قرأت في إحدى الوسائل الإعلامية خبراً يتعلق بوصول كاميرات مراقبة جديدة إلى سورية، يتمُّ حالياً تركيبها في سيارات حيث ستكون محمولة ضمن سيارات غير معروفة تسير على الطرقات وتصوِّر ليلاً ونهاراً، في حالتي الثبات والحركة وفي كل الاتجاهات".
في الحقيقة أثار هذا ( الخبر السعيد ) اهتمامي كونها تسهم في حل مشكلة السرعة الزائدة سواء على الطرقات السريعة أم ضمن الأحياء ذات الشوارع الممتدة لمسافات طويلة , لكن في معظم بلدان العالم هناك صيغة معينة لتنصيب الكاميرات وتوزيعها على الطرقات سواء أكانت محمولة أم ثابتة وعلى مرأى من عيون سائقي المركبات .
وفي هذه الطريقة ضبط حقيقي لسرعة المركبة ومنع تجاوز السائق للسرعة المحددة على معظم الطرقات , حتى لو علم السائق بوجودها , فهي وجدت أصلاً كي تمنع السائق من تجاوز السرعة في هذا المكان أو ذاك , لكن في حال وجود الكاميرات المحمولة ( الخفية ) , فالسائق هنا معرّض إلى حالة مفاجئة لتخفيف السرعة أو التوقف بشكل مفاجئ, وربما هكذا حالة تودي بالمركبة إلى وقوع حادث ما نتيجة التوقف المفاجئ , وقد ينتج من ذلك خسائر مادية وإصابات بشرية وتعطيل للسير ..
ولكن السؤال المطروح : هل ستكون هذه الكاميرات في حال طُبقت في معظم المدن لحماية المواطنين والسائقين أم للتسبب بحوادث جديدة بسبب وجود عنصر المفاجأة ؟ وما الفائدة من وجود تلك الكاميرات إن لم تحم من وقوع الحوادث؟ وهل اختباء الشرطي مع كاميراته سواء أكانت محمولة ضمن سيارة أم واقفاً سيحد من السرعات ؟
كوننا مؤخراً قد شهدنا ظاهرة (غير حضارية ) لاختباء الشرطي مع كاميراته المحمولة خلف الشجر والجدران و الزوايا و .. حتى أصبحنا نشفق عليه لوقوفه طوال الوقت وهو يحمل الكاميرا سواء في حر الصيف أو برد الشتاء ,,, وبما أن الحاجة أم الاختراع ,فقد أصبح السائقون يرسلون إشارات فيما بينهم عند رؤيتهم لشرطي مختبئ من خلال أنوار سياراتهم , وبالتالي فإن النوع من الكاميرات المحمولة لو كان ضمن سيارات غير معروفة قد لا يجدي نفعاً في حال تم كشفهم من قبل أحد السائقين حتى لو كانت متنقلة بين الطرقات والأحياء وسيكون البحث عنها الشغل الشاغل للسائقين تجنباً لأكل مقلب الكاميرا الخفية على عكس وجودها بشكل دائم في نقاط دائمة وثابتة وبشكل حضاري ,, فهل ستلقى هذه الحلّة الجديدة ترحيباً واسعاً وتطبق في والمدن الأخرى؟