مع كل الاحترام لكافة الكتاب والمخرجين السوريين لرمضان 2012 إلا أنني كمشاهدة أود أن ألفت الانتباه إلى أن 60% من مسلسلات رمضان في السنة الماضية تتحدث عن ماضينا وكيف يطلق فلان زوجته لأنها أنجبت له البنت الثالثة والأخرى تبادل ابنتها بابن سلفتها خوفاً من أن يذبحها زوجها...
برأيي الشخصي هذه النسبة عالية جداً خاصة أن المشاهدين من كافة الفئات العمرية ومن كافة المستويات الثقافية... وأنا أؤكد أن نسبة لا بأس بها من المشاهدين تتأثر كثيراً بهذه المسلسلات فنسب الطلاق من أيام (باب الحارة) وحتى الآن ازدادت والفضل يرجع إلى هذا النوع من المسلسلات التي مع الاحترام إلا أنها ببعض الجوانب خاصة ً الأسرية تعود إلى مجتمع متخلف..
لهذا أنا أرجو أن ننتقل ونخرج من قوقعة (سيد راسي) التي هي عبارة عن علاقة سيد وعبد
بين الرجل وامرأته إلى رومنسية كلمة (حبيبي) التي هي عبارة عن علاقة حب بين
الطرفين..
يكفينا أمثال باب الحارة وأجزائه الغير معدودة..
أود أن أضيف أننا بحاجة إلى مسلسلات تشبه واقعنا الحالي فأنا شخصياً أجد أن ( أرواح عارية) رغم جرأته الغير معتادة من قبل عقولنا, يناسب مجتمعنا الحالي أكثر من غيره ... فنحن نعلم مافي مجتمعنا من تصرفات مخفية لكننا لا نجرؤ أن نتكلم بها .. لا مانع أبداً أن نحرر عقولنا.. أو حتى شفاهنا لنتكلم بما يجري فعلاً.. كفانا اختباءً خلف أوهام الأمانة..
آسفة للإطالة إلا أنني سأنبه أخيراً إلى أننا جميعاً انتظرنا مسلسلات رمضان 2012 على اعتبار أنها ستكون عن أحداث سورية وتعبر عن معاناة أهلها إن صح القول..
تفاجأت شخصياً أن المسلسلات جميعها غير مهتمة مع العلم أن بعض المسلسلات الكوميدية
ك (بقعة ضوء) و(أبو جانتي) بدا فيها جرأة بالتعبير لكنها تقتصر على بعض السكيتشات
التي لا تتجاوز (10 دقائق) تتحدث فيها عن معاناة من نوع آخر كالغاز والمازوت وما
إلى هنالك...
لم يذكر التشرد أبداً أو النزوح أو الغربة أو أي معاناة ذات قيمة أكبر بكثير من
الوقوف بالدور الطويل على مراكز توزيع الغاز...
أتمنى في رمضان 2013 أن يكون هناك تمثيل أكبر لمعاناة الشعب السوري فما نراه يجب أن
يعنينا تماماً..