نشطت في الآونة الأخيرة حملات عبر النت ومواقع التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك وتويتر، ضد التحرش الجنسي، تطالب بالاعتراف به ومواجهته وسن قوانين تدينه مباشرة، فهو يهم كل الناس بمختلف أجناسهم وجنسياتهم وأعمارهم.
واللافت تعدد هذه الحملات وتنوعها من مختلف البلدان العربية، ومنها حملة سلوى لمناهضة التحرش الجنسي، وهي حملة قامت بها مجموعة نسويّة في لبنان، وقدمت دليلاً إرشادياً وتعريفياً بالتحرش بكل أشكاله وأماكنه، في العمل أو الشارع أو البيت.. إلخ. وأوضحت الحملة الطرق التي يمكن للمتحرَّش بها أن تدافع عن نفسها ومواجهة هذه الفكرة دون أن تشعر بأنها مذنبة.
وقد أطلقت أربع نساء في مصر مبادرة تطوعية تهدف إلى محاربة التحرش تحت اسم (خريطة
التحرش الجنسي)، بعد معاناة النساء الأربع، وهنّ إنجي غزلان، وريبيكا تشياو، وأمل
فهمي، وسوسن جاد. فهن (تعبن) من التعرض للتحرش الجنسي، ومن الشكوى، فقُمن بالتعاون
مع (شريك تكنولوجي متطوع)، بالعمل على المبادرة منذ منتصف عام 2009.وقد وضع
القائمون على (الخريطة)، رقماً هاتفياً لاستقبال رسائل نصية ممن يتعرضن للتحرش في
مختلف مدن مصر ومحافظاتهن، تحت هدف رئيسي هو (تغيير القبول الاجتماعي لمشكلة للتحرش
الجنسي) في مصر، علماً أن إحصاء أعده (المركز المصري لحقوق المرأة)، نُشر مؤخراً،
أظهر أن نحو 83 في المئة من المصريات تعرضن للتحرش في البلاد، بينما بلغت النسبة 98
في المئة بين السائحات الأجنبيات.
أما حملة (لم نفسك..تحفظ نفسك).. فهي حملة قام بها أحد الشبان وهو الطبيب محمد
طنطاوي، يؤكد فيها أن الرجل هو المسؤول الأول، لذلك يجب نشر فكرة الدفاع عن النفس،
ومحاولة إيقاظ الشعور بالنخوة والرجولة في قلوب الشباب بنشر قصص حقيقية عن فتيات
تعرضن للتحرش، قصص قد تدفعك إلى الغيرة عليهن وتدفعك كشاب للتصدي لهؤلاء المتحرشين.
ومن الحملات المميزة أيضاً حملة (قطع إيدك)، وهي حملة إلكترونية ضد التحرش الجنسي
بالفتيات أطلقتها عام 2012 مجموعةٌ من الناشطات على موقع التواصل الاجتماعي
(فيسبوك) ضد الانتهاكات التي تتعرض لها الأنثى بجميع أشكالها، بدءاً من الإرهاب
الفكري والنظرات، إلى التحرش الجنسي والسحل والتعرية. ودعت الناشطات الفتيات إلى
عمل جرافيتي في كل شوارع مصر، يعبر عن فكرة الحملة، باعتباره رمزاً من رموز الثورة
المصرية، بشرط أن يتضمن عبارة (قطع إيدك)، ويحتوي على رسم معبر عن الفكرة، وأن يكون
في مكان مزدحم نسبياً حتى يتمكن عدد كبير من الناس من رؤيته.
وفي المغرب أطلقت مدونات وناشطات مغربيات حملة عبر الإنترنت سمينها (نساء ـ شوفوش)
للتصدي للتحرش. ويعني باللهجة المغربية (انظروا حل)، للتنديد بظاهرة التحرش الجنسي
التي تفشت تفشياً لافتاً في المجتمع المغربي، داعيات إلى مسيرة حاشدة تنظمها النساء
ضد المضايقات الجنسية التي يتعرضن لها في الشوارع والحافلات وأماكن العمل.
أما في سورية فيثبت تقرير صحفي نال جائزة ICFJ Anywhere عام 2010 ،شارك بكتابته
الصحفي السوري محمد حمدان مع صحفيين من الدول العربية، عن التحرش الجنسي في أماكن
العمل أنه لا يوجد في الدول العربية قانون واضح للتحرش الجنسي يعاقب مرتكبيه، على
الرغم من ضغوط جماعات الدعوة لتغيير القوانين، ولا توجد إحصاءات دقيقة وإن كان هناك
أرقام تقريبية. وبالنسبة لما يخص سورية فالمديرون هم أهم المتحرشين.. والقانون
يعاقب على التحرش في سورية....لكن الضحايا لا يرفعنَ دعاوى..
أما التحرش عبر النت فقد انتشر انتشاراً واسعاً، ليصبح ظاهرة في كل العالم، وكل ما
نحتاجه على المستوى الأمني- كما يوضح التقرير- هو وضع قوانين تجرِّم وتحدد عقوبة من
يحاول (التحرش بالأطفال والمراهقين عبر الإنترنت)، وأن توجد أقسام شرطة تطارد
المتحرشين عبر الإنترنت وأن تستدرجهم للقبض عليهم ومحاكمتهم.. وللتحرش الجنسي عبر
النت صور عديدة، لكنه في مجمله يبدأ عن طريق مواقع الدردشة، ويتدرج إلى أن يصل إلى
مقاطع الفيديو وتصوير نفسه، ليصل في نهاية المطاف إلى الابتزاز والتحرش الجنسي
البدني، أو يقوم بأخذ رقم تلفونه بعد أن يحظى بثقة الطفل، ثم يقوي علاقته به
ويستدرجه لمعرفة مكان مدرسته أو أي مكان يذهب إليه كي يقابله وبعد ذلك يقوم بخطفه.
رهادة عبدوش
جريدة النور السورية