عامين نعمل ذات العمل وعيني لم تكن تطرق النظر عن وجهها الملائكي وبسمتها الدائمة وعيناها ذات البراءة واللون الأخضر .
كان العمل كل همها وحديثها ونظرها ضمن الكتب والأوراق يتسمر .
حاولت بكل الطرق أن ألفت نظرها أن أصل لقلبها أو حتى أحظى بنظرة من عينها تخصني وحدي أو حديث يذكر .
كان حبها كل يوم في قلبي يزداد ويكبر .
ويشتعل عشقها وهواها في روحي أكثر وأكثر .
مل الصبر مني والشوق على أعتابي انتحر .
أتراها لا تراني لا تشعر بوجودي لا تحس بحبي وقلبي الذي انفطر .
أتراه هناك من سبقني ودخل قلبها واستقر فيه وتربع وانتشر .
الحيرة أقلقت عقلي فقرر أن يتوصل إلى يقينٍ أو خبر .
اقتربت منها والارتباك تملكني والعشق في قلبي يعتصر .
هممت أن أسألها وتراجعت خشية أن يجعل جوابها قلبي يتكسر .
لاحظت ما أنا فيه فقالت ما خطبك ولما الخوف على أوصالك يظهر .
صمت فمي وأجابتها عيوني وقلبي بحديثٍ عن هواي وعن عشقي سير .
قالت لا تكمل ، وبصوتٍ منخفض قالت نعم أحبك إن كنت عن هذا تسأل وتستفسر .
قالتها همساً ووجنتاها من الخجل صارت بلونٍ أحمر .
قالتها وأشاحت بوجهها بعيداً تبحث عما يمحي كلامها ثم عادت بحديثٍ آخر .
قلت لها لا تهربي لطالما انتظرتها لطالما حلمت بك تقولينها لطالما تخيلت نفسي اسمعها منك وأراها على شفتاك تتكرر .
أعيديها على مسمعي أعيديها أمام نظري أعيديها ففي قلبي شوق لها منتظر .
أجابت بصوتٍ مرتعشٍ عارٌ علينا في قومي أن نلفظ للأغراب مثل هذه العبر(1) .
ولولا ذاك الحظر ومخافة الوقوع في الخطر لأسمعتك أحلى الدرر .
اطمئن قلبي لما عرف بحبها ومن عيوني تطاير الشرر .
فقلت لن أقبل أن ينتهي هذا اليوم قبل أن أحظى بقبولي بين قومك وتحديد موعد الفرح الأكبر .
وسأصنع لكي عرساً تتحدث عنه كل العرب والعجم منه تتحير .
وسأحملك على حصانٍ أبيض وأنقلك إلى قصر قلبي المنيف وعرش روحي المفتخر .
وسأكون لكي حارساً وخادماً في النهار وفي الليل وحتى السحر .
وسأكون لكي زوجاً وعشيقاً وصديقاً وأخاً وحتى صهر .
وسأريكِ الحب ألواناً والعشق جنوناً وأسقيكِ من الهوى نهر.
قالت سأكون مثلك وأزيد على ذلك أن أكون أم لولدٍ منك أو بنتٍ أو أكثر .
نعود للعنوان :العادات والتقاليد هل هي حماية للمشاعر وحماية للقلوب من الوقوع في شباك حبٍ لا أمل فيه ولابد له من الرحيل والآلام التي يسببها الفراق أم هي تقييد للسعادة التي يحظى بها العشاق ويزهد بها الأزواج .
(1)العبر جاءت بمعنى جمع عبارة مع إن الجمع الصحيح هو عبارات والعبر تأتي بمعنى حكم ومواعظ بس للضرورة أحكام وعند ضرورات الكتابية والقوافي تتغير المعاني وتباح المحظورات .....مشولنا ياها هالمرة .