نقسم...أننا لن ننسى القدس العربية
القدس العتيقة
بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
بكنيسة القيامة، والمارستان، وحبس المسيح، وطريق الآلام، والصلاحية، وجبل الزيتون.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
بقبة الصخرة، وقبة السلسلة، وقبة جبريل، وقبة الرسول، وقبة الرصاص، وقبة المعراج.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
رغم أنّ المواطن السوري لم يعتد على رؤية هذه المناظر البشعة من الجرائم حتى في أفلام الرعب التي يتحاشى متابعتها معظم المواطنين السوريين, الذين تم بناؤهم النفسي والمعنوي والثقافي عبر عقود من الزمن على قيم الحق والعدل والتسامح والتآخي والمحبة والعون وغيرها من القيم النبيلة.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
كانوا يعتقدون أن هول ما يجري من أزمة سيشل القدرة على متابعة العطاء, والعمل والبناء تحت تأثير التشويه الإعلامي المبرمج, والمستمر والذي تمارسه عشرات المحطات التلفزيونية, لكن هذا لم يحصل وانتقل المواطن السوري من الصدمة إلى حالة المواجهة الواعية التي أبطلت معظم مفاعيل المادية والمعنوية التي أراد مفتعلو الأزمة أن يجعلوها فوق احتمال المواطن لشل قدرته على التفكير والعمل.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
إن إسرائيل تحاول أن تستغل هذا الواقع العربي الذي اصطنعته خصوصاً والدولي عموماً, لكنها بالتأكيد محاولة فاشلة لأنها مكشوفة على العالم أولاً, ولا يمكن إلا أن تكون مكشوفة, ولأنه لا يمكن لأي ظرف دولي كالذي نحن فيه أن يحول نتائج العدوان حقوقا للمعتدي, ويخرق بذلك ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها والقوانين الدولية ثانياً, ولأنّ الظرف الدولي الحالي لا يستطيع أن يلغي إرادة الشعوب وحقوقها ثالثاً, خاصة وأنّ المجتمع الدولي اليوم يؤكد أكثر من الأمس على الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والتمسك بميثاقها واحترام القوانين الدولية.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
نحن بحاجة إلى الإحساس بالزمن وأداة ذلك الوعي والإرادة, فلننتبه في أبكر وقت ممكن لكي ننزع من نفوسنا وعقولنا وعاداتنا كل ما نراه عبئاً على نجاحنا وازدهار حياتنا ونستدرك ما مضى ونعوض ما فات فالله سبحانه أعطانا عقولا وطاقات ذاتية هامة موجودة في دواخلنا وتفعيلها إلى الخير والرفاهية والمستقبل.
نقسم أننا لن ننسى القدس.
وغداً سنعود والأجيال تصغي إلى وقع الخطا عند الإياب
مع الأمل المجنّح والأغاني مع النسر الملحق والعُقابِ
مع الفجر الضحوك على الصحارى نعود مع الصباح على العبُابِ
مع الرايات الدامية الحواشي على وهجِ الأسنةِ والحرابِ
كلمات قالها الشاعر عبد الكريم الكرميّ بعد النكبة أبيات غنائية متفائلة.
بها نقسم أننا لن ننسى القدس.
مقاومون أحرار بقوة وإصرار, وإذا مسنا ضرٌّ ثرنا بركان وإعصار, ومن أشلاء أمواتنا ينشق النور والفجر, مقاومون على الأشواك قد سرنا دون هوان ولا خوف لكي نحيا أعزاء ونُعلي مجد أمتنا.
يريدون أن ننسى القدس وأن ننسى حقوق الإنسان هناك, وأن نتذكر حقوق الإنسان هنا.
لكننا لن ننسى القدس وسنشارك في تحريرها لأننا أحفاد صلاح الدين وبكل ثقة أقولها لن ننساها وسنصلي بالقدس وتحت القبة وسيرفع العلم الفلسطيني إن شاء الله على أراضيها.
صفحات التاريخ تحكي عن انجازاتنا وهي تشكل رصيد لنا وللأمة العربية باستعادة وحدة الشمل ووحدة الطريق ووحدة العمل في الساحة العربية والأمن والاستقرار
أعذب الكلمات
مريت بالشوارع شوارع القدس العتيقة
قدام الدكاكين البقيت من فلسطين
حكينا سوى الخبرية و عطيوني مزهرية
قالوا لي هيدي هدية من الناس الناطرين
و مشيت بالشوارع شوارع القدس العتيقة
اوقف عباب بواب صارت و صرنا صحاب
وعينيهن الحزينة من طاقة المدينة
تاخدني و توديني بغربة العذاب
كان في أرض و كان في ايدين عم بتعمر تحت الشمس و تحت الريح
و صار في بيوت و صار في شبابيك عم بتزهر صار في ولاد و بايديهم في كتاب
و بليل كلو ليل سال الحقد بفية البيوت
و الايدين السودا خلعت البواب و صارت البيوت بلا صحاب
بينن و بين بيوتن فاصل الشوك و النار و الايدين السودا
عم صرخ بالشوارع ... شوارع القدس العتيقة
خلي الغنيي تصير عواصف و هدير
يا صوتي ضلك طاير زوبع بهالضماير
خبرهن عللي صاير بلكي بيوعى الضمير
مستحيل أن ننسى القدس, القدس في الصميم يريدون أن ننساها لكنهم نسوا أنّها أورشليم العربية.
مدينة القدس عربية المنشأ والتطور فقد أسسها العرب الكنعانيون الذين سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، والمؤكد أنه عندما قدم الإسرائيليون إليها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان الشعب الموجود أصلا شعبا عربيا أخذ منه الإسرائيليون لغته ومظاهر كثيرة من ديانته وحضارته.
يعود أقدم أثر يحمل اسم مدينة أوروسالم إلى الفترة ما بين (2000 ق.م) (1900 ق.م.،) وقد عثر على هذه القطعة الأثرية عام (1926م) ويظهر الاسم مرة أخرى في إحدى الرسائل التي تم اكتشافها ضمن مجموعة من الألواح عام 1887 في تل العمارنة في مصر الوسطى، وتعود هذه الألواح إلى عام( 1350ق.م). وفي هذه الرسائل يرد اسم ملك أورشليم عبد خيبا الذي وجه هذه الرسائل إلى فرعون مصر أمنحوتب الرابع أحد ملوك السلالة الثامنة عشرة والمعروف باسم أخناتون الداعي إلى التوحيد والذي حكم من (1375-1358ق.م.) وفي هذه الرسائل يطلب ملك أورساليم عبد خيبا المساعدة من ملك مصر في صد هجمات أهل البادية "الخبيرو" وهم العبريون، ويقول نص الرسالة في جزء منه: "إن هذه الأرض، أرض أوروسالم، لم يعطني إياها أبي وأمي، ولكن أيدي الملك القوية هي التي ثبتتني في دار آبائي وأجدادي، ولم أكن أميرا بل جنديا للملك وراعيا تابعا للملك.. منحت ملكية الأرض أوروسالم إلى الملك إلى الأبد ولا يمكن أن يتركها للأعداء".
وتشير هذه الآثار والوثائق إلى أن المدينة عرفت بالاسم أوروسالم منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وتؤكد كتب العهد القديم هذا الاستخدام للاسم أوروسالم في وقت مبكر يعود إلى بدايات الألف الثاني قبل الميلاد.