news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أزمة الحقيقة وحقيقة الأزمة...بقلم : م فواز بدور

علمياً , أبداً ,  وبالمطلق لا بد من وجود فاصل بين كل متناقضين أو متعاكسين وقد يكون هذا الفاصل مكاني كالفاصل بين الأبيض والأسود والفاصل بين منطقة جغرافية آمنة ومنطقة ليست آمنة أو زماني كالفاصل بين الليل والنهار أو فكري كالفاصل بين الخير والشر والفاصل بين  الحقيقة واللا حقيقة وقد يتسع هذا الفاصل ليكون عريضاً واسعاً وقد يدق حتى يصير كالصراط المستقيم وهنا تلتبس الأمور ويصعب التميز بين الطرفين المتناقضين  وهناك أبداً طريق واحد  يصل بك إلى الجانب الايجابي  وطرق كثيرة تبعدك عنه . . .

 


أما مناسبة هذه المقدمة فهو معرفة الحقيقة ومحاولة الوصول إليها في الأزمة السورية بعد أمد ليس بالقصير من بدايتها فكلنا يقف ليسأل ذاته أين أنا من الحقيقة وهل هناك ما يحجبني عنها من غريزة أو نزعة أو حتى شعور خفي يريد نكرانها والابتعاد عنها  فمن كان أقوى من كل غرائزه بإنسانيته ومن  كان يستطيع الوقوف في وجه نزعاته  ومن لا يريد مكسباً أو منفعة يستطيع الوصول إليها وكل ما عليه فعله  هو التفكير المنطقي الحيادي لتظهر أمامه واضحة جلية  ولعلّ السؤال أو الموقف الأول الذي يجب الانطلاق منه  منْ منَ الطرفين المتناقضين صاحب الحق ومن منهم على الباطل وقد تلتبس الأمور فكلهم أبناء وطن ولكل حجته وكل يضع صورة للأمور توافق أفكاره من حيث انطلاق الأحداث وتسلسلها وكي لا نخالف المنطق نقول من هو مع الحق يدعم من هو على حق ومن هو مع الضلال يدعم من

هو على ضلال وعلى صعيد الأفراد ليس من قبيل الصدفة أن يكون مع الحراك المسلح كل من العرعور بماضيه المشين ولواطيته المعروفة والقرضاوي بعلاقته بالصهيونية العالمية وعزمي بشارة بفكره القابل للبيع في مزادات العهر الفكري وعمر البكري بشخصيته المنفلتة أخلاقياً كما يدل على ذلك فضيحة ابنته وصورها على المجلات  

 

 أما للإجابة على السؤال  لماذا فنقول هذه النوعية هي وحدها من تستطيع المخابرات الخارجية شرائها وتوظيفها لتقول وتفعل ما هو مطلوب منها  وبالمقابل لن يكون  انعدام الوعي هو السبب الذي يجعل  ضد ما تم افتعاله ليبدو ربيعاً عربياً كل من المفكر محمد حسنين هيكل والعلامة الشيح محمد سعيد رمضان البوطي ومفتي سوريا فضيلة الشيخ أحمد بدر الدين حسون وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله وعميد الاسرى الأسير المحرر صدقي المقت  والتائب من الوهابية المفكر الذي لا يعنيه إلا نقاء سريرته وحفاظه على دينه علي الشعيبي

 

أما على صعيد الدول فالمنافي للمنطق هو أن تكون قطر مع الحق  وللتأكد من ذلك يكفي مناقشة موقفها من قضيتنا الأولى وهي القضية الفلسطينية فكما هو معروف قطر تقيم علاقات علنية وسرية مع الكيان الغاصب الإسرائيلي فلا يمكن أن تكون مع الحق إلا إن كان الحق مع اسرائيل وما ينطبق على قطر ينطبق على السعودية  ولتأكيد هذه الصفة على  تركيا ما علينا إلا تذكر الاستعمار العثماني وما خلفه من تخلف وقهر وظلم طيلة فترته الممتدة لأكثر من أربعمائة سنة ناهيك عن مذابح الأرمن ومحاربة الأكراد والنفاق مع العدو الصهيوني وعن موقف أمريكا يكفي معرفتنا بموقفها الداعم لإسرائيل وما يعيش بفكرنا بشكل شبه مطلق عن  ضلالة الاحتلال الإسرائيلي واغتصابه لحقنا العربي في فلسطين وسوريا ولبنان  أما عن موقف فرنسا وبريطانيا والدول الغربية فلا داعي لمناقشته نظراً لتبعيتهم وارتباطهم الوثيق بالموقف الأمريكي

 

إذاً من حيث المناقشة نصل إلى أن كل الدول الداعمة للتحرك الإرهابي في سوريا هي مع الضلال  وبالمقابل فإن الدول الداعمة للموقف السوري كروسيا والصين وايران ليس لها ماضي أو غايات استعمارية  ولها موقفها الواضح من القضية الفلسطينية  ولا تطلب الديمقراطية لغيرها وتمارس الظلم والاضطهاد بحق شعوبها وبذلك ننتقل إلى المستوى الثاني من المناقشة  والذي يختصر بالسؤال :

 

هل من الممكن أن يدعم من هو مع الضلال من هو على حق  ؟؟؟

لنكون أمام حالة استثنائية  تتمثل بدعم الباطل للحق نتيجة لعدم معرفته بأنه حق كأن يكون أمير قطر يدعم التحركات في سوريا ظناً منه أنها على ضلال ولكنها هي على حق  والاجابة أن ذلك يخالف المنطق وكان من الممكن كحالة استثنائية  لولا اجتماع كل أهل الضلال فلا يمكن اجتماع أهل الضلال إلا على الضلال وهنا قد يتشدق البعض بالقول إن أمريكا وإسرائيل هي من تحافظ على النظام السوري وهي التي تدعمه ويتناسى أولئك المتشدقون أنه لو كان صحيحاً لأمرت اسرائيل أمير قطر الذي يدعمهم بأن يوقف الدعم بالمال والسلاح وهذا العاق لن يجرؤ على أن يرفض هذا الأمر ولو أرادت أمريكا لأوعز موظف من الدرجة الرابعة أو الخامسة في السفارة لحكام السعودية بإيقاف الدعم ولنفذت العائلة الحاكمة من الرأس المعاق إلى الرأس الهزاز إلى كل الرؤوس المعتادة على تنفيذ الأوامر من غير أي نقاش

فإذا ما سأل سائل بحسن نية كواحد من أبناء هذا الوطن أو بسوء نية كفيصل قاسم وأمثاله  ألا يحق للشعب السوري الذي يعاني ما يعنيه ألا يحق له الثورة على الظلم والفساد وتصرفات قياداته التي أقل ما يقال فيها أنها لا تسعى لمصلحة المواطن ولا لمصلحة الوطن ؟

 

وهذا الكلام فيه الكثير من الحقيقة بما يخص الظلم والفساد فنحن كنّا وما زلنا بحاجة للثورة ولكن ليست هذه الثورة وللتأكد  نطرح أكثر من سؤال :

 

كيف يمكن للثورة التي هي حالة داخلية أن تقوم أو تمول أو تدعم بالمال والسلاح من الخارج ؟

كيف يمكن أن يكون رعاة الثورة من يجب أن تكون عليهم الثورة ؟

كيف يمكن للثورة أن تسعى لضرب الوطن الذي تدعي أنها تريد حمايته و إنقاذه و تحريره وتطويره ؟

كيف يمكن أن تكون أدوات الثورة القتل والاغتصاب والسحل والتقطيع ؟

كيف يمكن أن تكون القنوات التي تدعم الثورة هي ذاتها القنوات التي تساند اسرائيل والحكام الذين يدعمون الثورة هم ذاتهم الذين يرتمون بأحضان  اسرائيل  فماذا نقول لمن قال أن الشعب اضطر لحمل السلاح للدفاع عن نفسه من بطش النظام ؟؟؟

 

نقول هذه يمكن استعمالها لتضليل الرأي العام الخارجي أما كل من عايش الأحداث وعاينها عن قرب فيدرك أن السلاح كان موجوداً منذ انطلاق التحركات وأن القتل وبوحشية كان السمة الأساسية التي ميزت تعامل المندسين بين المغرر بهم مع قوى الأمن وعناصر حفظ النظام على الحواجز بل في أغلب الأحيان لم يُكتف بهذه التصرفات الوحشية بل زادوا عليها الاتصال بأهالي الضحايا لإبلاغهم تقطيع أبنائهم كما حصل مع عناصر الحاجز في بابا عمرو وهذا وإن أنكرته القنوات المغرضة فهناك الكثيرين ممن سمعوه من أهالي الضحايا ومن الذين سمعوه من القتلة المجرمين فهم حرصوا على إظهار وحشيتهم والتباهي بها  بل لعلّ الوزر الأكبر عن الدم السوري المسفوك الذي تتحمله تلك القنوات هو قولها لعملائها :

 

احملوا ما شئتم من السلاح وافعلوا ما شئتم فلن تظهروا إلا كحمام السلام الذي يحمل أغصان الزيتون  اقتلوا وارتكبوا المجازر وسنشتري ضعاف النفوس لنثبت  أن الأمن هو من قتل وارتكب المجازر خربوا وأحرقوا ودمروا ما شئتم وسنبث أن الدولة هي من تقصف وتدمر

وأخيراً للشعب السوري الشعب الذي أعطاه الله كل ما يتمناه من تنوع وثقافة وصمود وصبر كما امتحنه بأصعب أنواع الامتحان ألا هو امتحان الوطن والانتماء نقول :

 

كلنا ينتمي لطائفة أو لفئة أو لجماعة أو لحزب ما فالانتماء لا يلغي الوطنية ولكن التعصب الطائفي أو الفئوي أو الحزبي يلغيها  ليست المشكلة في منح الحب لما ننتمي إليه  ولكن المشكلة في رغبتنا بقتل وتدمير كل ما لا ننتمي إليه واعلموا أن الفرق بين الوطن الذي نريده والوطن الذي نحن فيه هو الفرق بين ما ندعيه وما نحن عليه فإذا أردنا وطننا أفضل فلنكن أفضل وكل عشق ينتهي بالموت إلا عشق الوطن فيبدأ به . . .

فتعالوا نبني وطننا كما نريده حراً قوياً صامداً مستقلاً . . .  بوركت سوريتكم

 


 
2012-09-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)