من فوق منصّة يطل منها زعماء ورؤساء أغلب دول العالم منتدى " دافوس " ،أطلقت السعودية دعوة تثبت تورّطها وتورّط المجتمع الغربي في استمرار مسلسل الموت والدمار في سوريا ، حيث طالبت بتزويد المجموعات المسلحة بمختلف انواع الأسلحة الحديثة .
شهد المنتدى اعتراف رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل بإرسال الاسلحة للجماعات المسلّحة كما وجّه دعوة للمشاركين ، بتزويد المسلّحين في سوريا بأسلحة مضادة للدبابات وللطائرات لتحقيق ما أسماه بالتكافؤ في معركتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد .دعوة السعودية هذه بأنها اعتراف بالموقف الحرج الذي تواجهه المجموعات المسلحة في الأرض السورية بعد نجاح قوّات الجيش السوري في تحرير بلدات ومناطق واسعة من ريف دمشق وريف ادلب وفي مدينة حمص .واعتبر مراقبون دعوة التركي ، بمثابة كشف عن خطط لأجهزة المخابرات السعوديّة وللخارجية السعوديّة في استثمار امكاناتهما للتغطية على النجاحات العسكرية والسياسية التي حققها نظام الرئيس الاسد ضد المشروع الامريكي البريطاني لإسقاطه بمشاركة تركيا وقطر والسعوديّة .أمّا قطر فقد بحثت في " اسرائيل " اعداد خطّة لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة قام بها رئيس وزراء قطر " الشيخ " حمد بن جاسم برفقة مدير المخابرات القطريّة الى " اسرائيل " ،دون الاشارة الى تاريخ هذه الزيارة .
معلومات تشير الى أن رئيس الموساد تم استدعائه للاجتماع وتم سؤاله عن الموضوع
ووضعوا خطّة من عدّة اهداف .وتتضمّن هذه الأهداف :
اختراق اسرائيلي قطري عربي لضبّاط سوريّين قريبين من الرئيس الاسد ولديهم تعصّب سنّي قوي ليطلقوا النار على الرئيس .الهدف الثاني يتمثل في وضع جرثومة على كف يد مسؤول ويكون مطّعّم هو ضد الجرثومة لكن عندما يصافح الرئيس بشار الاسد تنتقل الجرثومة الى الرئيس .أمّا الاحتمال الثالث فهو امكانيّة تسميم الطعام بمادّة كيماوية أو اختراق جهاز أمن الرئيس الأسد من خلال ضابط كبير يتم دفع ملايين الدولارات إليه لوضع عبوة متفجرة على مدخل القصر ويتم تفجيرها لاسلكياً لدى دخول الرئيس الاسد .
والاحتمال الرابع هو تزويد مسلّحين موزّعين حول مطار اللاذقية بصواريخ ستينغر ارض ـ جو لإطلاقها عند انتقال الرئيس الاسد من دمشق الى مطار اللاذقية ، حيث يمضي الاسد عادة عطلة الخميس والجمعة في اللاذقية أو في قريته القرداحة .
نتانياهو أجاب بانّ هذا القرار قرار كبير وخطير وقد ينعكس على اسرائيل وأمنها اذا سقط النظام ، وان اسرائيل ستواجه الى جانب سورية كدولة معادية خط الاخوان المسلمين والسلفيين من مصر الى ليبيا الى تونس الى اليمن الى السعودية الى العراق الى لبنان وصولاً لسورية .و الشيخ حمد بن جاسم ان عرض على " اسرائيل " مقابل ذلك ان قطر مستعدّة لتزويد " اسرائيل "لمدة سنتين بالغاز مجّاناً اضافة لمادة البنزبن بسعر منخفض ، اذا استمرت اسرائيل في التعاون .وعلّق " نتانياهو " ساخرا :" اذا سقط الاسد هل ستقومون كمجلس تعاون خليجي بالاعتراف بإسرائيل ؟ ".
ونقلا عن مصادر خاصّة واسعة الاطلاع ، أنّ لقاءا سرّيّا عقد بهذا الخصوص في مدينة
تل ابيب ،وذلك يوم الاحد 20 / 1 / 2013 ، بين وفد من مشيخة قطر برئاسة رئيس وزراء
المشيخة ومسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى من المؤسستين العسكرية والسياسية ، من
بينهم ، ممثل لرئيس الوزراء الاسرائيلي يعتبر أحد أهم المقربين منه ، والمكلف عادة
بالمهام الخاصة التي يوكلها اليه نتنياهو ، وخاصّة في مجال نقل الرسائل الى قيادات
عربية في المنطقة ، وقد حضر الوفد القطري الى اسرائيل بطائرة خاصة ومكث وفد المشيخة
الذي يضم مسؤولين مدنيين اثنين وثلاثة من أجهزة الأمن أحدهم كان ضمن وفد استخباري
ضم ضباط أمن من تركيا ودولة خليجية زار اسرائيل قبل يومين فقط من زيارة رئيس وزراء
المشيخة الى اسرائيل واستمرت اربع ساعات .
و مصادر كشفت أن وفدا استخباريا يضم اتراكا وقطريين، وضباط أمن من دولة خليجية ،
وصل الى اسرائيل صباح يوم الجمعة 18 / 1 / 2013 ، وغادرها في الساعة الثانية بعد
الظهر ، والوفد المذكور قدّم معلومات استخبارية عن أهداف ومواقع حيوية سورية جمعتها
العصابات الارهابية ومنشقين عن الجيش السوري تمولهم وتساندهم قطر والسعودية .
وعقد الوفد لقاء مع قيادات امنية اسرائيلية وضم الوفد رئيس جهاز الاستخبارات القطري
ومساعد رئيس الاستخبارات التركي .
وتتحدث المصادر واسعة الاطلاع عن أن وفد المشيخة المذكور شرح للمسؤولين
الاسرائيليين فشل اركان المؤامرة على سوريا في الاستثمار في العصابات الارهابية ،
وبالتالي ، بات الامر مقلقا لدول الخليج ولتركيا ايضا ،وطلب الوفد دعم اسرائيل
المباشر عسكريا واستخباريا في إطار “ ائتلاف الخوف ” ، وعرض الوفد على مسؤولي
اسرائيل اغراءات كبيرة في المجالين المالي والسياسي والتطبيع الشامل والتنازل عن
ملف الجولان في حال ضرب النظام السوري وإسقاطه ، واستعداد لتفكيك الجيش السوري
وتحويله الى مجرد جهاز أمن يحمي حدود اسرائيل ، مع تقسيم سوريا والاستمرار في
العمليات التخريبية في الساحتين السورية والعراقية وصولا الى تقسيمها الى دويلات
متعاطفة مع اسرائيل .
وأضافت المصادر واسعة الاطّلاع أن رئيس وزراء المشيخة وعد بالعمل بكل طاقات المشيخة
للضغط على القيادة الفلسطينية ، وإجبارها على الانخراط في إدارة الصراع لا حلّه ،
وعدم قيام دولة فلسطينية كما يسعى اليها الفلسطينيون والإبقاء على حالة الانقسام في
الساحة الفلسطينية بهذا الشكل أو ذاك ، والمس بتمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني
، وتمرير حل اسرائيلي لا يتعدى كونه هدنة طويلة الأمد عبر ادارة للصراع ،وتشير
الدوائر الى أن العلاقات الاسرائيلية مع مشيخة قطر، في تطور مستمر، وبشكل خاص في
الميدان الامني .
يذكر أن هذه اللقاءات هي امتداد للقاءات اخرى شهدتها الدوحة وعواصم خليجية وأوروبية
مع مسؤولين اسرائيليين .وفي ملخّص استخباري جاء فيه أنّ :الأجهزة الأمنية بسوريا
تملك بنكا من المعلومات من خلال خطّة نزف العقول ومصائد إلقاء القبض على قيادات
ومجموعات أجنحة القاعدة حيث :تم كشف مخططات وآلية عملها
وأماكن التدريب والتمويل والوكلاء والحلقات الوسيطة ومقرات رموز القيادة وسواترها
الجغرافية…وطرق الاتصال الخيطي اضافة الى خلايا الموساد التي تعمل منفردة بعمليات
قذرة ودموية وهي تبحث عن قواعد الصواريخ عبر مرتزقة اجانب يتلطون خلف شعارات زائفة
اسمها :الحرية ونصرة الشعب السوري … و تحرير حلب ومخيم اليرموك ......…
وقد استطاعت الاستخبارات السورية اختراق العديد من هذه الخلايا وغنمت كميات من الاسلحة والأجهزة التقنية الاسرائيلية واستطاعت تفكيك شفرتها .و هنالك من الخرائط المعلوماتية لتنظيم القاعدة الذي بدا ظهوره على السطح بعباءة الجماعات الإسلامية في مالي وفي السعودية وفي لبنان والمغرب والأردن والجزائر وليبيا فالتقديرات ترى التحديات الخطيرة التي تتربص بها في المرحلة القادمة .
بعد سنتين من الاحداث بسوريا وجدت امريكا وفرنسا وبريطانيا ان الزمن لا يلعب لصالحهما ولابد من رؤية استراتيجية جديدة وهي " إدارة الصراع " بدلاً من حلّه بعدما يئسوا من قدرة النظام السوري على إخماد المؤامرات بالداخل السوري ، ومؤخرا قام تنظيم القاعدة خلسة بتهجير النواة الاساسية الى مناطق الجوار المحيطة بسوريا والى المناطق التي انطلقوا منها اصلا…لذلك أعلنت وزيرة الخارجية ألأميركية هيلاري كلينتون، أنها تنتظر من المعارضة السورية أن :تقاوم، بشكل أقوى، محاولات " المتطرفين " لتحويل " مسارهم " عن سوريا ..والمقصود ارتداد وهجرة تنظيم القاعدة عن سوريا …بعد ان اصبح المسلحين بحالة من الشتات والتفكك والمجاميع الارهابية اصبحت مأزومة وهي تتحرك بمعزل عن قيادتها الخارجية ..والدول التي أرسلتهم ستتضرر بشكل قاسٍ جدا بالمرحلة القادمة الأمر الذي أوقع جميع هذه الأطراف بالكثير من الأخطاء السياسية والعملانية ، عندما رفعت سقوفها السياسية وأوهمت الرأي العربي والدولي بتهويل الاحداث حول الرئيس بشار الاسد والدولة .فالنظام السوري استخدم أساليب الخطط المتدحرجة ، و في نهاية المطاف ينجح في البقاء ، وهذا مما مكن الاجهزة الامنية الاستخبارية من اختراق هذه المجموعات……عبر المصائد القاتلة .
والآن اصبح التقاطع الأمني لتنظيم القاعدة يملكه بنك المعلومات السوري الذي بات حديث الصالونات السياسية والغرف الأمنية الاستخبارية التي كثفت من نشاطها ..استطلاعاً ورصداً سعياً لتحصيل المعلومات .. من القيادة السورية ..درئا لخطر المخططات التي يمكن أن تدفع القاعدة باتجاه الشروع بمخطط خلط الأوراق أو استهداف رموز وأماكن معينة داخل تلك البلدان وما حصل بالجزائر فهو مؤشر حول الاستنفاد الاوروبي الذي يتعلّق بإعادة الحسابات نحو سوريا التي استطاعت بجدارة الاستخبارات والجيش من انهاك واحتواء شبكات القاعدة ،وكشفت منابتها وخليطها المهجن ..وهم من اخطر الارهابيين فالاختراقات والتحقيقات والاعترافات حول مخططاتهم أصبحت بيد صناع القرار بسوريا حيث مكنتهم من معرفة خرائط الهيكل التنظيمي العسكري والسياسي والمالي .والأهم هو ان سوريا كشفت أنّ قطر والسعودية اتفقت على تشكيل قيادات سرية غير معلنة للتنظيم الارهابي مما أوقع جبهة التحالف بالتناقضات لهذه الجماعات التي تتحرك بمعزل عن قيادة المتابعة الخارجية ..واتضح ان لهذه الجماعات اجندة خاصة وهي بنفس الوقت تناور خلسة في بينها على الاستخبارات القطريّة والسعوديّة ….من جهة اخرى وصلت معلومات الى قيادات لبنانية عن حصول تواصل في الفترة الاخيرة بين مسؤولين سوريين وسعوديين، انحصر ببعض الملفات الامنية المتعلقة بتحركات العناصر السعودية المنضوية تحت لواء القاعدة،التي تعمل في ريف دمشق وبعض هذه العناصر من ضمن لائحة الـ120 المطلوبين في المملكة العربية السعودية ويعتبرون من اخطر الارهابيين والذين نفذوا عمليات داخل المملكة ،وانّ المسؤولين السوريين سلّموا المسؤولين السعوديّين جزء من معلومات حول اعترافات هؤلاء ومخططاتهم في السعودية .وهذا بمثابة تحذير للكف عن التدخل بالشؤون السورية … وللبقية تكملة .
وتضيف المعلومات ان الاجتماع عقد في الاردن وتولّى نجل الملك السعودي الامير عبد العزيز بن عبد الله ترتيبه، وهو لم يقطع تواصله مع الرئيس السوري بشار الاسد في ظل العلاقة الشخصية بينهما. وتتابع المعلومات انّ هذا الاجتماع هو الاول على هذا المستوى منذ بدء الاحداث في سوريا ،ورغم كونه خجولا ومحدودا ، إلا انه يشكل البداية لمسار ربما مختلف في المرحلة القادمة لكنه لا يتم التعويل عليه في ظل القرار الاميركي تقول التقارير إن أحداثاً ميدانية وأخرى تتعلّق بإعادة الحسابات في بعض الدول التي تشارك في الحرب على سورية ، تثبت استحالة تدمير الدولة السورية ،وإسقاط نظامها برئاسة الرئيس بشار الأسد .لذلك ، السعودية تشهد أصواتا تتصاعد داخل النظام تدعو إلى إعادة مراجعة ما سمّته التقارير بالتورط السعودي في الساحة السورية ، كما أن دولاً عدة في الخليج قدّمت الكثير للإرهابيين واستجابت لرسائل قطر والولايات المتحدة قد أصدرت مؤخراً قرارات لأجهزتها بمن فيها تلك التي تتابع ما يحدث في سورية ، بأن يقتصر الدعم الذي تقدمه تلك الدول في المرحلة المقبلة على المساعدات الإنسانية فقط ، وبشكل خاص المساعدات المقدمة للنازحين اضطراراً ، وهذا ما تعتبره التقارير بداية تصدع في جبهة العمل السياسي والعسكري ضد سورية .
وتضيف التقارير:إن دول العالم الغربي وبعض الدول الإقليمية وقيادتها ستضطر قريباً جدا إلى التعامل مع القيادة السورية من جديد ، كما أن الولايات المتحدة وفور تولي أعضاء الطاقم الجديد أعمالهم بصورة رسمية سيبدؤون في عقد اللقاءات الثنائية مع إدارة الرئيس الروسي بوتين أملاً بالخروج من هذا الوضع السوري بأقل الخسائر للمصالح الأمريكية ….حيث اصبحت الادارة الامريكية تدرك ان الدول الراعية لغرف العمليات التابعة للجهات المساندة والممولة للعصابات الإرهابية في سورية تم اختراقها من عدة جهات بل وقعت في فخ الازدواجية والانفلات في تنظيم القاعدة ومشتقاته وتتحدث عن تراجع في الانتصارات وفقدان السيطرة على مواقع حيوية كانت عصابات الإرهاب قد تمكنت من السيطرة عليها واحتلالها ، كما أن الحديث عن " تكتيك الحفرة " بدأ يتردد كثيراً في غرف العمليات وهي إستراتيجية يتبعها الجيش العربي السوري باستدراج أكبر عدد من الإرهابيين إلى أطراف المدن ليتم القضاء عليهم في ضربات جوية مركزية ، وتشير التقارير إلى أن الإستراتيجية التي اتبعت لإسقاط النظام في سورية قد فشلت ، وهي لم تحقق ما كانت الولايات المتحدة وغيرها تأمل بتحقيقه ،وسقط الرهان على إسقاط دور الجيش خلال الأزمة .
وتفيد التقارير الاستخبارية التي تحاول الجهات الداعمة للإرهاب والعاملة على إسقاط النظام في سورية..إبقاءها بعيداً عن عيون الصحافة ، تجمع على أن الجيش السوري هو صاحب المبادرة ، وأنّ ما تخوّفت منه الجهات الراعية للعصابات الإرهابية ، وحاولت تبديده أو تأجيله على الأقل قد بات أمراً واقعاً على الأرض،وهو الاقتتال الخطير بين العصابات الإجرامية ، وفقدان السيطرة على مواقع استراتيجية في منطقة حلب وداريا ، والانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري وضعت الموقف السياسي للولايات المتحدة ودول أخرى في وضع صعب للغاية ومؤزوم على طاولة العمل السياسي التي أعلنت موسكو أنها ستنصبها لتستقبل عليها من يرغب بحلول سياسية حقيقية للأزمة السورية خلال الأسابيع القليلة القادمة.
والصعقة الكبرى كانت في خطاب الرئيس الأسد الأخير الذي كان مليئاً بالتحدي والإصرار أغلق الباب أمام أي آمال وتمنيات بسقوط قريب للدولة السورية ونظامها الحاكم، خصوصا قوة المنطق بالهجوم المعاكس حول الجولان و لواء اسكندرون والقضية الفلسطينية ،كما شكل دفعة قوية ورفع من معنويات القوات العسكرية التي تقاتل في الميدان ،كذلك ، جاء خطاب الرئيس الأسد في مرحلة شهدت انتقالاً في زمام المبادرة من أيدي الإرهابيين وداعميهم إلى أيدي الجيش العربي السوري .
وجاء في هذه التقارير أيضاً أن إطالة مدة الأزمة السورية كشفت عورات وثغرات تحالف اعداء سوريا وجعلت الكثير من الدول المشاركة في المؤامرة الإرهابية على الشعب السوري أكثر تحفظاً لعدم قدرتها على التغطية على ما تقوم به العصابات الإرهابية على الأرض السورية ، خوفاً من تحقيقات وملاحقات مستقبلية للمسؤولين عن الجرائم ، والفضائح التي تتعلق بجرائم الحرب ، التي ستطال من قاموا بتسليح العصابات بالأسلحة والمتفجرات فالهجمات في دمشق وحلب اوقعت الكثير من الضحايا بينهم " أطفال ونساء "تؤكّدها مجريات الأحداث إذ أن استهداف الإرهابيين بشكل عشوائي للمناطق السكنية بقذائف الهاون والصواريخ التي يزودهم بها الغرب وعملاؤهم أوقعت بالفعل مئات الشهداء والأرشيف حافل بالوثائق وبالمفاجئات ….
والتنبؤ الاستخباري يشير الى أنّ العمليّات العمياء التي تطال المواطن السوري ستجد تداعياتها المؤكّدة عاجلا ان اجلا .فالعصابات التي تقاتل في سورية وتسفك دماء السوريين عبارة عن خليط غير متجانس يضمّ بعض العناصر التي انطلقت فرنسا وأمريكا ودول غربية لمحاربتها في دولة مالي ، وهي العناصر نفسها التي عملت على استهداف المصالح الأمريكية وهي التي اعدمت السفير الامريكي في ليبيا …وهذه العناصر متواجدة في إفريقيا والسعودية واليمن والعديد من المناطق .فالغطاء بدأ يتكشف شيئاً فشيئاً عن تلك العصابات ولم يعد بمقدور الحكومات التي سارعت إلى الانضمام للمشروع الأمريكي الصهيوني الجديد في الشرق الأوسط تسويق مواقفها أمام الرأي العام، ولم تعد التسميات البراقة التي يدمج فيها مصطلح :
" الحرية الأحرار والتنسيقيات والجبهات والكتائب وهيئة الائتلاف الخاملة "قادرة على طمس الهوية الحقيقية لمن حاولت الولايات المتحدة ودول كقطر والسعودية وتركيا ترويجهم وتسويقهم على أنهم " محاربون من أجل الحرية" ! .اخيرا دوائر الاستخبارات العربية والغربية بدأت تهرول مستجدية سوريا ..و يريدون من القيادة السورية المساعدة لكبح جماح القاعدة …من خلال كشف مخزون المعلومات الكامنة التي استطاع الامن السوري الحصول عليها من خلال خطة نزف العقول بالاختراقات .. والتحقيقات.. والمتابعة .حيث لا يزال النظام موحّداً وهو يملك جميع الأسلحة الثقيلة…وبالمطرقة .. يملك بنكا من المعلومات يتضمن خريطة الهرم التنظيمي ومخططات القاعدة وقياداتها …التي استدارت على مموليها وشركائها والأيام القادمة حبلى بالمفاجئات ولا زال مسلسل كشف المستور جاريا .. والحساب مفتوح …
لم تكن اسرائيل لتتجرأ على استهداف شبر من سوريا لو لم يكن لديها ادواتها المتمثلة
بالمعارضة السورية المسلحة ، كيف لا وهي من كانت تشن هجمات على مراكز الدفاع الجوي
في ريف دمشق من اجل فتح المجال الجوي لضرب سوريا .بالطيران الاسرائيلي تم استهداف
مراكز الدفاع الجوي اكثر من مرة في ريف دمشق وباقي انحاء سوريا ،لماذا اليوم اراد
العدو الاسرائيلي ضرب سوريا بغارة بسيطة وهو قادر بعد التسلل الى العمق السوري وضرب
منشاءات افضل من مركز البحوث العلمي في جمرايا، المسألة لا تحتاج الى ذكاء لانّ
شركاء اسرائيل من جبهة النصرة والجيش الحر عاجزون عن التقدم وإنهاء اي معركة والجيش
العربي السوري بات قاب قوسين من النصر على هذه المجموعات الارهابية ، وهناك حديث عن
رضوخ المعارضة للحوار بعد الشعور بالهزيمة .
الموضوع الاهم الذي يشغل الجميع هو أنه هل القيادة السورية ستحتفظ بحق الرد ، اما انها سترد خلال الساعات القادمة ، إن مغامرة اسرائيل اليوم بفتح جبهة مع دمشق وهي تعرف جيدا ان اي حرب على سوريا سيكون لإيران فيها موقف عسكري وضربات الى جانب الجيش العربي السوري ، وأيضا هي تدرك ان روسيا بجيشها ورئيسها تقف الى جانب سوريا ، وبذلك يستنتج المتابع ان حرب اسرائيل مع سوريا ستفتح جبهة جنوب لبنان لتكون معركة زوال اسرائيل ، ما نعتقده ان اسرائيل وقعت في خديعة هدف جوي لاعتقادها ان الرئيس بشار الاسد او اي قائد مهم متواجد في المكان مما دفعها الى الدخول في هذه المغامرة الخاسرة .لذالك إذا كانت اسرائيل وقعت في شر اعمالها بضربة جوية لا تقدم ولا تأخر ، ندعو الله ان تأجل دمشق حق الرد لفترة قصيرة جدا من اجل نهاية هذه المجموعات الارهابية ونحن اليوم نملك الايمان المطلق انّ من يطلق النار على الجيش العربي السوري من المعارضة لا يختلف عن الذين استهدفوها بطائرة إسرائيلية فكلاهما وجهان لعملة واحدة .سوريا تمتلك جيش قوي مدرّب على خوض المعارك والدفاع عن سوريا ، وقد اثبت هذه الجيش قدراته على مدى 22 شهرا في قتال المرتزقة من كافة دول العالم ، لن يتأخر هذا الجيش العظيم بالرد والذود عن الوطن في وجه بني صهيون .