لفتتني عبارة قرأتها في أحد المواقع الالكترونية المحلية أن حكومة سفر (الإنقاذية)، بالواقع اندهشت من هذا الوصف وتساءلت هل هذا التصنيف (إنقاذية) وصف رسمي أم أنه مجرد وصف وضعه الشارع.
في كلا الحالتين هذا توصيف غير مقبول.... ومرفوض تماماً خاصة إذا كان توصيف رسمي.... في معظم دول العالم تشكل ما يسمى حكومة إنقاذ، لإنقاذ البلد من كوارث محتملة وإصدار قرارات تؤدي إلى تفادي الآثار السلبية الناجمة عن مخاطر أكيدة... لكن هل من المعقول أن القرارات التي تصدر عن حكومتنا الحالية يمكن وضعها تحت خانة قرارات إنقاذية... منذ بداية الأحداث وأنا أقرأ الواقع الاقتصادي والاجتماعي وأتابع كافة القوانين والمراسيم والقرارات التي صدرت بخصوص الشأن الاقتصادي والاجتماعي، وأستمع بدقة إلى تصريحات هذه الحكومة ممثلة بتصريحات وزرائها..... للأسف ما توصلت إليه أن هذه الحكومة تتصرف وكأن شيئاً لم يحدث في هذا البلد بسبب حكومات سابقة ويوجد عدد لا بأس به موجود في الحكومة الحالية... وكلما صدر قرار أو تصريح أستعوذ بالله من الشيطان الرجيم خوفاً من الأصداء التي ستتم قراءتها في الشارع.....
هل من المعقول أن وزير الاقتصاد يصدر مرسوم خوفاُ على القطع الأجنبي بالوقت الذي يصرح فيه حاكم مصرف سورية أن لدينا من الاحتياطيات النقدية ما يكفي، وبذات الوقت يقوم وزير المالية باستبعاد أي أثر سلبي على سورية نتيجة العقوبات...!!!؟؟
هل من المعقول أن وزير الإسكان والتعمير لغاية الآن لم يوزع أراض على الجمعيات السكنية!!؟
هل من المعقول أن وزير النقل يصرح أن من أولويات الاستثمار في وزارته إنشاء مطار جديد، وكأن حركة السياحة والأعمال والمسافرين الوافدين هائلة ولا تستوعبها المطارات الحالية!!؟
هل من المعقول أن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لم يصل لغاية الآن إلا إلى إجراء تعديل في مادتين تخصان قانون العمل في القطاع الخاص والقطاع العام بخصوص مكاتب التشغيل التي بالأساس لا أحد يكترث لها لانعدام مصداقيتها وعدم وكفاءتها!!؟
هل من المعقول أن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يرى القطاع الخاص يقوم بتسريح الموظفين ببساطة أو يخفض رواتبهم بسهولة (لأنهم غير مسجلين بالتأمينات الاجتماعية) ولا يفعل شيئاً لهؤلاء الموظفين....!!؟
ورغم كل ذلك، يقومون دائماً بتذكيرنا بحجم الدعم الهائل الذي يقدمونه للشعب السوري (مفضلين علينا والله)، من بديهيات فكرة الدعم أنه عندما لا يكفي دخل المواطن لمعيشته يتم دعم قوته الشرائية بتقديم الدعم.
وقس على ذلك.... وتقول لي حكومة إنقاذ ... أعوذ بالله إنها حكومة إفلاس