news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المازوخية هرطقة نفسية ... بقلم : محمد عصام الحلواني

هرطقة نفسية

المازوخية . والسادية .  وجلد النفس ...

 وجهان لعملة واحدة : السادو –  ماسوشية .

التفريط والإفراط ضفتي نقيض . نقيض يجري بنا جري نهر جارف .

السمو والدنو : الإسفاف والعلو : المحبة والغلو : مفاعيل تتحكم بتفاصيل حياتنا ..

طوبى لمن علم ماهية النقيضين . فاتخذ سربا بين المجازين . وكان من الوسطية . وعلى مسافة واحدة من الحدين .


تذهب الأقليات الدينية والعرقية إلى تمثل الطقوس والعادات والممارسات الشعبية . الصوفية والروحية والمادية وغيرها . إلى ناحية التطرف . فتارة تجد سمة طائفة ما . جلد النفس وبعنف . وقد تجد في عرق ما من الأعراق . تماهيا في الانفلات الأخلاقي حتى مبلغ الشذوذ الإنساني .

 

ومرة تجد المرونة والتساهل في قضايا تمت بصلة إلى الدين . وإلى غيره من الأعراف والقوانين .  يبلغ درجة التسيب والذوبان والتمييع للفكر الإنساني . الذي يعتمد ضوابط خلقية من نوع ما ومصدر ما . 

أعداء الوسطية كثر وأنصارها قليل .

 

الفكر الوسط .يوجد حلول للمعضلات . ويقرب وجهات النظر . ويساوي بين المتناقضات حتى حد الإمتزاج . و يشكل فكر وليد من فكرين متناقضين . و يكون هو الشذوذ المنطقي الوحيد في نظرية تنافر الضدين واستحالة جمعهما .

لذاك كان أعداء الوسطية كثر . إذ أن التماهي والتناهي . هما صدفتين لكتاب الوسطية .

 

مثال : يعتمد تحصيل الثروة . وتحصيل اللذة . على السرعة . فلو قضى الإنسان عمره كله يعمل بنظام  وبشكل منطقي . فإن هذا  سيكفل فقط عيشه بكرامته . ولن يحصل على الغنى المادي بأي شكل من الأشكال . لذلك كانت السرعة ضرورية . ومن هنا من هذه الضرورة قيد الإنسان الجشع نفسه بقوانين شاذة تسرع عملية الكسب . بغض النظر عن حجم الأذى الحاصل لعدد كبير من الناس بسبب هذا السلوك وهذا الإفراط . والمبالغة .

 

كيف نرقى بالفكر العام إلى مرتبة الوسطية ونبذ التطرف والتسيب .

 

لا شك أن العملية التربوية  النفسية تحتاج إلى تضافر الجهود كافة في البيت والمدرسة والعمل . وهذا جانب مغفل من التربية . فالطفل ( شفيفة ) تتعرض لأنواع وأنماط مختلفة من السلوكيات المحيطة به . فيشف من هنا خصلة سيئة . ومن هناك حسنة . ومن هنا سيئة وهكذا . وهنا يأتي دور التربية والتوجيه ووضع ثوابت للطفل تصون شخصيته من الاهتزازات . وتزيد من صقلها مع التجارب .

 

الاستعدادات و الكوامن :

 

 لا شك أن كل واحد منا يتعرض لضغوط الحياة . ولعملية الطحن والعجن والخبز. يوميا عشرات المرات . وهنا يظهر دور الكوامن النفسية . فإن كانت معدة ومدربة لتحمل أعباء الحياة وللصدمات . ثبت صاحبها أمام المشكلات الكبيرة والصغيرة . وإلا فإنه سيهوي عند أول منعطف . ويرتكب الحماقات والجرائم . ويركن إلى أسرع الحلول دون النظر إلى العواقب .

كيف تعلم أنك تملك كوامن إيجابية في نفسك .. ؟ .

المطبات والاختبارات الصعبة هي أروع كاشف عن الكوامن الإيجابية أو السلبية . ونوع الاستجابة هي التي تحدد نوع الكوامن في نفس الشخص .

ثم هناك تجربة وهي تجربة العشرة أسئلة .

 

ضع نمطا من الأسئلة العامة . أو فاطلب من أحد أصدقائك أن يعد قائمة من عشرة أسئلة عامة . تتحدث عن الخيارات . بين . وبين .  في حوادث قد تتعرض لها . ثم وزع هذه الأسئلة على أكبر عدد ممكن من أصدقائك وخذ نسخة لنفسك . وفي النهاية انتخب الإجابات المتوافقة  في تبويب خاص . والإجابات المتنافرة في تبويب أخر . وأنظر إلى أي الفريقين تنتمي . ويكون الاختبار دقيقا لوكان نمط الأسئلة مستمد من الثوابت الفكرية والاجتماعية . فلن يتوافق المجتمع مثلا على قبول جريمة القتل .

 

ماذا لو كنت من الفريق المريض المصاب  بالتفريط  أو الإفراط .

الحل بسيط . ليس هناك حد للوقوف عنده في مسألة تهذيب النفس . فأنت مستعد لقبول المنطق حتى لو خالف معتقدك . و حتى لو كان عمرك مائة عام .

درب نفسك على كسر جليد النفس . وتقبل الفكر الأخر . على أقل تقدير على مستوى الاستماع له . وتقبل وجوده إلى جانبك .

أنبذ جميع الأفكار التي تدعو إلى شطب وإلغاء الأخر . حتى لو كان مصدرها معتقدك . فلا بد وأنها من عوامل التحريف في معتقدك وليست أصلا من أصوله .

 

قواعد عامة ..

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول جريمة القتل .

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول سرقة أموال الآخرين .

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول مصادرة حرية الآخرين .

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول الاعتداء على الآخرين بأي شكل وتحت أي ظرف .

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول شطب وجود أي فكر إنساني له أتباعه أو أي معتقد أو أي عرق أو أي فلسفة فكرية . 

لن تتوافق البشرية على تشريع وقبول تعميم فكر واحد على كل البشر . التنوع ضروري .

2013-06-29
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد