news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
القلم الأخضر...بقلم : م فواز بدور

اللوحة البيضاء تعشق القلم الأخضر . . . فالطفل يرسم به شجرة . . . وتُكمل الفتاة به رسم الحديقة

أما الفنان فيجعل خلفية  اللوحة من امتداد حقول قمح  خضراء في لحظة إشراقٍ نيسانية   . . .

وترسم به يدٌ خفية في منتصف المساحة البيضاء نجمتين . . .

وتنتقل اللوحة من إبداعٍ إلى أبدع . . . ومن روعةٍ إلى أروع . . . ومن أملٍ إلى أمل . . .


إلى أن تصل إلى يدٍ فاسدة تحسب أنّها الأكثر فهماً والأكثر وعياً  لأنها الأقذر والأبطش فتستل  القلم الأخضر وتكتب :

لا ينبغي للطفل أنّ يرسم الشجرة باللون الأخضر فقط لاغياً وجود الساق البني وكي لا نسمح بتشويه الشجرة يمنع الطفل من مسك القلم الأخضر

تمنع الفتاة من الرسم بالقلم الأخضر لتناسيها باقي ألوان الحديقة الأخرى مخالفة بذلك الشروط الفنية للحدائق من نوعية الطرقات والممرات وتناسق الألوان

يمنع الفنان من اقتناء القلم الأخضر لعدم مراعاته الخطة الزراعية ورسم مساحات أكبر مما تسمح  الخطة المقررة لزراعة القمح

وتمنع اليدّ الخفية التي رسمت النجمتين من مسك القلم لأنّ النجوم لونها ابيض أو أصفر وحتى في لحظات الخسوف فلونها أحمر فمن سمح لها أن ترسمها باللون الأخضر

 

فانبعث صوت يدوي : إنّهما نجمتا علم الوطن

ومن لا يفهم أن الطفولة لا تدرك من الشجرة إلا اللون الأخضر . . .

ومن لا يدرك أن الفتاة لم ترتكب جريمة لأنها لم ترَ من الحديقة إلّا اللون الأخضر ولم تعنها الشروط الفنية . . .

ومن لا يعي أن الفنان ليس مقيداً بخطة زراعية . . .

 لن يفهم لما نجمتا العلم لونهما أخضر. . .

 وهو من لا يحق له أن يمسك القلم الأخضر . . . 

 

2013-05-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد