لن أجادلك كثيراً ، أنا المجبولة على الصمت وسوء تقدير الامور ولن أطيل الحديث بيننا ليكن لقاء سريعاً كالفراق ولنبقي الامور واضحة
أنا ما عدت احبك لا تلفني بشال يديك ، اشعر بدوار فلا تدنو
خلي المسافة آمنة كي لا ارتمي فيك
ودع عنك بحة صوتك ، مكر ضحكتك ، تململ النعاس في أجفانك .. يغلبني النعاس إليك
وأعرني هدوءك كي لا اضطرب وارجوكِ لا تقتربِ لا تدنِ بغيمتك فتمطرني عليك
واحفظ ماء وجهي من غمرةٍ في دفئك ، من فتنة في رمشك ، من زلة قلب تربي لديك
ودعك الآن مني ، لم يتغير في الكثير منذ رحلت ، كل ما في الامر أني نضجت كفاية حين قطفك الغياب ولم اعد اهتم بزهرة الغاردينيا التي دسستها خلسة في فناء عمري كي لا تفوح بوجهك كلما هزني الشوق اليك
أو اتعلم أيضاً ؟!
نسيت عاداتي السيئة كلها ، تلك العادات التي لم تكن موجودة قبلك
فلم يعد دمعي يسبقني بين الفواصل صوبك ، صرت أجاريه الآن بغصة
ولم اشفى من غروري (خلي الأمر بيننا) ومازلت حتى اليوم اتباهى بأنك لي ، وانك رحلت لأسباب طارئة لا علاقة لها بعجزي عن مجاراتك او بعجزك عن اختراع سبب آخر للبقاء
ولم يتغير فيَ الكثير فمازلت اسرح شعري كل دقيقة وأعيد ترتيب المكان كل دقيقة وأبدل أثوابي كل دقيقة وارتمي من الشباك كل دقيقة وليس لأني انتظر قدومك لكني لم اعتد بعد على الغياب
والشعر ؟!!! آه ، ما عدت على دين الشعر ، لم يعد يعنيني ذلك البياض الفاضح
ولا تحسبني فقدت وحيك ، كل ما في الأمر اني فقدت ألهتي بعدك
وفقدت ذلك الضوء في آخر النفق ، ضوء كنت تشعله بكذبة
وقبلك ايضاً لم اكن على دين الشعر ، سوى اني لازمت غار الأمل طويلاً حتى أتاني وحيك ليهديني اليك
وحيدة ؟!!!
من قال لك إني وحيدة ؟
كل ما في الأمر أني بقيت مشغولة بي
بتعقيم المكان ِ وتجريد الأماني وحرق الصور
بتقليم الأظافر وغلق المعابر واطعام الضجر
بتهديء روعي وإطعام جوعي وقتل الفكر
بانتظارك ، بإتقان انتظارك حتى ما عدت أتقن أي شيء
ثم أنني لم اقتنع يوماً بتلك العلاقات التي تخلق من رحم الهجر ، أنا المصابة بك منذ شتاء لن تنفعني معك حبوب المسكن
كنت بحاجة لعمل جراحي حتى اشفى منك
وظنوني كثيرة ، معك حق ، لابد ان تكون كذلك وقد أوهمتني حبك ولابد أنها مثيرة لتوهمني بأنك مازلت لي وان غيابك لا يتعدى ان يكون تمرين إلزامي تجريه كل المتدربات على حسنك ليعزز فيهن حب البقاء
ولم أشقى في غيابك ولم اتعب ، وتلك الكيلوغرامات البسيطة التي اكتسبتها لم تكن بداعي الكآبة ، كل ما في الأمر أني أردت ان أعوض بها نقصاً في الروح
وأراني اليوم أجمل وقد تأثر جسدي بصومي عنك وامتلأت ارادفي بهجرك
وما نسيتك ،، كنت على وشك لولا أن أرعبتني الفكرة ، وخشيت أن أعاني من فائض في الوقت بعدك
احتاجك ؟!! لا لست كذلك
انا فقط /احتاجني/
احتاج ان اضبط ساعاتي خارج وقتك ، ان اميز ما يخصني في المرآة وما يخصك
ان اردم تلك الحفرة التي اسقط فيها كلما هبَ الحنين ، ان أصلح الأضرار التي لحقت بأصابعي من تقليم هجرك وان اصلح أسناني التي خربتها اصابع الندم عليك
ان اسوي ذلك الشرخ في الروح فلا أمسي بزلزال كلما فاح صوتك
ولست احتاجك ، احتاجني
وتلك مسألة نسبية أيضاً ، فماذا افعل/ بي/ في غيابك ..؟؟
وما كرهتك صدقني .. كرهت أنفاسي بعدك
استجابة جسدي لصوتك ، تأمر الذكرى علي،
كرهت المدينة وقد سارت كل الشوارع صوبك ، كرهت المناخ وتبدلات الطقس وتلك المقاهي التي تضج بهجرك
وكرهت نفسي ، كرهت شارع بيتك ،فنجان القهوة المهمل عند كتف النافذة ، وجهي المعلق على حبل غسيلك أنين مفاصلي من سوط قهرك
رعبي من لقياك ، من ربَ صدفة تشعل في الروح ألف ميعاد
ولم اهرع إليك ,, لم اهرع ، خبأت وجهي في تلك المدن البائسة ، ففيها من البؤس ما يستر وجوه العاشقين
كنت أريد ليلاً لا يفيض بأقمارك /فهربت/ شارعاً لا يزدحم بك /فهربت/ هواءً ملوثاً يقتل في رئتي انفاسك ، كنت اريدني بشدة ، اريد ان اسير وحيدة في مدينة لا اعرفها ، في شوارع لا تميزني ، كنت اريد ان اختفي منك / مني ،
ومازلت اريدني بشدة، فدع عنك بحة صوتك ، دفء ضحكتك ، انا ما عدت احبك ,, لا تلفني بشال يديك