إعلان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني عن فتح طرق عند خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل لعناصر ميليشيا ما يسمى “ الجيش الحر ” وعصابات ما تسمى “ جبهة النصرة ” وغيرها من العصابات الإرهابية ، وذلك لتقديم واجب " الرعاية الطبية والعناية الإنسانيّة " الصهيونيّة “ الرحيمة ” .
لا ندري مقادير الشرف ومشاعر الامتنان التي تملأ خوالج المعارضة السورية المسلحة وقياداتها من الوقفة " الإنسانيّة " لنتنياهو وحكومته ، ولا ندري ما موقف الذين غيَّبتْ وعيهم الفضائيات والصحف الموالية للموالين والمتحالفين مع كيان الاحتلال الصهيوني واستخباراته من المعارضة السورية ؟ .
أموال طائلة ، ذهبت هباء منثوراً ، دُفعت بلا طائل لم تُؤتِ نتيجتها المرجوّة
لدافعيها ومموّليها، بلغت تكلفة هذه الحرب الإعلاميّة المضلّلة التي قادتها وسائل
الإعلام هذه أرقاماً هائلةً تخطّت قيمتها " عشرات مليارات الدولارات " .
ويعود ذلك إلى أسبابٍ وعوامل عدّة ، ولكنّ أهمّها :
_غباء أدعياء هذه الثورة المزيّفة ، همجيّتهم ،
عشوائيّتهم.
_الحالة الفوضويّة المزرية التي يعيشونها .
ما أدّى إلى افتضاح أمرهم ، وانكشاف مخطّطاتهم السوداء ، وظهور الوجه الحقيقي لهم ،
ليستفيق الرأي العامّ العالميّ على حقائق مروّعة ،فـ " الثوّار " ليسوا سلميّين كما
كانت تروّج قنوات الفتنة ، وعلى رأسها :
الجزيرة " الخنزيرة " والعربيّة " العبريّة " ، بل المضحك المبكي :
أنّ هؤلاء " الثوّار " ليسوا أصلاً سوريّين ، ولا ينتمون إلى الشعب السوريّ الطيّب
،ولا يعرفون شيئاً عن أخلاق وعادات وشهامة الشاميّين ولا أهل حلب ، ولا أهل حمص ! .
" الثوّار " في سوريا : ( باستثناء قلّةٍ قليلة من النخب الفكريّة المعارضة ) هم
اليوم إمّا سوريّون باعوا ضمائرهم ، وتخلّوا عن هويّتهم وعن انتمائهم الوطنيّ منذ
زمنٍ طويل فارتموا في أحضان المال القطريّ أو السعوديّ وإمّا وحوش مرتزقة من
اللّيبيّين أو الأردنيّين أو التونسيّين أو اللّبنانيّين أو السعوديّين أو
...........
بل من كلّ أنحاء العالم ، لا يدينون إلّا
بالإرهاب ، ولا يفقهون إلّا فقه الأغبياء ولا يفكّرون إلّا بـ : " فروجهم وشهواتهم
" ، ويظنّون دين الله على حجم تفاهاتهم فيّدّعون " زوراً وكذباً " أنّهم :
بتفجيرهم مسجداً هنا أو كنيسةً هناك سيتغدّون مع رسول الله في الجنّة !.
أو يسارعون إلى لقاء الحور العين ! .
إلى غير ذلك من التفاهات التي هي بعيدة كلّ البعد عن سماحة الشريعة الإسلاميّة
ومضامينها الفكريّة العالية وعن الساحة المقدّسة لرسول الإسلام الكريم الذي لطالما
أساء إليه هؤلاء وإضرابهم ، وهم كُثُرٌ ، تصدّرهم السعوديّة ، وتموّلهم قطر ويأخذون
عقيدتهم القتاليّة من مراكز المخابرات الأمريكيّة ويتلقّون تدريباتهم على أيدي
مدرّبين وخبراء إجراميّين تابعين لجهاز الموساد الصهيونيّ .
الشيطان الصهيوني قد أظهر قرنيه " الأميركي – التركي " في الشمال و " الإسرائيلي
الصهيوني " في الجنوب ويكون أولياء الشياطين من الأعراب والأغراب قد انكشفت أوراقهم
أمام الملأ ومع ذلك , فإننا لا نزال نرى نمط أولئك :
" الصلفيّين " الذين يدّعون كاذبين وصلاً بالسلفية , وهم يتّجهون إلى سوريا
ليقاتلوا المؤمنين بدعوى أنهم يهاجرون بهدف إقامة دولة الخلافة في بلاد الشام ولا
ندري لماذا لا يختصر هؤلاء الطريق ليتوجّهوا إلى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس حيث
الأرض المباركة لمحاربة العدو الصهيوني الذي يشرّد أهلها ويغتصب أراضيها إذا كانت
دوافعهم إسلامية حقاً , إذا كانوا أبرياء من اتباع خطوات الشيطان والعمل في
خدمته فقد عاد بندر الى رئاسة المخابرات السعودية كجائزة له على اختراق محيط قائد
الأمن السوري في الشام وتمكن من قتل القادة الأربعة فنال منصبه الحالي وهو يطمح
للوصول الى منصب الملك مكافأة له على انهاء النظام السوري ، أو على الأقل عبر :
اغتيال الدكتور بشار الأسد " حماه الله ورعاه وسدّد خطاه . " .
ولأن اغتيال الرئيس الأسد غير متاح ومستحيل بسبب قوة جهازه الامني وعدم امكانية
اختراقه وبالتالي فشلت كل الوعود التي اطلقها بندر في تصفية الاسد خلال مهلة ثلاثة
اشهرولأن الازمة السورية قد تطول وحسمها بالشكل الحالي للمجموعات المسلحة غير ممكن
فقد قرّر بندر توحيد المقاتلين في سوريا تحت راية تنظيم القاعدة " جبهة النصرة "
لأنهم برأيه الأقدر على هزيمة النظام ولو كلف الأمر مئات القتلى من باقي التشكيلات
المسلحة .
ومن المستغرب انّ بندر أمر باستخدام مدربين دربتهم اسرائيل خلال الحرب الاهلية
اللبنانية لتدريب قوات جبهة النصرة التكفيرية والأمريكيين هم من نصحوا سمير جعجع
لكي يتعاون مع :
" الوهّابيين والمخابرات السعوديّة " لتدريب المقاتلين للقتال في سوريا ويعتقد جعجع
ان مصلحة المسيحيّين في لبنان هو في تهجير مسيحيي سوريا ليستعيدوا المسيحيين
أغلبيّتهم في لبنان وان تدريب قوات " جبهة النصرة " على يد القوات اللبنانية
للاستفادة من خبراتهم في مجال مقاتلة الجيش السوري الذي يعرف القواتيّون تقنيّاته
جيدا التي أخذوها من الصهاينة ومن تجربة الجيش السوري خلال مدة وجوده في لبنان .
كما أن اسرائيل لها مصلحة بتدريب جبهة النصرة على يد تلميذها الكبير " جعجع " لأنها
تعتقد ان جبهة النصرة ستقود حرب بين حزب الله والجماعات السلفيّة في لبنان وقد شارك
القواتيّون في تدريب جبهة النصرة في جرود عرسال وفي أعالي جبل القلمون الحدودية مع
لبنان وفي دير الأحمر وبشرّي وتقول معلومات أخرى ان مجموعة سلفيّة من الاكراد
العراقيين دخلت الى سوريا وهذه المجموعة تتبع لأمير كردي في تنظيم القاعدة يدعى "
عبد الرحمن اوغلو زين " الذي يعتقد وجوده داخل الاراضي السورية .
وتتركز هذه المجموعة التي تعمل على زيادة عديدها وتدريب نفسها في جرود الضنّيّة
وحلبا و القاعدة تحت مسمّى " جبهة النصرة " يتطور وجودها في سورية من خلايا إرهابية
محدودة في البدايات إلى تشكيلات واسعة تضم آلاف المقاتلين المجلوبين من أربعة أركان
المعمورة , كما وجدناها تتحدث عن محاولة إقامة إمارة إسلامية في محافظة حلب في
الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية قرارها بإدراج جبهة النصرة على
قائمة المنظمات الإرهابية , الأمر الذي يعني عملياً أنه لو تمكنت " جبهة النصرة "
من تحقيق هدفها عملياً
( ولو في مساحة ضيقة من الأرض ) فإن التدخل الغربي المسلّح سيحدث ( ليس ) على قاعدة
مساندة " الثوار " وفق السيناريو الليبي وإنما على قاعدة الانقضاض على إمارة
القاعدة .
التظاهر الأميركي بالاقتناع بالحل السياسي للأزمة في سوريا على خلفية ميثاق جنيف قد
لا يكون أكثر من مناورة مرحلية غايتها إثارة الشعور بأن المخاطر الجدّية للمؤامرة
قد تقلصت , وأن الطريق أمام " جبهة النصرة " باتت مغلقة , بينما يسعى الأمريكيون
عملياً إلى تمكين هذه الجبهة من الادّعاء بأنها باتت تسيطر على منطقة معينة , وأنها
أقامت إمارة إسلامية فيها .
وفي هذه الحالة , فإن التدخل العسكري الخارجي يمكن أن يتم تحت مزاعم تقويض هذه الإمارة الإرهابية , بينما يكون الهدف الفعلي هو احتلال جزء من الأراضي السورية .
لعل ما يرجح وجود تفكير أمريكي أوروبي من هذا النوع هو القرار الغربي بتزويد تركيا
ببطاريات الباتريوت فلو كان الغرب ذاهباً باتجاه المعالجة السورية السياسية
الداخلية للأزمة كما هو معلن لما كان لمثل هذه الخطوة التصعيدية أية ضرورة
الحرب المنتظرة والمفترضة ستكون حربا عالمية ثالثة بكل ما للكلمة من معنى لان روسيا
اعلنت وبكل وضوح وقوفها الى جانب سوريا في اي مواجهة مقبلة ، هذا الحزم
والحسم الروسي تجسد عبر تصريح ميدفيدف الصريح على ان روسيا وفي اي مواجهة ستقصف كل
منصات الدرع الصاروخي للناتو اينما وجدت بما فيها الموجودة على الاراضي التركية .
يتعزز هذا التوجه مع وصول صواريخ " ياخنوت " الى سوريا وتسليم موسكو طهران منظومة
رادارات محمولة لها فعالية في التشويش على الصواريخ والطائرات وستكون في لبنان ام
المعارك حيث سيقوم حزب الله يدك المستوطنات الصهيونية والمدن الاسرائيلية بدفعات من
الصواريخ القريبة والبعيدة المدى حيث ستجري معارك " كسر عظم " حقيقية اذ تحدّثت
تسريبات ان حزب الله جاهز على خوض حرب طويلة الامد مع العدو الصهيوني دون تلقي
مساعدة او امدادات من سوريا او من ايران .
وقد تقوم مجموعات من الكوموندوس التابعة للمقاومة بالسيطرة على مستوطنات الشمال
والدخول منها الى الجليل وفي المقابل ستسعى اسرائيل كالعادة الى القصف الجوي المركز
مع تقدم بري من عدة محاور بالتوازي مع قصف بحري ومحاولات انزال وسيطرة على مناطق
استراتيجية في سوريا ولبنان .
لكن التخوف الحقيقي في لبنان هو من ( طعن المقاومة في الظهر من الداخل ) فهناك
وقائع مؤكّدة عن تسليح مجموعات سلفية واستقدام عناصر من الخارج في محاولة لإعادة
احياء نموذج فتح الاسلام لكن بشكل اقوى وأوسع من اجل استنزاف المقاومة من الداخل
من هنا سيكون للجيش اللبناني دور محوري كما كان من قبل في حماية ظهر المقاومة
وإجهاض كل المؤامرات .
حرب كهذه على اكثر من جبهة بين محور المقاومة وروسيا من جهة وبين محور السلفيّة
وأمريكا من جهة اخرى ، وستكون المعركة عبارة عن العض على الاصابع يكون الخاسر من
يصرخ أوّلا ويكون سقوطه مدويّا لكن الأكيد ان اسرائيل هي يد الغرب التي تؤلمه وهي
التي ستتلقى أقوى الضربات وسقوطها وهزيمتها في هذه المعركة ستكون بداية نهايتها
وبوابة النصر لمحور المقاومة .
لقد راهن العالم كلّه ، ما في ذلك : دويلة " إسرائيل " ودويلة قطر على سقوط هذا
النظام الذي يقوده الرئيس الدكتور بشّار الأسد ودفعوا في رهانهم هذا مبالغ طائلةً
وتكلفةً باهظةً تفوق حدّ الخيال وتكبّدوا أيضاً خسائر فادحةً تفوق الخيال وكلّ ذلك
رغبةً منهم في أن يكون الشعب السوريّ على استعدادٍ لإسقاط هذا النظام
والتخلّي عن مشروع الممانعة والمقاومة الذي يمثّله وإذا بهذا الشعب يفاجئهم ويصدمهم
باحتضانه الكامل للنظام ، لا ببعض رموز الفساد التي فيه بل بقياداته الوطنيّة
الصادقة والمخلصة ، والمنسجمة مع شعبها ، وفي طليعتهم الرئيس السوريّ بشّار
الأسد ، الذي أثبت أنّ له محبّةً متجذّرةً في قلوب الغالبيّة الساحقة من المواطنين
السوريّين .
وإذا بهذا النظام يفاجئهم بقوّته وصلابته ووحدة قراره وتشابك مؤسّساته وقياداته
وإصراره على عدم إخلاء الأرض السوريّة للاستعمار الجديد ، مترافقاً كلّ ذلك ، مع
رغبةٍ جدّيّةً عارمة لدى قيادات هذا النظام في النهوض بالبلاد ، وتخليصها من الفساد
والمفسدين ، سقطت كلّ تلك الرهانات الكبيرة ، وخاب أهلها ، وأيقنوا بالخسارة الكبرى
، وبانت على وجوههم علامات الفشل الذريع فها هو جون كيري ، وزير الخارجيّة الجديد ،
يصرّح عن قرب موعد تفاهمٍ روسيٍّ أمريكيّ يتمّ التحضير له في الكواليس ! .
وها هو المليك عبد الله الأردنيّ يصرّح بأن من يريد أن يُسقط الأسد لا يعرف ما هي
المعادلة على الأرض السوريّة ! .
وها هي وكالة رويترز تنقل عن عدّة دول أوروبّيّة وعربيّة تتراجع عن دعم " الثورة "
القائمة في سوريا ! . . .
وها هما قطر وتركيا تصرّحان بأنّ " بقاء " القيادة السوريّة قويّةً ومتماسكةً خطر
عليهما ! .
وها هو ( الأخضر ) مع حفظ الألوان " الإبراهيميّ " يصرّح ويقول : إنّ النظام السوري
بإمكانه أن يصمد ويبقى ! .
وها هي وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة ( السابقة ) هيلاري كلينتون تعلن اعتزالها
الحياة السياسيّة ،
وهي التي تكرّرت على لسانها مقولة :
إنّ أيّام الأسد باتت معدودة ! ...