نقصد بالذرّة هنا عنصراً مادياً مثل الأكسجين ذي الرمز العلمي O. في عام 1863 كان معروفاً لدى البشرية 56 عنصراً فقط. أما الآن فلدينا 118 عنصراً.
أمضى العالم الروسي Dmitri Mendeleev (1834-1907) أكثر من 13 سنةً في البحث عن طريقة لتصنيف الذرّات التي كانت معروفة في وقته، فوجد أخيراً قاعدة تعتمد على ترتيب هذه العناصر في صفوف ( أو أدوار)، حيث تظهر الخواص المتشابهة للعناصر في العمود، ويكون للعناصر ضمن الصف الواحد نفس عدد الإلكترونات في الطبقة الخارجية للذرة. وهكذا حصلت البشرية على ما يسمى "الجدول الدوري للعناصر الذرّية" أو جدول Dmitri Mendeleev. حيث يتضمن الجدول 7 أدوار و 18 عمود. وكان كلّما يتم اكتشاف ذرّة جديدة تُضاف إلى الجدول حسب القاعدة التي ابتكرها Dmitri Mendeleev.
كل شيء مادّي في هذا الكون يتكون من عناصر موجودة في الجدول، خذ مثلاً السيارة التي تقودها، فهي تحوي عناصر ذرّية لا يعرف عددها وماهيتها إلا صانع السيارة، ولكنها تحوي ذرّات معروفة مثل : حديد، نحاس، ألمنيوم، كربون، هدروجين، أكسجين، نتروجين، سليكون،...الخ. فكيف إذا حاولنا معرفة كل العناصر الذرّية التي في جسم الإنسان؟
إن هذا الجدول فيه من الإبداع العلمي والإتقان الهندسي ما يجعله يصل إلى حد المعجزة. وقد ساهم في تطور البشرية تكنولوجياً في جميع مجالات الحياة المادّية التي نعيشها دون استثناء. و لكن للأسف فقد سخّرت البشرية أيضاً ، بغريزتها العدوانية، معارفها المادّية بعمد أو بغير عمد في طريقٍ غير بنّاءٍ، مما أدّى إلى التخريب و الدمار و تلوث الطبيعة وإشعال الحروب هنا وهناك.
كّلنا أمل أن تسخّر البشرية معارفها المادية في خلق تناغم الإنسان مع الطبيعة التي أعطته 118 ذرّة. فالشيء الطبيعي أن نرد الجميل لهذه الطبيعة بأن نحبها وأن نكون صديقين لها.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews