أنا السوري يستودعني الله دمي وروحي وخافقي وكل مابين أضالعي لأجل حقه في هذه الأرض.ووديعة هذه الأرض بي هي من وديعته تعالى بي.
ومن أصول هذا الحق حرمة دم وعرض ومال أي سوري على أي سوري في هذه الأرض
أنا السوري في صرة الوصايا لأنبياء من يوم آدم ترقد أجسادهم المباركة مطمئنة وستظل
مطمئنة في ترابات دمشق:
أن يظل الخير فينا نخلة لايجف سعفها.فالمسيح عائد والنشر الى الله عبر بوابات دمشق.
أن يظل الحق فينا عمامة قاسيون فدم أبنائه على سفوحه بيد أبنائه جريمة حرمتها السماء
من يوم هابيل.
أن يظل بردى فينا صافيا كما في قلوبكم يابعض أهلنا في الشام,يروي ظمأكم ويورق على
جوانبه زيتون أولادكم وياسمين بناتكم.
أنا السوري في صرة أجدادي أن الأرواح في الأجساد وديعة الله فيها وهي ليست ملكا
لأحد سواه.
فآدم لم يقتل
وابراهيم لم يقتل
واسماعيل لم يذبح
وعيسى لم يسمح بقتل بل جاء بالمحبة بين خلائق الله يملأ الكون عطرها
ومحمد لم يقتل بل أوصى بالتسامح
وجميل الأعمال هي باسم الله.
فإذا كان كل الأنبياء حرموا الدم على الدم فمن سمح لنفسه وأباح لبعضهم بالقتل يا بعض
أهلنا في الشام.
اذا كثر الخير في العالم وساد الحق أرجاءه وعم الجمال والسلام فيه فلأن الشام فاض الخير
فيها.
واذا أظلمت الدنيا في هذا العالم فلأن أحدا عبثت كفوفه السوداء بنخلها وترابها وتاريخها
وسفحت الجلنار على روابيها وتلالها وقصت أغصان الكروم في ربيعها, فلا تكونوا
يابعض أهلنا في الشام من يعقر ناقة هذا الخير.
أذكركم يابعض أهلنا في الشام:
النخل في سوريا لايقع ,واذا جفت سعفه يظل واقفا, وفي سوريا لا نستعمل النخل
حطبا لأن فيه قداسة وهي ارث لنا في هذه الأرض من السماء من يوم مريم.
بل يستعمل في بناء مساكن تأويكم وتحميكم وتطعمكم ,كيف لا وهي عمتكم.
ففي رطب نخيلكم بعض نسغ من عيسى ومباركة من محمد.
وأنا أبكي على كف مريم وأسقط دمعتي على عباءة محمد أستقسمكم برب مريم واله
محمد لا تقتلوا.
أنا السوري اذا ضرب الناقوس في دمشق رددت اصدائه كل نوا قيس الكون
واذا رتلت دمشق في صلاتها قام العالم كله الى الصلاة.
أنا السوري دمشقايا وسوريايا:
رغيف الخبز تقسمه الملائكة على أبواب الجنة في صباحات العيد.
الحق منازله دمشق
والخير أخياره في دمشق
والجمال يوسفه في ميسلون
دمشق أديم آدم
وسرير عيسى
ومهوى المصطفى
-------------------------نموت وتحيا سوريا
