أشهر الرسامين في العالم اجتمعوا لرسمها ولكنهم بقوا لساعات يتأملونها ويدرسونها من أين يبدؤون برسمها وكيف يصفونها .. وكم أتلفوا من صفحات وكم مرت عليهم من لحظات ولكن دون جدوى فإن أرادوا البدء من شعرها ضاعوا في ليل أسود طويل ما بعده سواد ولو قرروا رسم ملامح وجهها كل جزء يوحي لهم برسم عشرات اللوحات ..
وهم ليس لديهم الكثير من الوقت وعليهم رسمها وإستغلال كل لحظة معها لأن الكثيرين منهم لطالما حلموا بها لأن جمالها آية من الآيات ومن يتقن رسمها ووصف معانيها وتفاصيلها وإكتشاف أسرار الجمال فيها سيخلده التاريخ ويحكوا البشر عنه لسنين طويلة وأجيال قادمة ولن يصعب عليه رسم أي شخص بعدها ولا أي منظر في الطبيعة ولا أي فكرة تخطر في باله ..
وفجأة إقترح أحدهم أن يبدؤوا بقوامها ولكن من أين يبدؤون فهذا القوام غريب في شكله وفي طوله وحتى في رقته ولم يعرفوا كيف يحددوه ولا من أين يرسموه فكم خافوا أن يظلموه ولا يعطوه حقه في المقاييس ومضت الساعات ولم يرسموا شيء منها ولم تفلح معهم أية فكرة أو اقتراح ولكنهم وجدوا في النهاية أن أفضل طريقة لحل هذه المشكلة وإيجاد مخرج لها يحفظ لهم ماء وجوههم ويحمي لهم شهرتهم التي أصبحت مهددة ومعرضة للشك في قدرتهم على الرسم ..
لذلك إجتمعوا على رأي واحد وهو أن يسألوني ما سر هذه الفتاة التي لم نجد طريقة لرسمها ولا حتى رأس خيط يلهمنا بجزء نبدأ من خلاله برسمها ولو حتى بأبسط ملامحها وحتى لو كانت عيونها .. وعندها كم أشفقت عليهم وللوقت الذي أضاعوه وهم يتأملونها لأنني حاولت قبلهم وصفها بشعري والتغزل بها وحتى أنا لم أقدر بالرغم من شهرتي بوصف المرأة والتغزل بها وكلامي عنها .. فأخبرتهم سرها وقلت لهم أنا قبلكم اعتذرت عن وصفها والتغزل بها وأنتم عليكم الإعتذار والإعتراف بفشلكم في رسمها لأنها ملاك ولا تعذبوا أنفسكم أكثر من ذلك ولا تفكروا حتى برسم عينيها لأنه ممنوع علينا رسم عيون الملائكة ...