بيني وبين البحر أسرار لا أحد يعرفها غير أمواجه وأمنيات رسمتها على رماله وبيت بنيته فوق صخوره وآهات دفنتها بأعماقه وضحكات ضاعت بمده وجزره ....
وكم أشتاق له وأنا أكتب هذا الكلام ويزعجني بعدي عنه فأنا الآن لا يوجد أمامي غير الأبنية العالية والشوارع وزحمة البشر الذين يمشون وبعضهم يركبون سياراتهم وجزء كبير منهم يتمنون السفر إليك حتى ولو كان سفرهم سيستغرق ساعات للوصول إليك ....
وليس فقط رغبة في السباحة وإنما وجودهم بقربك يشعرهم براحة نفسية ويخفف عنهم همومهم اليومية ورؤيتهم لغروب الشمس يبعث في نفوسهم الطمأنينة وظهور القمر بعدها في السماء حيث يسهرون على الشاطئ ويتأملون أن يكون يومهم التالي يحمل معه كل جديد إن كان من الناحية العملية أو العاطفية أو الصحية ....
وكم هو جميل أن نعيش على الأمل وطبعاً على أن يرافقه العمل بجهد والتضحية في سبيل تحقيق أهدافنا وأحلامنا لأن الأمل وحده لا يكفي ..
وأنت أيها البحر تسمع أحاديث الكثير ممن يجلسون على صخورك ومن يمشون على رمالك وكم هي كثيرة ومتنوعة الأحاديث التي تسمعها وتحتفظ بها أمواجك ....
ولكن كل هذا لا يتعبك أبداً وكل يوم يحمل معه المزيد من الأحاديث والأسرار والكثير من قصص الحب والرومانسية والهموم اليومية ....
وأخيراً كم إشتقت لك وكم كنت أريد أن أكتب هذا الكلام وأنا بقربك ولكن عسى أن يصل كلامي لك مع أحد القراء عندما يذهب إليك ويخبرك عن شوقي لك ولرؤية أمواجك ورمالك وصخورك ومنظر غروب الشمس فوق سطحك وضوء القمر عند إنعكاسه عليك فكل هذا رائع و مزروع في بالي وأشتاق لرؤيته بأقرب فرصة ممكنة .. ..