كلمة من حرفان...  تقلب الكون رأساً على عقب وبثوان، تحيل الضعف والانهزام إلى قوة وإصرار، واليأس إلى أمل ورجاء بعيداً عن الانهيار، والحلم إلى واقع أبعد ما يكون عن الخيال، يا تراها ما هي تلك القوة التي تختلج بداخلها لتدفع بالإنسان لفعل المستحيل، تدفعه لأن يرى الألوان أكثر جاذبية ومتعة، والسماء أكثر بهاءً ورفعة، ففيها القمر زاد ضياءً وإشراقاً، والنجوم زادت بريقاً ولمعاناً.

فهي بحق كلمة ليست كالكلمات، فبنبضها تصبح الحروف أكثر أهمية، والكلمات أكثر قوة وفاعلية، بفضلها يتحول الحزين إلى أسعد الناس والعليل إلى أصح الناس قلباً وقالباً، يصدقها ينقلب الأعمى إلى بصير، والفقير إلى ملك ووزير وقد تحول العاقل الرزين إلى مغامر مجنون خطير، ما أجملها من قوة خفية تحول المستحيل إلى ممكن، والخارج عن المألوف إلى أمر عادي وشبه معروف، ليس لها من قوانين تحكمها فهي عفوية بسيطة كبساطة من ينطق بها، تنبض بالصدق، تشتعل بالشوق ولا يحكمها سوى الإخلاص والوفاء فهذا قانونها،،، قانون السعداء.

كلمة لا تعرف الحلول الوسط، ولا أنصاف الحلول التي يسعى إليها أنصاف الرجال أو حتى أرباعهم، فما يميزها أنها لا تصاحب سوى من يستحقها، ذاك الذي قال وفَعَل، ولو وقف الكون في وجهه لن يحيد عن هدفه، ولن يتراجع حتى يَصَل.

( ذاك هو الحب ) كلمة من حرفان لا يعرف اليأس لهما طريقاً، طريقهما الوحيد هو الإخلاص والوفاء لمن أحببنا، لمن عشقنا وهوينا، لمن سحر بنظراته قلوبنا، لمن زين حياتنا بأبهى ألوان الزينة، ورسم على أوراقنا أروع الصور، وبعثر على دفاترنا أحلى الكلمات والعبر.... لمن قال وفعل، وإن لم تسعفه الظروف بعد طول جهد وعناء، لجأ إلى الإخلاص دون كلل أو ملل، دون أن يهرب بعيداً عن عيون البشر، أو يأخذ جرعة زائدة من المخدر حتى تسكن له بعضاً من الألم.

قد يراها البعض كلمة جوفاء! أو هي شبيهة بالكثير من الكلمات التي ننطق بها بوعي أو بدون وعي! ولعلها ليست سوى حرفين ننطق بهم دون عناء وجهد وتفكير! ولا علاقة لهم بتحديد المصير!!!  ولكن لا بد لمن عاش الحب أن يقدر ما أقول، ويقول في نفسه " نعم هذا هو المعقول ولن يشعر به ويفهمه إلا ابن الأصول"

ومن منا لم يسمع بقصص واقعية لقلوب أحبت وأخلصت حتى النهاية.