يسكن الحزن كل ما نحن فيه . . . تنتشر منه رائحة الفساد . . . كما تقطعه سيوف التطرف
فيسكننا الضياع نحن أبناء الفريق الثالث وفئة الوطن
ولأن الأجوبة تجردنا من عواطفنا كما جردتنا من تعقلنا
فقد جمدنا كل الأسئلة عن المخطئ والمصيب ,عن المذنب والبريء ,عن المسيء واللا مسيء ,عن الحساب و العقاب ,عن الصفح والسماح ,عن العفو والتسامح ,عن سوء النية أو حسنها ,عن المحرض والأدوات ,عن الغدر والخيانة ,عن الدم الذي يراق بلا معنى ولا هدف ,عن التضحيات التي تباع في المزاد ,عن القتل للصعود على أشلاء القتلى ,عن التحريض لدخول الجنة , عن كل شيء إلا الوطن
لم يبقى إلاها صرخة في حناجرنا . . . ولا نرى إلاها مضمداً لجراحاتنا . . . " أنقذوا وطننا "
يا أنتم يا أهل السلطة أنقذوا وطننا
يا أنتم يا أهل المعارضة أنقذوا وطننا
بلغة القلب أو لغة العقل أنقذوا وطننا
ألسنا أخوة في الله . . . ألسنا أخوة في الوطن
ما نفعها قاماتنا المنتصبة حقداً . . . أليس ذل نقاء القلب أرقى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما نفعها تلك الحرية التي تلطخ أيدينا . . . أليس عار البراءة أحلى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أي شهادة هي الموت بفتوى الجهاد من شيخ . . . أليست حياة الإنسان من فتواه أغلى ؟؟؟؟؟؟؟؟
أتُلغى الأخوة في الوطنية بمكان الولادة في الهوية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعالوا نسأل كل من يحمل السلاح برخصة أو بلا رخصة بحجة حريتنا أو حجة حمايتنا
ألا يقتل رصاصكم الحمام !!!
أين هي تلك الأرض التي إن تروى بالدماء . . . سينبت الياسمين في الشام !!!
فدعوها يا إخوتي لغة الرصاص . . . أليس دم المسلم على المسلم حرام ؟؟؟؟
أيقبل الله - جلا جلاله - شهادة مسلم بفتوى من رجلٍ صافح حاخام ؟؟؟؟
يا أخوتي في الوطن :
فلنترك السلاح الذي يقتل. . . للسلاح الذي يصلح . . . للسلاح الذي استخدمه الله سبحانه وتعالى في نشر رسالات رحمته . . . بسلاح "إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم "
يا أخوتي في الوطن :
إن الوسيلة الوحيدة لحقن الدماء وإجبار خصمنا الذي يدعي أنه ليس بقاتل . . . وأنه لا يقتل إلا خوفاً من أن يقتل . . . هي أن نترك سلاحنا , فلنترك سلاحنا ولنزرع الساحات بالأمل
يا أخوتي في الوطن :
كثر المفسدون في وطننا . . . ومن كان منا بلا خطيئة فليرجمهم بحجر
لكننا وبحسرة العارف إن لم نكن مذنبون فنحن مخطئون
فمن سكت منا عن المفسدين حتى تمادوا في غيهم مخطئ
ومن حابى مرتشٍ وعامله بالحسنى والاحترام مخطئ
ومن أخذ ما ليس له بغير وجه حق مخطئ
ومن تنازل عن حقه لفاسد مخطئ
ومن سكت عن ظلم لحق به مخطئ
ومن رشى مرتشٍ مخطئ
ومن . . . ومن . . . ومن . . . فكلنا مخطئون وقد سقط حقنا في الرجم
فتعالوا إذن :
نصفي قلوبنا ونفتح للشمس أبوابنا ولنبدأ صفحة جديدة نقسم فيها ألا ننجر للخطيئة ليحق لنا حينها أن نحاسب من يقترفوها
تعالوا نفهم أن كرامتنا هي من كرامة وطننا فلا كرامة لمن لا وطن له ولا كرامة لمن يسمح باحتلال وطنه من أجل أن يحقق ثأره من سلطةٍ . . . أياً كانت هذه السلطة
فأي كرامة و فلسطين كل يوم تُغتصب
وأي كرامة والعراق كل يوم يُسلب
وأي كرامة والخائن الليبي يحتفل بانتصار سفاحه العجيب وسقوط جلاده الأعجب
وحدك أنت أيها المقاوم الذي يحب وطنه ولا يبخل بدمه للذود عنه يسعى لامتلاك الكرامة
وحدك أنت يا من ترفض أن تتعلم الكرامة من مدعٍ للكرامة وثمن نفط بلاده يشترى به سلاح يقتل فيه أخوه العربي
وحدك أنت يا من ستتجاوز آلامك لتبني وطنك على المحبة والسلام
وحدك انت يا من تقف معنا في وجه كل من يحاول تدمير وطننا من سلطة أو معارضة
وحدك أنت يا من صوتك أعلى من صوتنا " أنقذوا وطننا "
وحدك أنت تستحق الكرامة