واشنطن تجاوزت في سوريا كل الخطوط الحمراء وتستعد لارتكاب مذابح طائفية حقيقية وخصوصاً بعد أن اعترف الأمريكي بوجود تنظيم القاعدة في سورية ،وهذا التنظيم ليس إلا أحد أذرع الاستخبارات الأمريكية ، ومع بدء حديث عشرات الأوربيين عن حرب أهلية في سورية وغيره من الإشارات التي تمّ فهمها على أنها تهديد ، الأمريكي تفاجأ ، التركي أصيب بالجنون ، الخليجيّون لا يعرفون ماذا يحدث على الأرض التكتيك العسكري السوري فاجئهم .
مصدر عسكري تركي قال : " الكل يتساءل " .
ماذا يفعل الجيش العربي السوري ؟ .
لماذا الأقمار الصناعية ترصد تحرّكات في محافظة وفجأة تسمع الأخبار من محافظة أخرى ؟ .
تتحرك عصابات في منطقة ما وفجأة يتحرك الجيش ولكن لا يحدث أي شيء الأمريكي كان يعتقد أن السوري يتمهّل فقط للرصد والتخطيط ولكنه فجأة أفاق على حلم مزعج السوريّون لا يتحركون بتحرّك العصابات بل يتحرّكون بشكل مختلف تماماً يتحرّكون في مخطط حسم الميدان وفق خطة فعل وليس رد فعل .
تقوم واشنطن بتحريك العصابات بشكل غير متوقع وأماكن غير متوقعة وذلك بهدف إرباك الجيش العربي السوري بحيث تحرّك مجموعات في عدة مناطق بعضها يختفي بسرعة والآخر يتحرّك وذلك بهدف جر سورية إلى توقع العمليات العسكرية من خلال التكرار الذي تقوم به واشنطن بهدف بدء التحكم برد الفعل السوري وتوقعه وتقوم بالاستفزاز في أماكن معينة وتقاتل واشنطن وتضحّي بعشرات الإرهابيين فقط لأجل التحكّم بردّة الفعل السوريّة ولكنها فشلت حتى الآن بتوقع رد الفعل السوري ولم تنجح أي من محاولاتها بجر الجيش السوري إلى رد فعل بل تفاجأ الأمريكي بهدوء غير مسبوق بل وبعض المناطق تأخر الجيش في دخولها وتنظيفها وبعض المناطق تركت وتمّ الاكتفاء بتدابير احترازية فيها فقط .
من أهم مناورات الأمريكي ما بعد زلزال دمشق هو التركيز على حلب ودمشق وبدء حشد عصابات مسلحة في أماكن أخرى وطبعاً الهدف الرئيسي هو التجهيز لما بعد تنظيف حلب فمنذ معركة زلزال دمشق والأمريكي يدرك أن سوريا لن تسقط مهما حشد ومع تحرك القوّات الروسيّة أدرك الأمريكي بل ويدرك استحالة التدخل المباشر وما حدث في دمشق سيحدث في حلب آجلا أم عاجلاً .
السوريّون اعتبروا أن التنصّل الأمريكي من اتفاقيات مؤتمر جنيف يعني أن :
واشنطن ستتنصّل من أي حل سياسي وأبلغ السوريون موسكو بأن الإرهاب لا يمكن حلّه سياسياً والوضع لم يعد يحتمل الصمت على الإرهاب وقام الروس برفع سقف محادثاتهم مع الأمريكي ومنحوا سوريا غطاء لمكافحة الإرهاب وفرض وقف إطلاق النار في كل المدن السورية قبل أي تفاوض وكون واشنطن رفضت الالتزام بنتائج واتفاقات مؤتمر جنيف وجب أن تكون المفاوضات القادمة دون سقف مفاوضات مؤتمر جنيف بل وأكثر من ذلك سيتمّ إعادة قراءة الاتفاقات وإعادة تفسيرها بالمنظور السوري ولهذا مع إعلان كلينتون عن الهجوم الكبير بدأ السوريّون يتحضّرون للتصعيد الأمريكي وأثبتت دمشق أنها كانت جاهزة ليس فقط لمعركة دمشق بل جاهزة للتصعيد الأمريكي على كافة المستويات وتصرّفت وفق خطط معدّة مسبقاً لم تتأثر بكل ما قامت به واشنطن والهدف إلزام واشنطن بخطة كوفي عنان ولكن ليس كما هي بل كما ستفسّرها دمشق ودخلت المنطقة مرحلة كسر عظم وخصوصاً أن واشنطن رغم خسارة معركة دمشق ورغم بدء الحسم في حلب رفضت التراجع واستمر التصعيد ولولا التهديد الروسي من مغبة خروج الأمم المتحدة من سورية وإلغاء خطة كوفي عنان لكانت واشنطن أصرّت حتى على عدم بقاء أي مكتب تمثيل للأمم المتحدة ولعرقلت خلافة الأخضر الإبراهيمي لكوفي عنان وبالتالي الأمريكي لا يريد قطع الخيط لأنه يعلم تماماً سقف تحركه على الأرض والروسي الذي قدّم ضمانات لكوفي عنان وأفشلها الأمريكي سيؤدّب الأمريكي ويعيده إلى اتفاق أقل من اتفاقيات مؤتمر جنيف .
ولذلك معركة حلب أخذت شكلاً آخر فقد تمهّلت القوات المسلحة السورية كثيراً ورغم أن أهم معركة في حلب وهي معركة صلاح الدين لم تستغرق ساعتين إلى ثلاث ساعات بدأت القوات السورية تتمهل بالتنظيف فظن التركي والأمريكي أن السوري متردّد ووقع في فخ نصبه لسورية وحين كان الأمريكي يحاول إشغال القوات السورية في حلب ومحيط دمشق كانت سورية تتحضر ليس فقط لما بعد معركة حلب بل تتحضر لهجوم جديد كان سيستهدف دمشق وتتحضر للتصعيد الأمريكي ما بعد معركة حلب .
تفاجأ الأمريكي بأن سورية لم تقم بأي رد فعل متوقع بل كانت تعمل ضمن خطة إستراتيجية واسعة ومعركة حلب لم تغمض عيون القوات المسلحة عن الأهداف الجديدة للإرهاب وبدأ العمل ضمن إستراتيجية واسعة وبحسب مصدر عسكري في معارك تنظيف دمشق
طلب من القوات المسلحة ترك الكثير من المنافذ وبعض العسكريين الذين أزعجهم قرار القيادة العسكرية لم تمضِ أيام حتى تفاجؤوا ببعد نظر القيادات العسكرية مما أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية لدى المقاتلين وزيادة الانضباط بينما العصابات الإجرامية التي سقطت قبل أن تتحرك بسبب فرار بعض الإرهابيين من المعارك أصيبت بحالة إحباط وعدم ثقة بمن يقودها بل وعاشت القلق والخوف ولم تدرك ماذا حدث وكيف كشفوا وما إن انتهت القوات المسلحة من تنظيف دمشق وحي صلاح الدين بحلب حتى كانت سورية جاهزة لأي مفاجأة أمريكية وأي تصعيد أمريكي متوقع وبينما كان العالم يراقب معارك حلب كانت القوات المسلحة السورية تقوم بإجراءات تطهير احترازية جعلت الأمريكي يشعر بالجنون مما دفعه إلى إخراج بعض الأوراق قبل وقتها وأوانها وبحسب المصادر خطط التنظيف لا تأخذ بعين الاعتبار أماكن انتشار العصابات بل تأخذ بعين الاعتبار الأولويات وإفشال المشروع الأمريكي بالتحديد قبل كل شي والأهم هو غرف عمليات العصابات التي سقطت وتتساقط لتترك خلفها عصابات تائهة لا تجد مفراً إلا أن تستسلم .
الأمريكي يدرك تماماً أن معركة تنظيف حلب قاب قوسين أو أدنى من الحسم ويدرك أنّ السوريين انتقلوا من الهجوم إلى التدابير الاحترازية ولم ينجح الأمريكي في جر السوريين إلى أي رد فعله تمناه بل ويدرك أن ما ستقوم به سورية غير متوقع وأكثر من ذلك ينتظر مفاجآت السوريين ما بعد حلب ويدرك تماماً أن :
الأزمة السورية لم تعد أزمة سورية بل أصبحت أكثر من ذلك وعليه تحمّل مسؤولية التصعيد والأهم من ذلك مع دخول الأمريكي في مرحلة كسر العظم بدأ الكثير من المعارضين بالانشقاق عن خنادقهم لأنهم يدركون في كسر العظم أنّ الأمريكي لن ينتصر ولن يوصل أي معارض إلى كرسي في حين بعض المعارضين الذين يعلمون بقرارة أنفسهم أن الطريق إلى الكرسي سقط وخوفاً من تخلي الأمريكي عنهم فتحوا اتصالات مع الإسرائيليين أما الأغبياء فسيشكّلون حكومة انتقالية لأنهم كحكّام الخليج العبريّين لا يعرفون إلى أين تسير الأمور . !
ولسخرية القدر :
أربعة من كبار رموز اللوبي الإسرائيلي والصهيوني في فرنسا ومن أوثق المثقفين الفرنسيين واليهود الصهاينة ارتباطا بوكالة المخابرات المركزية وهم :
أندريه غلوكسمان برنار كوشنير برنار هنري ليفي ماريو بيتاتي والطبيب جاك بيريس .
وللتذكير :
هنري ليفي وغلوكسمان ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي للصناعات العسكرية ألكسندر غولدفارب عضو حركة " تسوميت " العنصرية في إسرائيل من أبرز رعاة أول مؤتمر للمعارضة السورية المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الخارجية والذي عقد في باريس في تموز من العام 2011 أما ماريو بيتاني وهو أستاذ قانون في جامعة باريس فقد أصبح كـ :
" المنظّر الحقوقي " لعصابة هنري ليفي ونظرية : " التدخل الإنساني للحلف الأطلسي " في دول العالم من أجل " نشر الديمقراطية ! .
وفي مرحلة لاحقة
انضم إلى هؤلاء
من خارج حلقة "
الفلاسفة "
أو النصابين نصاب آخر هو برنار كوشنير
وزير الخارجية الفرنسية الأسبق.
نشروا ( مقالاً ) " نداء " مشتركا في صحيفة " لوموند " الفرنسية تحت عنوان :
" كفى تهرّباً يجب التدخل في سورية " .
ندّدوا فيه
بتقاعس الغرب والحلف الأطلسي عن دعم المعارضة السورية بالسلاح .
ودعا (
كاتبوا المقال " النداء " )
حكومات الولايات المتحدة وأوربا الغربية إلى
الاستماع إلى مايسمّى " المجلس الوطني
السوري " وتسليم المقاتلين السلاح من أجل
مقاتلة الجيش العربي السوري والإسلاميين والاتحاد الديمقراطي الكردستاني (
جناح حزب العمال الكردستاني في سورية ) .وأعربوا
عن خيبة أملهم من رفض الولايات المتحدة وأوربا والحلف الأطلسي التدخل العسكري في
سورية .
واعترف (
كاتبوا المقال "
النداء " )
من ناحية أخرى بأن
المتطرّفين والأصوليّين الإسلاميّين والجهاديّين الأجانب بمن فيهم عناصر
" القاعدة " ممن
سبق لهم أن قاتلوا في العراق أصبحوا الآن في سورية .
المفاجأة بين الأسماء كان جاك بيريس (جاك بيريس )الطبيب الذي زار سورية في الربيع الماضي وأعلن بعد عودته عن إعجابه بـ : " الثورة " في سورية .
لكنه حين زارها في المرة الثانية قبل نحو أكثر من شهرين أعلن أنها " ثورة أصوليين " وأن " الجهاديين الأجانب يشكلون غالبية المسلحين فيها " حسب عدد الجرحى الذين عالجهم ! .
ومع ذلك فإنه يطالب اليوم بتسليح هؤلاء ! .
ولكم بعد ذلك أن تقرروا مقدار توازنه العقلي و .. الأخلاقي ! .
ولسخرية القدر أيضا :
صحيفة " الأخبار " اللبنانية أشارت إلى إنه : وعلى ذمة الواسعي الاطلاع إلى أن رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي " وليد جنبلاط " . تلقى في الأيام الأخيرة مكالمتين هاتفيتين كلتاهما كانتا مهمّتين في حصولهما وفي دلالات مضمونهما .
الأولى من عبد الحليم خدّام قبل أكثر من شهر على أثر اغتيال وسام الحسن والثانية من رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا باسم الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله منتصف الأسبوع الماضي معايداً بالأضحى .
استفسر خدّام في مكالمته مع جنبلاط مبرّرات تشاؤمه حيال ما يجري في سورية فردّ :
" ليست متشائمة لكنها تعكس الواقع الفعلي لما يدور في سورية تخلّى الغرب والمجتمع الدولي عنها . .حتى السعوديّة وقطر اللتان كانتا تقولان دائماً مرة بعد أخرى بأن بشّار الأسد على وشك أن ينتهي لم ينتهِ بعد . ويبدو أن الكل سينتهي إلا بشّار الأسد .
وعقّب خدّام :
"ما أريده منك يا وليد بك ألا تتراجع كثيراً عن مواقفك . .لا تغيّرها في الموضوع السوري .
فقال جنبلاط :
"لم أعد قادراً ويا للأسف على تغيير مواقفي من سورية ومن بشّار الأسد وأعتقد بأن الرئيس الأسد في وضع قوي يمكّنه من الدفاع عن نظامه بكل مقوّمات العنف التي يملكها من دون أن يُظهر الغرب حماسة جدّية وخطوات إجرائية لإطاحته وأرجّح هذا التراخي في الوضع لمصلحة الرئيس السوري فبات جزءاً لا يتجزأ من أي حلّ بعدما ظُننت بأنه سيكون على حسابه .
وأدرك أيضاً أني لعبت كثيراً وربما على نحو خطير بالنار السورية عندما تدخّلت مباشرة وأكثر ممّا ينبغي في النزاع الداخلي هناك . .
وأعرف بأن النظام في سورية لن ينسى لي هذا التدخّل دخّل .
<