مهد الحضارة أعلنت في يوم محنتها عن الحبّ الذي فيها يقيم
هم فيه مختلفون إذ يتساءلون هنا عن النبأ الذي يبدو عظيم
من بعد مكر أحكموه خديعة ومهيأين لعاصف ٍ عصفاً صريم
ومجيّشين مظاهرين على بلادهمُ ليغدو نكرهم طعناً أليم
مكروا على قدر ٍ يُقدّر للشآم بقاءها والنار حولها من جحيم
مكروا ومكر الحقّ يقضي حفظها حتى تتمة أمر خالقها الحكيم
كلا سينظر كلّ أفّاك ٍ إلى شمس الحقيقة بعد ليلهم البهيم
كلا سيعلم من تجاوز كلّ تاريخ ٍ حديث ٍ للقيامة أو قديم
لو أنّهم سألوه – هولاكو – لأخبرهم بأنّ الشام مقبرة اللئيم
نبأ ٌ عظيم ٌ أن ترى العين الحقيقة مرّةً أخرى كصاعقة الكليم
قدرٌ على أرض الشآم أمومة لحضارة الإنسان ترضعها الشرف
قدرٌ على أهل الشآم أبوّة لعروبة القرآن يوم المنعطف
الله أنزل في القلوب سكينة قد أقعدت يوم التحامل من وقف
ساح الطغاة مدمرين وما رأوا أمثالهم ما أعجزوا مهد الصحف
أأئمة الكفر انتهوا لا تنكثوا انسانكم إن كان فيكم من عفف
قدر ٌ على هذي الشآم مؤزّلٌ إتمام نور الله في يوم أزف
من شاء فليفهم ومن شاء الجهالة وحي مريم من هنا قبلا ً سلف
كم فاتح ٍ للكون جاء مفرعنا وبقوة الطهر ارتمى ثم ّ انصرف
ستعود شمس الشرق تشرق بعدما غربت بغرب ٍ بالتوحّش قد رجف
وبراءة من جرح موطننا إلى من تاجروا بدماء جرحه إذ نزف
& & &
ما للجهالة ينطقون عن الهوى روّادها ومراجل الحقد غلت
قد أبدلوا لحن الوفاء خوار حقد ٍ والنفوس عن النفائس قد عمت
قد أشهروا جهلا ً به خرقوا رداءً ضمّ شعبا ً فوق أرض ٍ إذ غنت
أولاء ليسوا من بلادي إنّهم أبناء مفسدة ٍ بيوم ٍ قد علت
أبناء عتمة حقد فرعون الزمان وقد رمى ، لكن عصا الله حمت
لا أنتمي لهمُ ولا هم ينتمون إلى الذي شمس الحياة له رنت
وطني الذي صلبوه في سعي ٍ لهم والصلب شبّه للنفوس وقد رمت
طعنوه لكن فوجؤوا بخلوده والقتل فيهم حلّ والحجب ارتمت
فيه المؤذن إذ يكبّر والكنائس إذ تدّق ترى الجميع وقد صمت
أذّن ببذل الحبّ يا وطني ترى في الشعب من يهدي القلوب بما حوت
& & &
من ظنّ أنّه معجزٌ لله خاب الظنّ منه وكلّ سعيه للهوان
وإذا يظنّ سيغتني عن حبّ موطنه بمالٍ أو قصور ٍ أو جمان
أو يغتني عن حبّ أهله بالسيادة والتسلط في الزمان وفي المكان
فليأكلوا من بعد متعة جاهل وليُلههم أملٌ ، فيوم العدل دان
إن يقذفوا في البئر صوتا ً ساحرا قد كان في وطني نسائم عنفوان
لن يسمعوا إلا نبيب بطانة لا ترعوي عن رعي حتى الإقحوان
أبناء أرض الخالدات تصابرا فالشمس شمسٌ رغم تأفيك العيان
والله بوّأ للمذاهب كلّها شام التآلف أرض عيش في أمان
جاس الذي لا يستحي من شرّه في كلّ شبر ٍ ناكأ ً جرح الزمان
إلا تزودوا عن حياضها طاغيا فالله ظلّلها بأجنحة الجنان