مدخل :
الأحداث الواردة أدناه حقيقة ، أما الشخصيات فحقيقة أيضاً
إن اكتشفت إن الموضوع فارغ ، فهذا لا يعني انك أحمق ، فربما كنت بحاجة لركلة خفيفة على مؤخرة دماغك
إن ضحكتك قليلاً أثناء القراءة فلأنك بايخ وان لم تفعل فلأنك مرواغ
إن انتهيت من القراءة وشعرت انك على ما يرام ، فأنت مريض يا هذا
إن شعرت إن كل هذا الهراء قد يعينك ، فأنت هنا تماماً ، وإنه لأهلاً بك
مامتنا ،، ولاشفنا اللي ماتوا
رأينا أشلاءهم ، أطراف أحلامهم التي تدلت من رؤوسهم ، عيون دهشتهم ، صمت حناجرهم ،
لم يصرخوا كثيراً، أطبق الموت عليهم من كل صوب ، كتم أنفاسهم ، سد حناجرهم ، شد حبالهم الصوتية
كانوا جميعاً هناك ، وقفوا صفاً واحداً ، تداخلت أشلاءهم ، ليصروا بلداً ، ليصيروا وطناً
هناك تماماً ، لا تعرف القاتل من القتيل ، من فجر ومن تفجر ، من مات ومن سيموت
من مع ومن ضد ، كانوا جسداً واحداً ، ديناً واحداً، دماً واحداً ، قلباً واحدا ً، تقاسموا الرصيف بالتساوي ، لم يطغى احدهم على أشلاء احد
وفي المشهد الذي لم تلتقطه العدسة
يهمس الشهيد للشهيد " لو نرجع قليلاً للحياة لاخترنا غير هذا يا صديق "
" فرقتنا الحياة يا هذا ، فرقنا الشعار ، العلم ، الساحة ، الطائفة ، وجمعنا الموت "
مامتنا ، ولا شفنا اللي ماتوا
لأنك في سوريا طبعاً ، ،،
و أن تكون سورياً ، يعني أن يكون (راسك كبير) هكذا يقال عن السوريين (رأسهم كبير) والإشارة إلى كبر الرأس لا تعني بالضرورة عزة النفس والأنفة فقط
بل هي إشارة أيضاً إلى التضخم الفكري والى كم الأفكار المهترئة التي يجمّعها السوري برأسه منذ أن اكتشف انه يملك رأس ، والتضخم بلغة الاقتصاد وعلى ذمة الرأسمالية هو انخفاض القدرة الشرائية للعملة
وهكذا هي أفكار السوري ، اغلبها بلا قيمة ولا تصلح للاستعمال البشري حتى ، لكنه وبالرغم من كل ذلك لا يستحي بها بل ينشرها في كل شارع وعلى كل رصيف ويعلقها على صفحات الفيسبوك والتويتر ويزين بها المنتديات والنتيجة الوحيدة المرجوة من كل هذا الهراء هي تسميم اكبر كمية ممكنة من العقول وحقنها بالأفكار السورية وذلك ضرورة وواجب وكله من باب / نقل الموروث/
وان تكون سوريا ، يعني أن تكون مصاب بداء القومية ، هذا الداء النادر الذي لا يصيب إلا السوريين ومنذ نعومة أظفارهم ، فيكفي أن تصطدم بنشرة أخبار أو تفتح بالغلط كتاب قومية لتتحول أحلامك البريئة من أن تصبح عالم نووي لتصير مساعد أول يحمي الوطن والقضية الفلسطينية، او أستاذ مدرسة يعلم الأجيال الناشئة الاشتراكية ويفضح ممارسات الامبريالية العالمية وتتمحور بعدها كل اهتماماتك حول دعم الحركات التحررية في البلدان النامية ونشر الوحدة العربية بين صفوف الأمة
أما ما يحدث عندك من تفكك اسري واجتماعي فهو غير مهم ، وما يجري في البلد غير مهم أيضاً /لاحقين عالبلد/ ، قضيتك اكبر من ذلك ، قضيتك بحجم النكبة ،والنكسة ،والتخاذل ، قضيتك هي الأمة ، هي فلسطين ، هي فضح جرائم الرأسمالية العالمية ، ويبقى اقتلاع عشرة أشجار زيتون في فلسطين شغلك الشاغل وقضيتك المحورية والتغيير عندك يبدأ دائماً من الخارج وليس كما قال هذا المعتوه غاندي
وان تكون سوريا أيضاً
يعني أن تكون مع النظام او ضده ، لا تنفعك الوسطية ، لا يصح ان تكون على الحياد
فيشمت بك القريب والبعيد ،،،
والقريب هو شريكك في الوطن فلا ضير إذا من شماتته ،،،
أما البعيد فيزعجك قليلاً حديثه عن الحياد ، وهو جالس أعتاب السفارة الإسرائيلية يمسج عالبلاك بيري ويلعن ابو النظام السوري لأن الرسائل لاتصل إلى فلسطين
ولا اقصد هنا الزعماء العرب ، لأنهم دراويش على باب الله ، تعمدوا جميعاً بماء الحياد المقدس ، وتيمموا بتراب الوسطية
ولا المح أبداً لشيوخنا الكرام لأنهم والله لم يقصروا بالدعاء ، تارةً لفلسطين وتارة عليها وكله طبعاً بما يغضب الله ويرضي الخليفة
ولا أقصدك أنت ، فلا شأن لي بك ، فما ذنبك أن اختصرت فلسطين بدويلة من ثلاث مدن وعلقت بخطأ مطبعي على عَلم
ولا اقصدك أنت ايضاً ، فما ذنبك ان كان برميل النفط يباع بأقل من سعره العالمي لأمريكا نسبة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها إخوتنا الاميركان منذ مقتل بن لادن وتوقف المسلمين الله يهيدهم عن الإرهاب
ولا اقصد احد ،، أنا فقط أهذي
وان تكون مع النظام فأنت شبيح حتماً ،،،
والشبيح يا طويل العمر هي اختصار لقائمة طويلة من الاوصاف ( قاتل ، سفاح ، مجرم ، فاسد .، بلا شرف ، همجي ، بربري ، .. الخ ....)
وهذا الشبيح البربري يحب الرئيس ويواليه ، ويحب رئيس الوزراء والسادة الوزراء ورئيس مجلس الشعب وأعضاءه ، ويحب شرطي المرور الفاسد وموظفي الدولة ،ويتلذذ بالرشوة والمحسوبيات ويكره الحرية والتعددية والعدالة الاجتماعية ، ولا يعاني أبداً من ارتفاع أسعار المازوت وشح الغاز
وهو سادي بالضرورة ، يؤيد قتل الأطفال والنساء وجر العالم بالشوارع
ولا يصح ابداً أن يكون مع النظام ولا يتمتع بكل ما ذكر أعلاه
وان تكون ضد النظام فأنت عرعور (نسبة إلى الشيخ السوبر ستار عدنان العرعور)
والعرعور هي اختصار لجملة طويلة من التأمر والعمالة والخيانة والتطرف المذهبي والديني ،
وأنت مع القاعدة لا محالة ، ودقنك مقملة( على قولة الشيخ القذافي) ،وتتعاطى الحبوب وتدعم الإرهاب في كل مكان ، وتكره المساواة بين المرأة والرجل وتعتبرها بدعة ،والحرية بالنسبة لك هي شعار فارغ لا تؤمن به
ولا يصح ان تكون ضد النظام ولا تتمتع بكل ما ذكره أعلاه أيضاً
ولا يجوز بكل الأحوال ان تكون سوريا فقط (سوري حاف ) لأنه لا وجود للسوري (الحاف)
السوري الحاف (ما بطعمي خبز )
السوري الحاف هو شخص نكره ، شخص بلا موقف ، شخص يقلد الغرب برمي الأوراق في سلة المهملات بدل أتباع العرف الاجتماعي ورميها بالشارع ، هو شخص مقرف يعتبر أن مشكلة الفساد لا تحل باندحار النظام بل بانتصار الضمير ، وهو شخص ساذج يعتبر أن التسول ظاهرة أخلاقية سببها أب ضعيف النفس ولا تعكس حالة الفقر التي يعاني منها الشعب
وهو شخص غبي قرر أن استعمال لمبات التوفير قد يساهم في حل مشكلة الكهرباء ، هو شخص مرواغ يعتبر أن المعارضة والنظام على حق وكلاهما على باطل
وقبل أن أنسى هو شخص قليل الوطنية وقليل الأدب أحياناً لأنه لا يتابع نشرة أخبار الفضائية السورية ويشكك بكل وقاحة بمصداقية قناة الدنيا والجزيرة أيضاً
ولهذا السوري النكرة صفات كثيرة لا يصح ذكرها ، انه باختصار طفرة جينية مشوهة أنتجتها الأزمة بحاجة لبحث طويل ومعمق لنعرف مدى التشويه الذي أصاب بنيته التحتية
وأثناء كتابة هذا المقال وردني خبر عاجل عن مقتل طالب وجرح ثلاثة آخرين بكلية الهندسة على يد زميلهم
والطالب الميت شبيح وكذلك المصابين ، أما منفذ العملية فهو عرعور
فيما لم تتبين حتى الآن أسباب الحادث وخلفياته ،،
ولن يتبين ابداً ، خاصة أن التقارير تشير إلى مقتل 5000 ألاف مدني و2400 عسكري ، ومازالت الثورة سلمية ومازال النظام لا يفرط باستخدام العنف
وأما السوري الحاف فلا وقت لديه لكل هذا الهراء ، سينزف قليلاً بين جرحين ، ويبكي القاتل والقتيل
ويحدثونك عن حمص !!!!
وقد يخطر ببالك عندما تسمع كلمة حمص حلاوة الجبن ، أو سندويشة شيش من كريش
لكنك مخطئ ،،،وهاد كان زمان
فحمص اليوم هي الرصاصة والشهيد ،الزهرة والبندقية ،
حمص الخراب والسراب ، وفتات القضية
حمص الغياب والعذاب ، القاتل والضحية
حمص العتيقة والحقيقة والوجع
ثم انك لن تعرف ما يجري في حمص لتعرف ما يجري بالبحرين
ولا اقصد هنا ان أشبه الأمن السوري بقوات درع الجزيرة لأنه والحق يقال قد تجد لدى الأمن السوري بعض الإنسانية
ولا اقصد أن الشعب الحمصي ضال مثل الشعب البحريني وبحاجة للتأديب ليكف عن ضلاله ويعود لرشده
لأن الشعوب العربية كلها ضالة حين تحيد عن دين الخليفة
ولا اقصد أن البحرينيين أميين لم يتعلموا بعد ان يرفعوا ثورتهم على اليوتيوب لتنقلها الجزيرة
كل ما قصدته هي المؤامرة ، يا الله كم هي متشابهة
وكم كان يلزمني من الوقاحة لأؤكدها هنا وانفيها هناك وكم كان يلزمك من الغباء لتلعن الأمن وتبارك الدرع
والمؤامرة موجودة او غير موجودة لا يهم !!!!!!!!
ومن المسؤول؟! لا يهم ايضاً
النظام ، المعارضة ، الامبريالية ، الجن الأزرق ، ابليس .. لا يهم
ولا يهم ان اختلفنا او اتفقنا ، المهم ان يبقى ما نختلف بشأنه ، ان يبقى كبيراً ليستحق عناء الجدل لا أن يصير حارة، شارع ، ساحة ، دين ، طائفة // وقريباً جداً بندقية //
على اعتبار ان السيناريو الليبي هو الأمثل ، والأصدق حالاً عن العرب ،ويليق بهم كثيراً ولا يجوز ابداً ان نعتمد السيناريو التونسي لأنه فاشل ورجعي ويخيب أمل الغرب فينا ويغير من نظرتهم تجاهنا ، ولو استمر الربيع العربي كما بدأ لأفلست هوليود و أغلقت مصانع الحرب في أمريكا ، وانعكس ذلك سلباً على الوضع الاقتصادي العالمي مما يضطر الرئيس باراك اوباما ان يتخذ قرار مصيري بنشر الديمقراطية مجدداً بالعراق ، لأن العراقيين لم يشبعوا من الديمقراطية ، ثمة مليون شهيد أخر لم يتعلموها بعد
والوقت لم يحن بعد لتدخل حلف التاتو في سوريا ، ونشر الديمقراطية في الشوارع السورية سيكون عملاً خطيراً ، وقد يعرضها للقتل ، خاصة إن الديمقراطية المسكينة ا لن تجد برميل نفط لتحتمي خلفه
وهذا لا يعني ان تنام هيلاري كلينتون قريرة العين والديمقراطية تئن على أبواب الشام ، فأقله الجهاد بالقول ودعوة الرئيس للتنحي فوراً ، وإلا فلا أمل للسوريين بالخلاص سوى بخلع عقولهم وارتداء أحذيتهم والبدء فوراً بتنفيذ وصايا أجدادهم القدامى ، العين بالعين ،والدم بالدم وكل الطوائف على حق والله هو المخطئ
ودرع الجزيرة انسى ، لن يتدخل حتى وان عاد البحرينيون إلى رشدهم لن يتدخل ، قلبه معنا لكن النظام لم يبني جسر كالجسر الذي بناه الملك حفظه الله ،
واردوغان ؟!!!!
اردوغان حكاية أخرى، لا يعنيه من دمك سوى ما يكفي ليخط سير الصالحين ،أو ما يشغل به وقته ريثما تعتذر إسرائيل عن أسطول الحرية، أو تنتحر فلسطين فتنتهي القضية
ولا يهم ان اخذوا الجثث وأخفوها كما تقول الجزيرة ، أو انهم حقاً أخذوها وقطعوها كما تقول الدنيا
المهم أننا مامتنا ولاشفنا اللي ماتوا
لأنك سوري طبعاً ولأننا سوريون :
فتف علينا جميعاً ، تف بحجم خيبتنا ، بحجم هشاشتنا الوطنية ، بحجم الوطن الذي بدأ يصغر ويصغر
وبحجم القضية
تف بحجم الجراح والنواح والعتب
تف بحجم عائلي لتسعنا جميعاً
ضاع الوطن يا إخوان وكلنا على حق
والى أن يخرج عاقل فينا ليقول أنا مخطئ ، خدلك بريك ، خدلك كيتكات
مخرج :
شر البلية لا يضحك إلا السفهاء