علمونا الخوف منذ الطفولة ...
زرعوه في عقولنا وأصوله ...
علمونا الخوف من الجن والغولة ...
وأشياء من الخيال غير معقولة ...
علمونا الخوف من الحاكم وفلوله...
ومن كل من له صَوْلَةً وجَوْلَةْ...
علمونا الخوف من النهاية المجهولة ...
وما يغضب الأجهزة المسؤولة ...
علمونا الخوف من تجار الدين المعلولة ...
وما يزعج المتسلطين ورجالاتهم الموكولة ...
علمونا الخوف وقتلوا فينا الرجولة ...
فأصبحنا لا بشراً, بل نعاجاً مكبولة ...
***
الخوف من المجهول جعل أرواحنا مذلولة ...
الخوف من الغيب جعل عقولنا مشلولة ...
الخوف من السلطان جعل نفوسنا مغلولة...
الخوف من الشيطان جعل قوانا محلولة...
***
تجار لهم في الخوف بضاعة ذات عمولة ...
ينشرون الخوف بين الناس ويقرعون طبوله ...
كلما قَلّ بينهم زادوه بأكاذيب معمولة ...
جنان الله في السماء باعوها بضاعة مكفولة ...
سموها صكوك الغفران وهي غير مقبولة ...
***
من الخوف للحكام ننافق ...
وفي مدحهم نزيد ونسابق ...
من الخوف لأهل النفوذ لا نفارق ...
ونتقرب منهم لنكون لهم مرافق ...
من الخوف نهيب بالحاكم الفاسق ...
ونمجد به إلى أن يشعر بأنه هو الرازق ...
من الخوف مات الإبداع فينا وقَلّ من بنفسه واثق ...
من الخوف مات الخيال فينا وأصبح لأفكارنا عائق ...
***
فالنبعد الخوف عن أطفالنا ونربيهم على القول الصادق ...
فلتكن عبادتنا لله حبا به وليس خوفا من عقاب الخالق ...
فليكن الخوف ليس رادعنا, بل القناعة هي السابق ...
فالنحذف الخوف من معاجمنا وكل ما هو له مطابق ...
فلننفض الخوف عنا ونسعى لعالم دون فوارق ...
فلنقتل آفة الخوف فينا ونردع كل من لِحَقِنَا سارق ...
لو كان الخوف نبيا لكفرنا به وكنا له أشد مارق ...