وطني الحبيب ...
ضاقت بنا البلاد فرحلنا عنك ... طالبين العلم والسمو والأمان
حبك في قلوبنا ... في عقولنا ... وفي ذاكرتنا بلا نسيان
لا شيء يشبه حبك ... لأنه كامن في الروح والوجدان
لأن حبك مطلق ليس له مكان أو زمان
لأن حبك مقدس ... بأمر السماء ... وهو من الإيمان
لأن حبك سحر يقع فيه كل مخلص للأوطان
نذكرك كل يوم ... كل ساعة ... وكل عيد
نضاهي بك أوطاننا الجديدة ... ولا أحد عليك يزيد
وهي تغار منك وتطلب حبنا وتعلم بأن هذا الحب للوطن الأم البعيد
ألمك ألمنا وهمك همنا ... لأن بيننا حبل الوريد
الحزن يملأ قلوبنا على أخبارك والحيرة أنهكتنا ولا نعلم كيف نفيد
أبناؤك يقتلون بعضهم لأنهم باتوا بلا حكيم ولا رشيد
تفرقوا ... تشتتوا ... تخاصموا فأصبحت لهم أسماء جديدة مثل موالي ومعارض ومندس وشبيح ومحيد
أبناؤك أصبحوا نازحين ... لاجئيين ... جرحى ... ثكلى ... أيتام ... وعبيد
يهينون ... يعذبون ... يسجنون ... وينتهكون أعراض بعضهم وهنالك من يريد المزيد
الحلم والحكمة غادرتهم ...والبغض والحقد والثأر والإنتقام يملأهم في كل يوم جديد
لقد عميت بصيرتهم وأصبحت رؤاهم لا تذهب لبعيد
نسوا ما علمتهم عبر آلاف السنين من تسامح وأخوة ومباديء العيش الرغيد
فئة منهم لا تتنازل وأخرى تطلب التدويل الأكيد
فئة توعد ولا توفي وفئة عن حقها لا تحيد
فئة تماطل وتسوف وفئة لا ترضى إلا بنظام جديد
فئة تهتف إلى الأبد إلى الأبد وأخرى ترد عليها إرحل ... إرحل وتصر على التغييروالتجديد
فئة تطلب المهلة من أجل إصلاح جديد وأخرى نفضت الخوف عنها وأصبحت تقول ما تريد
فئة لا تثق بالأخرى وكلاهما في حذر شديد
فئة تأبى المذلة ولو كان بالموت الأكيد
فئة تهدد بأصدقائها والأخرى بالغرب البعيد
يندى جبيني خجلا على ما يحصل فيك يا وطني المجيد
نسمع أنينك حزنا عليهم في القارات الأخرى ومن بعيد
أخبارك يا وطني على كل لسان ... على الفضائيات ...على المطبوعات
لا يمر يوما إلا ونرى فيك أشلاء ... دماء ... وجنازات
أصبح على أرضك دين جديد "من ليس معنا فهو ضدنا" وكثير من هذه الترهات
يعقدون المؤتمرات ... يرفعون الشعارات ... يرسمون المخططات
وهنالك من يصرخ و يهتف ... مؤامرات ... مؤامرات
ويرد عليهم آخر ... نريد حرية ... ديمقراطية ... وإصلاحات
وسيزول الظلم والقهر قريبا وسترحل كل الدكتاتوريات
كل العيون تتجه إليك يا وطني وحتى البارجات والقاذفات
كلهم يسنون سيوفهم وينتظرون يوم المبارزات
لا يعلمون بأن الحرب مدمرة ولا تجلب إلا الخسارات
حتى منتصرها خاسر وسيلطم وجوهه أسفا ولكن يومها لن تنفع الندامات
بإسم حبك نناشدهم جميعا وبإسم كل المقدسات
أن لا يعيثوا بوحدتك ... أن يضعوك فوق كل الخلافات
أن يتنازلوا من أجل وحدة أبنائك حتى لو كان منصب الرئيس أو أكبر الجنرالات
أن يحقنوا دماء أبنائك حتى لو كان على حساب أكثر المكتسبات
أن يسود الإتفاق بينهم حتى لو كان بأكبر التضحيات
بجانب سلامتك يا وطني تصبح أكبر المناصب تفاهات
فالننهض يا وطني جميعا ونبني مجدك وعزك أعلى من كل السحابات
لأنك أنت العظيم ونحن الضعفاء في حضرتك
أنت جنان الأرض ونحن في نعمتك
وعلينا أن نقدم كل ما نملكه فداء لك ولوحدتك
لتزهو وتزدهر وتكون مثالا للحرية وللديمقراطية في العالم ولأمتك
وليقف كل من يحبك صفا واحدا ويغني بإسم عزتك
بكتب إسمك يا بلادي على الشمس المابتغيب لا مالي ولا أولادي على حبك ما في حبيب
جمال قارصلي : نائب ألماني سابق من أصل سوري