذا لن أكتب تحت اسم العنقاء مرة أخرى
لكن روح طفلة المستحيل ستبقى محلقة كطائر الفينيق كانت و لازالت..