نعم .. لقد تغيّر العالم .
الرئيس بشار الأسد أكّد أنّه إذا لم تستعاد الأرض المحتلة بالسلام سيتمّ إعادتها بطرق أخرى .
الرئيس السوري وقدرته على البقاء قويا ومتماسكا ويحظى بتأييد شريحة واسعة من السوريين فضلا عن الجيش والسلك الدبلوماسي في بلاده هذه المعادلة هي التي تبقيه الرقم الصعب .
واشنطن . " أرسلت رسائل تهديد دموية عبر وزيرة خارجيتها " هيلاري كلينتون " لتتجنّب هجوماً كارثياً " . إن لم تلتزم الحكومة السورية بمخطّطها فما هو الهجوم الكارثي الذي تهدّد به ، تفسّره هيلاري لنا :
" إنه ما من شك في أن قوى المعارضة السورية باتت أكثر فاعلية " ، وهي تقصد الجماعات المسلّحة ، والتي كثير منها جاء مدرّباً من خلف الحدود ، ولا يمكن تجاهل وجود أجهزة استخبارات غربية على الأرض إضافة لتنظيم القاعدة ، كل هذه الجماعات تجهز لهجوم كارثي سيكون خطيراً للغاية ,الهجوم الكارثي " الهيلاري " لنقل المعركة بالكامل إلى قلب دمشق .
معلومات كشفت ان :
" اجتماعات عقدت في تركيا جمعت قيادة " الجيش السوري الحر " بأجهزة استخباراتية وعسكرية من دول عربية وغربية لبحث كل التفاصيل اللوجستية اللازمة لنقل المعركة بالكامل إلى قلب دمشق " .
معلومات صحافيّة أشارت إلى أن :
" المعارضة السورية تعد العدّة والخطط الميدانية لدخول دمشق بهدف خوض :
المعركة الحاسمة مع نظام الرئيس بشار الأسد ، والجيش السوري الحر يجهّز ( 30000 ) عنصر " .
مصادر " روسية " مطّلعة عن الجيش السوري الحرّ تقول :
لقد تلقت قواته ضربة ساحقة في ريف دمشق ، فقد كان الأميركيين قد زجّوا ( 30000 ) من المقاتلين العرب والسوريين من اجل مهاجمة دمشق من ريفها ومن داخلها في الوقت عينه ، ولهذا وحّد الأميركيون عصابات مسلحة متعددة في مجلس عسكري موحّد وضعوا على رأسها قائدا ومجلسا يساعده ولكن الطرفين يأتمران مباشرة بغرفة عمليات تدير معركة دمشق برئاسة ضابط أميركي مقيم في مدينة شتورة اللبنانية وينزل في مكاتب مجهّزة تجهيزا تقنيا عاليا كانت منذ سنة 2006 مقرّا لتيار المستقبل علنا ولكنها مقر للمخابرات العسكرية الأردنية .
ويقوم الضابط الأميركي ومساعديه بقيادة العمليات بتقنيات عالية كما لو كان في الغرفة المجاورة لساحة المعارك داخل سورية ,وهو قادر على التواصل مع المقاتلين السوريين على الأرض عبر الشبكة العسكرية الأميركية التي أصبح المقاتلون السوريون مرتبطين بها بشكل مباشر عبر مجالسهم العسكرية.
المصدر الروسي يتابع :
أنشأ الأميركيون مراكز تدريب للمعارضين السوريين في الأردن وفي لبنان وفي تركيا ، وهذه المراكز خرّجت آلاف المقاتلين وبعضهم تخصّص في استخدام أسلحة متفوّقة وحديثة ، ولهذا وجدنا الكثير من الفاعلية ضد الدبّابات السورية القديمة الطراز .
ويتابع المصدر فيقول :
وضع الأميركيين خطة لتحويل أحياء معينة من دمشق إلى " شبكات عنكبوتيه " تعج بالمقاتلين المختبئين بين المدنيين بما يحوّل السكان إلى عائق يمنع الجيش السوري وقواه الأمنية من من مواجهة المسلحين وإلا حصلت مجازر في صفوف المدنيين .
ومن مراكز التجمع التي كان الأميركيين ينوون إطلاق هجومهم منه بالتزامن مع تحركات الخلايا النائمة داخل دمشق :
مدينة دوما ( 12000 من مقاتلي الغزو الأميركي بالواسطة ) ، وقدسيا ( 3000 مقاتل تابع للأميركيين )
وداريا وكفر سوسة ( 1500 ) ، وحرستا ( 3000 ) ، وعربين وزملكا (2000 )
وفي الميدان والقدم والحجر الأسود ( 3000 ) .
المفاجأة حصلت حين زج الجيش السوري بنخبة قواته لاقتحام مدينة دوما وخلال تسعة أيام انتهى الحلم العسكري الأميركي إلى الفشل ، مما دفع الأميركيين إلى تحريك مقاتلين في قدسيا والهامة وبعض المناطق في ريف دمشق لتخفيف الضغط عن دوما ، لكنها سقطت وضاع معها حلم اقتحام بعض الأحياء في دمشق للتمترس بأهلها .
معركة دمشق أصبحت خلفنا ( يقول المصدر الروسي ) لأن ما تلقاه مقاتلو " الناتو المرتزقة " من ضربات يحتاجون معه وبسببه لسنة ونصف لاستعادة تشكيلاتهم التي وقع أغلبها في فوضى عارمة بعدما فقدوا ابرز قادتهم وكتائب النخبة من بينهم في دوما وفي محيطها .
ظهرت خلال الأيام الأخيرة أسلحة متطورة ، وأكثر من ذلك قامت الاستخبارات الأمريكية عبر وكلائها بابتزاز عملائهم على الأرض وتم تحريك خلايا نائمة أصلاً لم يتم تجنيدها للعمل العسكري ، فالمشكلة الأمريكية أن : " أي وقف لإطلاق النار يعني انتصار سورية " .
التصعيد على الأرض سبقته مناورات عسكرية أمريكية شاركت فيها :
" ممالك وإمارات الفسق واللواط والنفط " على الحدود الجنوبية ، وتصعيد في شمال لبنان ،وتخللها مناورات الأناضول في تركيا .ربّما الوضع في بعض المناطق أكثر تعقيداً ولكن أصبح من الضروري الحسم ، بل وأكثر من ذلك :
وجب إتمام الحسم ووجب وضع نهاية لفكرة معارض ( موالي ) فلن يبقَ على الأرض سوى " مواطن " مقابل " عميل ومرتزق " .
دخلت الأزمة السورية في فترة الزمن الضائع ، والتاريخ أثبت أن السوريين هم الأكثر صبراً في : صراع عضّ الأصابع .
الانتصار على الأرض أصبح من المسلّمات ، فهل الأمريكي مستعد للمجازفة أكثر ؟..فأي محاولة للتطهير العرقي في سورية عبر العصابات الإرهابية وشركة " بلاك ووتر " هي :
بمثابة عدوان للناتو على الأراضي السورية ، وما تملكه سورية لم تكن تملكه يوغسلافيا ، ولم يكن يملكه العراق ولا ليبيا ، والأمريكي يعلم أكثر من ذلك ! .
الأمريكي لن يقبل بالهزيمة على الأرض السورية ، ولكنه عوضاً عن استنزاف سورية :
استنزف الاقتصاد النفطي نفسه ، واستنزف الودائع الخليجية في بنوك واشنطن ، واستنزف حلفاءه وبشكل خاص تركيا والأردن دون أن تضطر سورية لأي خطوة في اتجاه التضييق على الأردن وتركيا ،واستنزف حلفاءه في لبنان ، وعجّل في كثير من صفقات الأسلحة التي كانت روسيا تؤخر تسليمها تحت الضغوط الصهيونية ، وأصبح الجيش العربي السوري في حال انتشار وجهوزية ليس لأي طارئ بل :
" لأي مستجدات قد تفرض على المنطقة " .
والسؤال المطروح في دوائر القرار الأمريكية هو :
من يستنزف من ..؟!.
هل حلف الناتو وأعرابه يستنزفون سورية أم إن سورية استنزفنهم .
من المؤكد أن سورية إذا قرّرت التعامل بالمثل لوقف العمليات الإرهابية ، لا تحتاج إلى أكثر من أسبوعين لوقف الإرهاب داخل الأراضي السورية ، ورغم أن سورية لم تقف وراء تفجير خط النفط التركي الواصل إلى جيهان ، ولم تفتح حدودها للمعارضة التركية ولكن مع ضرب خط النفط وقف استهداف خطوط النفط في سورية ، وفي حال ضربت إمدادات الأردن وتركيا البرية ضمن النفوذ السوري من المؤكد أن الوزراء العرب سيدعون إلى رفع العقوبات عن سورية " بأمر إسرائيلي " ، ولكن حتى الساعة سورية تتعامل بأخلاق وتراعي مصالح حلفائها ، وتراعي ضرورة امتلاك الأوراق في حرب " كسر عظم " غيّرت وجه العالم وستنتهي بنهاية القطب الواحد .
الروس ، سواء في لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولا ند ، أو وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيرته هيلاري كلينتون ، أكّدوا أن الوضع في سورية مختلف ، نظراً إلى إمكانات الجيش السوري العسكرية المهمة .
وفي الغرب ، يجري الإصغاء بعناية :
إلى كلام الروس حينما يتحدثون عن نوعية تسلح الجيش السوري وحجمه , لأن روسيا تعرف تماماً قدرات الجيش العربي السوري وإمكانياته ثم إن أي تدخل أطلسي في سورية " المقاومة والممانعة " لن يكون بأي حال من الأحوال نزهة ..
ألم يقل الرئيس الأسد يوماً إن المنطقة كلها ستكون في المخاض الكبير الذي قد يغير وجهها ..ربما أيضاً وجه العالم ؟ .
رغم الهجوم الإعلامي غير المسبوق في تاريخ البشرية والتضليل والإشاعات ، لكن لم يشعر أغلبية الشعب السوري باليأس بل مازال ينزل للميدان ويمارس نشاطه لا مبالياً بالإرهاب الأعمى .
ولا يتأثر بأكبر وسائل وماكينات التضليل الإعلامي .
لقد نشر موقع " Glopal Research " البحثي ، وهو موقع أميركي ، حديثا شغل أربع صفحات من الحجم الكبير لسيدة روسية تعمل صحافية مستقلة في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات .
تؤكد السيّدة كوتشينيفا :
" إنّ الوضع في سوريا ليس مماثلا على الإطلاق للكيفية التي يقدم بها في الإعلام الواسع " .
" إن الشعب يريد استقرارا . هناك فوضى لا لزوم لها .شيء ما كان مصدر فخرهم " الأمان " قد سرق منهم … إن المآسي الإنسانية تبدأ في مدينة ما حينما تقع بأيدي العصابات " .
وتضيف الصحافية المستقلة :
" إن هناك أعدادا كبيرة من المرتزقة ( جنود البحث عن المال ) يوجد شيشان ورومانيون وفرنسيون وليبيون وأفغان . وقد حدث شيء بالغ الغرابة مع المرتزقة الأفغان بعض منهم وقعوا في الأسر وسئلوا ماذا تفعلون هنا فأجابوا :
بأنهم كانوا يطلقون النار على باصات إسرائيلية . إننا نحارب العدو لنحرّر فلسطين .
قد يبدو هذا أمرا مثيرا للضحك ولكنه حقيقي .
من المؤكد أن حديث الصحافية الروسية بهذا المضمون لن يجد طريقه للنشر في الصحافة السعودية أو القطرية أو الإماراتية أو غيرها من صحف الإعلام العربي العبري الذي يبدو انّه هدف الأكاذيب الغربية عن ما يجري في سوريا .
و للتذكير ، فقط ، سلّم : " وزير الطاقة التركي " وثيقة السيل الجنوبي لروسيا وانتهى الصراع على سورية وموقعها وبدأ صراع آخر على موقعها في المنطقة ، الصراع مع سورية ما بعد انتصارها ،المعركة واضحة وضوح الشمس .
نعم مازال هناك إرهاب أعمى متنقل ، ومقاتلون عرب وأجانب ، ومازالت أصوات الرصاص تُسمع في أماكن معينة ، ولكن سياسياً توضحت صورة ما بعد انتصار سورية ، والأهم من ذلك رغم ضبابية نهاية الأزمة التي تشبه نهاية عدوان تموز بكثافة الأعمال الإرهابية ، فإن غالبية عظمى من الشعب السوري لم تسأل :
متى تنتهي الأزمة ؟..
وفي حال حاولت واشنطن وصراصيرها ضرب الاستقرار بعد الحسم فنحن السوريون جاهزون للمواجهة إلى أبعد الحدود ، بل وأبعد مما يتصوّرون ومهما كلّفنا الأمر لن نتنازل ، ولن نستسلم ولن نسمح بتقسيم سورية لأننا أحفاد يوسف العظمة وسلطان الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخرّاط لأننا محكومون بالدفاع عن أرضنا وعن الساحات التي يلعب فيها أطفالنا جاهزون للمواجهة جاهزون لتقديم دمائنا كي نحافظ على الوطن لأولادنا .
فلن نتنازل عن أمانة شهدائنا إبّان الاحتلال العثماني .
ولاحقاً الاحتلال الفرنسي والاحتلال الصهيوني .
ولا حتى عن دماء من سقط في هذه الحرب الكونيّة التي تُشنّ على سوريا !....