news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
إحساس الأمومة ..بقلم : محمد عمر قباني

منذ الأسابيع الأولى وأنا أنتظر تلك اللحظة الثمينة التي سأشعر فيها بما لا يمكن أن يشعر به أي رجل في هذا الكوكب. تلك الحياة التي تدب في أوصالك، وتتحسسها مع كل نبضة قلب، وتغمرك مع كل شهيق وزفير، لكي تبدأ ولا تنتهي.. بتلك الركلة!


فجأة يصبح للكلام صدى يتردد منك وإليك..

فجأة يصبح للطعام مذاق مغاير..

 

فجأة يصبح للخطوات بعد آخر.. وللمسافة حسابات أكبر من أن تستوعبها قدماك..

فجأة تصبح في صحوك ونومك سريرا ووسادة لذلك الآخر، وتتمنى قبل أن تغفو ليلة سعيدة لمن يتوسد أحشاءك.

فجأة تصبح غاليا على نفسك، ويصير لموكبك اللازوردي إغفاءة البحر وأريج الزنابق.

 

فجأة يصبح إيقاع الساعة مضبوطا مع زوايا قلبك.. تسجل في لحظة تسرقها من الزمن تلك الحركة الفريدة التي تتواصل فيها أنت.. معك. هكذا، ولكأن صداك يتردد فيستحيل موسيقى عذبة تصل إلى عمق روحك، فتزلزلها. تحاول أن تترجم إحساسك.. أن ترقص معه، أو أن تدندنه.. تستطيع أن تفعل كل هذا.. وأن تنسى كل ما فات من أوجاع وألم. أنت الآن الملكة، وسيدة المكان الذي لا يضم سواكما. عالم صغير.. يتسع شيئا فشيئا، ورغم ظلماته الحالكة إلا أن النور الذي يشع من روحك يكفي ليضيء الكون ومن فيه.

 

إنكم.. تفتقدون إحساسا أعظم من أن يوصف أيها الرجال!

إحساس أم بجنينها، وإحساس كون تتحرك في فضائه مجرة!

 

2011-11-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد