في حانة أصغر من كفنا ..
جلستِ أمامي بكلِ جمالها
كأيقونةٍ هربت لتوها
من متحفٍ أو معبدٍ
أو من تاريخٍ لم يعرفه قبلاً تاريخنا ..
صنعت من كل نساءِ الشِعر
واختصرت كل الإناثِ قبلنا او بعدنا ..
جلوسها بحد ذاته كان كالخيال
كرسمٍ فرعونيٍ في دفتر رسمنا ..
كزنبقةٍ ... كلؤلؤةٍ ..
كزهرةٍ تتفتح لمرةٍ واحدةٍ في عمرنا ..
تحملُ في خديها كل اللون الاحمر في الدنيا
وكتفيها كثلج كانون
غطى سطح بيتنا ...
عطرها .. كان أجمل كرنفال
يُرقِصُ كُلَ شيئٍ حولنا ..
زراق عينيها لاينتهي .. لا يبتدأ
لايُفسِره أي بحرٍ من بحرنا ..
شعرها اليوناني
شعرها الإسباني
شعرها الغجري
يحمل ألف جواز سفر ليدخل كهفنا ..
وكرز شفتيها ينطق عنها
لكنه لم يكفي يا حلوتي .........
كي يفتح أي حديثٍ بيننا ..!!
لم يكن كافيا ...
كي يُطيَر الحمام على سطوحِنا ...
عذرا يا حلوتي ..
فأنا لا أنتمي \"لِهُنا\" ..!!
لا أنتمي لثوبك القصير ..!!
وعلى ظهرك المكشوف
سبحت نجوم وكواكب
لكني ... لم اجد في مجرتهِ بُرجنا ..
ولا أنتمي لكأسك الصغير ..!!
ولا لثلجٍ يذوب فيه ولا يِذيبنا ..
لا أنتمي لضجيجٍ يقتلع الهدوء من نفسي
ويزحف كالأفيون في عروقنا ...
لا أنتمي لك حين ترقصين
ثلاث ارباع عارية وجلدك يخجل مننا ..
عذرا يا حلوتي ..
نبيذك الخمري ليس كلون دمي
وفستانك الزهري ليس مُترجمي
وكعبك العالي لن يُكمل باقي دربنا ..
في كل خارطةِ الجمال لديك
لم أجد مكان واحداً
كي أكتب فيه إسمنا ..
لا تغضبي مني ...
فهذا الكرسي الصغير يخنق جسدي
وزهور حديقتك تخنق انفاسي
وتُغلِقُ مساماتي وتعاقبني مع روحي
وتسرِقُ ظِلنا ..
وزجاجةُ نبيذكِ كانت خيالكِ
وتلك الطاولة كانت سجننا ..
لا تغضبي مني ...
إن قلت بأني راحِلاً
فالصمتُ مَلَ مِن صمتنا ..
مللتُ الحديث مع بكلةِ شعركِ
ومللتُ الأرض وهي تصغرُ من تحتنا ..
أخاف الوقوع وأخاف السقوط
وأخاف انعدام الوزن في وزنِنا ..
أخاف السفر لكوكبٍ ليس كوكبي
وأخاف أن لا أعود منه كما أنا ..
عُذرا ....... فأنا لا أنتمي \"لِهُنا\" ...
فنجان قهوتي ... هناك ينتظر
هناك كل الجنون في الكون ينفجر
هناك سحري .. هناك عالمي
هناك أنا وطاولتي خبأنا الأمان في درجنا ..
هناك فقط ... الياسمين على العطرِ الباريسي ينتصر
حيث أنتمي .. عندما تغني \"ماجدة\"
كُلُ الكون ينتظر ... وترقص الأقلام على نبضنا ..
هناك حيث لا تنتمين أنتِ ... وأنتمي أنا ...