news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
نجمة وطن...بقلم : م فوازبدور

استلقى على سريره الأبدي . . . ملتحفاً سمائه الأرحب . . . وبحث كعادته عن نجمة. . . ليحملها أمنيته . . . فقد مضى عام . . . وهو كل يوم . . . رأى فيه النجوم . . . اختار نجمة . . . لم يكل أبداً ولم يتعب . . . لم يثنه عن عزمه  مطر ولا حتى ثلج. . . لم يمنعه حر ولا برد . . . فهو الفارس الذي أناط بنفسه إنقاذ الوطن . . . ولأنه من رجال الأحلام . . . فقد استخدم الأماني . . . لحل أزمته الأصعب

 


كان كل يوم بعد أن يختار نجمته . . . ويسميها نجمة الوطن . . . يبثها شكواه وشجونه . . . يبكي لها حتى يتعب . . . يحدثها عن آلامه لما يحصل للوطن . . . وعندما ينتهي من حديثه يجرجر حزنه . . . أو يجرجره حزنه إلى فراشه . . . لينام بعد أن ينهكه الألم . . . ولم ينتبه أبداً إلى أن السماء . . . لا تعبّر عن حزنها بالكلام . . . وإن كانت قد تعبر بالمطر

 

رغم أن الحزن أبداً في داخله . . . شعر اليوم بالغضب . . . فلما لم تحقق أي نجمة من النجوم أمنيته . . . لم كل يوم جرح الوطن يكبر . . . وينزف أكتر . . . بحث عن نجمة . . . ليعبّر لها بغضب . . . عن أنّه لم يعد يحتمل . . . فلفت نظره نجمة كانت  منعزلة منفردة . . . ضوئها الشاحب أخبره . . . قد مرّ عليها ما حل بالوطن . . . ناجاها يا نجمتي . . . إني اخترتك لأبثك حزني وألمي . . . فأنت ترين كيف يدمر هذا الوطن . . . وكيف يعبث فيه المرتزقة . . . وكيف يذبحون ويقطّعون . . . يخربون ويدمرون . . .

 

 كم من نجمة قبلك بثثتها حزني لتجد لي حلاً . . . كأن كل النجوم أصبحت متآمرة . . . أو أنها فقدت قدرتها على فعل الخير . . . كأنه لم يعد هناك من أمل . . . لم يعد هناك من يريد حلاً لأزمة هذا الوطن . . . فالنفوس الوطنية صارت يائسة متعبة . . . والنفوس الخائنة تتمادى. . . كأن كل هذا الدمع والدم الذي نذرفه . . . لم يعد ينفع لغسل الحقد من قلوب البشر . . . كأني سأبكي ما حييت . . . من غير أن يُحدث دمعي أثر. . . كأن كل جروحنا التي تنزف لا أمل في شفائها . . . كأن الكون كله لم يعد من همٍ له إلا أن يدمر هذا الوطن

 

وما هي إلا لحظة . . . حتى سمع لها صوتاً يحمل هدير الرعد في لحظة غضب . . . كما يحمل هدوء النهر في لحظة عشق مع الشجر . . . أنتم يا أبناء هذا الوطن . . . ألن تفهموا أبداً يا بشر . . . ما بال قطرة الماء غاضبة حزينة . . . ما بال حبة التراب غاضبة حزينة . . . ما بال نسمة الهواء غاضبة حزينة . . . فانتقل بجوابه من حال الغاضب الشاكي إلى حال البريء المتهم . . . ما بالهم نحن ما فعلنا شيئاً لهم . . .  

 

وأطرق في حزنه يستدرج منها جواب مقتنعٍ بجوابه راثٍ لحاله  . . . فقالت له. . . يا أبناء هذا الوطن . . . يا من تغشّون وتتاجرون بالماء كما تتاجرون بالدماء . . . يا من زرعتم الفتنة  بدلاً من زراعتكم القمح . . . وزرعتم التفرقة بدلاً من زراعتكم الزيتون . . . و زرعتم الحقد بدلاً من زراعتكم الياسمين  . . . يا من لم يسلم منكم حتى الهواء . . .

 

 فبدل أن تحمّلوه رسائل الحب حمّلتموه رسائل الكره . . . وبدل أن تحمّلوه معاني وقصائد الفخر . . . حمّلتموه بذاءات ألسنتكم بلعنة أجدادكم العظماء . . . بدل أن تحمّلوه نقاشات واختلافات المحبة . . . حمّلتموه  صراعات وتهديدات السفهاء . . . فقال مستغرباً لسنا نحن وإن كانوا منّا فما هم إلا قلة . . . فأجابته لقد لوثتم الماء ولوثتم التراب ولوثتم الهواء . . . أعيدوا لهم النقاء . . . وأعلنوا التوبة . . . فيشفى الوطن  



 

2012-06-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد